قال زوراب بولوليكاشفيلي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، "إن السياحة بصدد الانخفاض 70 في المائة هذا العام، ما يمثل أكبر تراجع للقطاع منذ بدء الاحتفاظ بسجلات في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي".
وبحسب "رويترز" أوضح بولوليكاشفيلي لصحيفة "هاندلسبات"، أن هذا التنبؤ للقطاع المتضرر من فيروس كورونا يستند إلى افتراض أن الدول في أنحاء العالم ستفتح تدريجيا حدودها بدءا من أغسطس.
يأتي ذلك بعد أن توقعت المنظمة في الأشهر السابقة، تراجع السياحة العالمية بنسبة 30 في المائة في العام 2020، وأن تتراجع الإيرادات السياحية 300 إلى 450 مليار دولار، أي قرابة ثلث عائدات 2019 التي بلغت 1,5 تريليون دولار.
وبحسب منظمة السياحة العالمية، فإن السياحة من بين القطاعات الاقتصادية الأكثر تضررا، مضيفا "واضح أن ملايين الوظائف في القطاع مهددة"، في ظل فرض مزيد من الدول قيودا على السفر، وإلغاء مزيد من الرحلات في وقت تسعى فيه حكومات العالم إلى احتواء انتشار الفيروس.
وتراجعت السياحة العالمية خلال الأزمة الاقتصادية عام 2009 بنسبة 4 في المائة، بالنسبة نفسها 4 في المائة عام 2003 في أعقاب تفشي متلازمة سارس التي أودت بحياة 774 شخصا في أنحاء العالم.
وكانت المنظمة توقعت مطلع العام أن تسجل السياحة العالمية نموا بنسبة 3 إلى 4 في المائة لكنها عدلت توقعاتها في 6 مارس بسبب التفشي السريع لكوفيد - 19، وتنبأت بأن يبلغ التراجع 1 إلى 3 في المائة.
وتعهد وزراء السياحة في دول مجموعة العشرين في اجتماع سابق، بالتخفيف من أثر وباء كوفيد - 19 في قطاع السياحة العالمية، وضمان "أن يكون رفع القيود على السفر منسقا" و"دعم الانتعاش الاقتصادي" لقطاع السياحة.
وقال الوزراء حينها "نحن ملتزمون بمساعدة الشركات ورجال الأعمال والعاملين في قطاع السياحة على التكيف والازدهار خلال حقبة جديدة بعد الأزمة".
وأشارت المجموعة إلى أن ما يصل إلى 75 مليون وظيفة في هذا القطاع مهددة، مستندة في ذلك إلى أرقام المجلس العالمي للسفر والسياحة.
وللفترة المقبلة، دعت منظمة السياحة العالمية إلى تقديم الدعم المالي والسياسي لتدابير الإنعاش بواسطة السياحة، وإلى إدراج دعم هذا القطاع في خطط وإجراءات الإنعاش على نطاق أوسع في الاقتصادات المتضررة.
وبينت أن تأثير تفشي كوفيد - 19 سيكون ملموسا على طول سلسلة القيم السياحية. وإضافة إلى ذلك، شددت المنظمة على أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تشكل نحو 80 في المائة من قطاع السياحة، وهي معرضة للأذى بشكل خاص مع سبل عيش ملايين الناس في العالم أجمع، بما في ذلك داخل المجتمعات الضعيفة التي تعتمد على السياحة.
وأوضحت أن الالتزامات السياسية والمالية أساسية لضمان قدرة السياحة على المساهمة في انتعاش اقتصادي واجتماعي على نطاق واسع، وهو أمر سبق أن تبين في اضطرابات برهن القطاع بعدها على طبيعته المرنة للغاية وعلى وقدرته على النهوض بقوة من كبوته.
وتتوقع شركة Tourism Economics أو "اقتصاديات السياحة"، وهي شركة بيانات واستشارات، أن الطلب العالمي على السفر لن يستأنف وتيرته العادية حتى عام 2023.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أنه عندما يعود السياح أخيرا، سيواجهون مشهدا متغيرا يتضمن إبعادا اجتماعيا وإجراءات أخرى لتهدئة المخاوف المتبقية بشأن كوفيد - 19، وهو المرض الذي قتل عشرات الآلاف حول العالم وأصاب ملايين آخرين.