السلطات تعقم الأزقة من وباء الوهابية!


ضغط مجتمعي يسقط رموز الإرهاب من الفضاء العام ويحرج سياسيين يعانون الغربة في بلدهم
لنتخيل جميعا، حجم السعادة والرضى، الذي كان سيشعر به موح الرجدالي، رئيس المجلس الجماعي لتمارة، لو أنه على رأس إحدى مقاطعات إسطنبول، أو عضو في لجنة التخطيط بجدة بالسعودية، حتى يتمكن من إطلاق أكبر عدد ممكن من أسماء رموز الوهابية على الأزقة والشوارع.
قدر موح الرجدالي، أنه قرر ممارسة السياسة في المغرب، والترشح في منطقة لا يفصلها عن عاصمة الأنوار سوى “طاكسي” كبير. نستطيع أن نشعر بغبن الرجدالي، بعدما نزعت سلطات المدينة الصفائح المعدنية الحاملة لأسماء شيوخ هذا الرجل، الذين ينظرون إلى المغرب بحذر كبير، لأن شبابه ومتنوريه ومثقفيه يحرجونهم في كل مناسبة، آخرها إسقاطهم من أزقة وشوارع تمارة.
إن الأمر جدي، هل يعلم المغاربة فعلا، أن فتح الله غولن صحابي جليل؟ نعم، بمنطق الرجدالي، فإن رموز الوهابية، من قبيل حمد الدهلوس وأحمد النقيب وخالد سعود الحليبي وخالد السلطان وغيرهم، كلهم صحابة أجلاء، رغم أنهم ولدوا في عصرنا، إذ جاء في محضر اجتماع جلسة التصويت بالجماعة الحضرية تمارة، المنعقد من أجل تسمية مجموعة من الشوارع والأزقة، أن هذه الأسماء لصحابة النبي، وهذا عبث كبير ويضرب في العمق الإصلاح الديني بالمغرب، ويجرد السياسة من كل قيمة سامية.
وتفنن الرجدالي ومستشاروه في إدخال أسماء رموز التشدد والإرهاب إلى تمارة، إذ لم تسقط هذه الأسماء مرة واحدة، بل ما رأيناه اليوم، هو ثمرة ست سنوات، من 2003 إلى 2009، وفي هذه الفترة، كانت الأغلبية مشكلة من أحزاب العدالة والتنمية والاستقلال والحركة الشعبية، وهناك من روج أن الاتحاد الاشتراكي بدوره، كان شريكا في هذه الجريمة، إلا أن أحد الأعضاء في مجلس تمارة حينذاك، خرج إلى العلن، وشارك مع المواطنين، محضر الاجتماع، الذي يؤكد أن 15 عضوا صوتوا بالإجماع، فيما غاب 14 كانوا خارج القاعة، في حين لم يمتنع أحد من الأعضاء.
وتحاول الأحزاب التي كانت في الأغلبية والمعارضة على حد سواء، التنصل من مسؤوليتها في هذه الجريمة، بالقول إن العدالة والتنمية كان سببا في هذه الفضيحة وحده، غير أن هذه الحيل من الصعب أن تنطلي على المغاربة، إذ كان بالإمكان الاعتراض على الموضوع، وإثارته في الصحافة والترافع من أجل إزالة رموز السلفية والإرهاب من الفضاء العام المغربي، لكن تبادل المصالح، يدفع هذه الأحزاب إلى عدم حضور مثل هذه الجلسات، كي لا تسجل عليها المواقف، وبالمقابل لا تقف ضد من يريد تغيير هوية هذا البلد.
عصام الناصيري

تاريخ الخبر: 2020-05-18 16:20:10
المصدر: جريدة الصباح - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 38%
الأهمية: 42%

آخر الأخبار حول العالم

مواعيد القطارات المكيفة والروسى على خط القاهرة - الإسكندرية والعكس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-18 06:22:01
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 47%

هل تفقد الزوجة قائمة المنقولات فى حالة اللجوء للخلع؟.. اعرف التفاصيل

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-18 06:21:56
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 47%

علامات نفسية وجسدية لتعاطى المراهق المخدرات.. كيف تحمى أولادك؟

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-18 06:22:03
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 41%

5 تعاملات يومية مع الأطفال تساعد على نجاحهم فى المستقبل

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-18 06:21:54
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 44%

قبيل تنفيذ القانون.. تعرف على مصير طلبات التصالح فى المخالفات القديمة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-18 06:22:04
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 41%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية