وداد الأمة يساهم بـ 180 مليونا في صندوق الجائحة والنسر الأخضر يعجز عن التحليق
لم يصمد فريق الرجاء الرياضي طويلا أمام غريمه الوداد، ورفع الراية البيضاء بفشله في حشد أنصاره لاقتناء تذاكر أول مباراة افتراضية في تاريخ الديربيات البيضاوية، خصصت عائداتها المالية للمساهمة في صندوق جائحة كورونا.
وفي الوقت الذي أعلن سعيد الناصري، رئيس الوداد، أنه بصدد تحويل مبلغ 180 مليونا لصندوق جائحة كورونا، بعد بيع 60 ألف تذكرة وقمصان الفريق، مازال الرجاء الرياضي يفكر في تأجيل المباراة التي انتهت افتراضيا، بعدما فشل في تسويق المباراة بين أنصاره، ولم يبع إلا ستة آلاف تذكرة.
وفشل عشاق “النسر الأخضر” في التحليق في سماء التضامن بكثافة، إذ قص جمهوره جناحي النسر، وفضلوا اتهام غريمهم وداد الأمة بتعبئة الأثرياء لاقتناء التذاكر والأقمصة، واقتناء أعضاء المكتب الأحمر أعدادا كبيرة منها، وهو تبرير يسجل إيجابا للفريق، فالتضامن يحتم اللجوء إلى كل الوسائل المشروعة، من أجل دفع كل فئات الفريق للمساهمة، ولا ضير أن يقتني أعضاء الفريق آلاف التذاكر من مالهم الخاص، من أجل هدف نبيل. ولأن التاريخ يسجل لوداد الأمة وقوف جماهيره في كل الأزمات، ومنها مساهمته في طرد المستعمر الفرنسي، فإنه اعتبر أزمة كورونا فرصة أخرى لتأكيد نبل الرياضة، وجعلها حافزا لمواجهة الجائحة بكل الطرق، ومنها المساهمة ماليا في الصندوق، فباعت إدارة الفريق كل التذاكر المطروحة في وقت قياسي، ب 30 درهما للتذكرة، وساهمت في العملية، كل مكونات الفريق الأحمر، بعد أن قام مسؤولوه بحملة تحسيسية بأهمية المساهمة في صندوق مواجهة كورونا، في هذا الوقت الحرج.
بالمقابل، لم يستطع الرجاء بيع إلا حوالي ستة آلاف تذكرة، مادفع مسؤولين إلى إبداء رغبتهم في تأجيل المباراة الافتراضية، علما أن ثمن التذكرة لا يتجاوز 50 درهما، إلا أن سوء التسويق وعزوف جماهيره عن اقتنائها فوت على الفريق فرصة للانخراط في الحملة الوطنية ضد الفيروس، ما دفع بمسؤولي الفريق إلى محاولة العودة في النتيجة بإعلان استمرار بيع التذاكر إلكترونيا، رغم نهاية المباراة السبت الماضي.
الآن، تشعر جماهير الوداد بالاعتزاز، فالفريق يحتل الرتبة الأولى بين جميع الفرق في قيمة مبلغ المساهمة، والرتبة الأولى في البطولة “الواقعية”، ويعتبر من أكثر الفرق المغربية فوزا بالألقاب، ناهيك عن تصنيف جمهوره ضمن أحسن الجماهير العالمية، ولم يخيب ظن المغاربة في المزيد من العطاء والإبداع، في انتظار العودة إلى المستطيل الأخضر، فهنيئا للوطن بالوداد.
خالد العطاوي
