في مشهد مثير للاستغراب والدهشة، خرج العشرات من الشباب والفتيان في مسيرات بشوارع طنجة وفاس، في الوقت الذي فرضت فيه السلطات حالة الطوارئ الصحية، من أجل مواجهة وباء كورونا المستجد.
وأثارت هذه المسيرات غضبا وشجبا واسعا داخل المجتمع المغربي، الذي استجاب لدعوة الحكومة بالحجر الصحي داخل المنازل وإعلان حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة، معتبرين بأن هذا السلوك يهدد حياة المواطنين المغاربة وينسف كل الجهود المبذولة في هذا الإطار.
لكن ما هي الأسباب الرئيسية التي دفعت بأولئك الشباب للخروج في مسيرات متفرقة في ظل الوضع الراهن الذي يعيشه البلد بعد تسجيل العشرات من الإصابات بفيروس كورونا، وهل هي مسيرات عفوية من شباب المدينة، أم استغلها مندسون لتمرير رسائل معينة.
وما هو الغرض من هذه التحركات والتهليل والتكبير، وكسر حالة الطوارئ الصحية بشكل مفاجئ، ومن يقف وراء هذه التحركات المشبوهة التي ضربت عرض الحائط قرارات الداخلية.
رشيد لزرق المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بالرباط، قال في تصريح لـ”الأيام24″، بأن الانزلاقات التي عرفتها بعض المدن في طنجة وفاس، حدثت بسبب تحريض بعض التيارات التي تريد الركوب على العمق الإيماني للمغاربة من أجل الرد على خرجات بعض رموز الحداثة كأحمد عصيد و بعض مشاهير الفن الذين دعوا إلى الغناء دون أن يبادروا إلى ضخ أموال تضامنية في صندوق وباء كورونا .
وأكد لزرق، بأنه ، وإن اعتبرها البعض بأنها مسيرات عفوية، فإنه يجب التنبيه بأن المغرب في هذه الظرفية، ليس في حاجة إلى هذه الانقسامات السياسوية الفارغة، مشددا على ضرورة التجند وراء الملك لكسب حرب كورونا الوبائية.
في ذات السياق، أوضح المحلل السياسي، بأن الصراع السياسوي يؤدي إلى التشويش على قرار وزير الداخلية بتطبيق حالة الطوارئ الصحية، الأمر الذي سيتطلب تدخل القوات المسلحة الملكية لضبط النظام العام والسكينة في المنطقة.
وأشار لزرق، في حديثه للموقع، بأن ما حدث في هذه المدن من مسيرات، لا يتعلق بتحالف بقدر ما يتعلق بصراع وسجال بين الجماعات الدينية المتطرفة ومتطرفي الحداثة، منبها بأن المرحلة الحالية لا تتحمل هذه السلوكات الصبيانية، لأنه قد يتبين من خلال التدوينات الفيسبوكية و بعض الفيديوهات أنها كانت مبادرة شبابية عفوية غير محسوبة اندس فيها بعض المنتمين لقوى التدين السياسي وأرادوا الركوب عليها.
