ببطء وتدريجيا بدأت المساعدات المالية تتدفق إلى لاعبي التنس الأقل تصنيفا خلال توقف النشاط الرياضي للعبة بسبب الأزمة الصحية العالمية لفيروس كوفيد-19 لكن الغالبية العظمي من الرجال والسيدات الذين يكسبون قوت يومهم من خلال تدريب هؤلاء اللاعبين تركوا في عين العاصفة دون مساعد أو معيل مع استمرار الجائحة.

ويستمر بعض المدربين مثل دارين كاهيل مدرب اللاعبة الرومانية سيمونا هاليب في الحصول على رواتبهم لكن المدرب الأسترالي يقر بأنه واحد من المحظوظين القلائل في ذلك ويطالب بمد يد العون لبقية المدربين الذين يعتمد اللاعبون على جهودهم في تحقيق النجاح.

وقال كاهيل لرويترز في أديليد الأسترالية "أعرف أنني محظوظ لأنني أعمل مع لاعبة كبيرة كما أن سيمونا دائما تهتم بي ولا تزال تفعل."

وأضاف "ولهذا فأنا واحد من المدربين المحظوظين وأعرف أنهم قليلون. في القرعة الرئيسية لبطولات تنس الرجال والسيدات هناك 128 لاعبا وربما يكون هناك 100 مدرب يقودون اللاعبين في هذه البطولات.

"الغالبية العظمى من هؤلاء المدربين لم يحصلوا على أي أموال طوال هذه الفترة وهذا أمر في غاية الصعوبة."

وفي مايو أيار الماضي قالت المؤسسات المشرفة على بطولات وشؤون التنس إنها جمعت أكثر من ستة ملايين دولار من أجل مساعدة نحو 800 لاعب ينافسون في الفردي والزوجي بينما قال الاتحاد الدولي للتنس إنه جمع 350 ألف دولار أخرى ستوزع على اللاعبين الذين يحتلون المراكز ما بين 501 و700 في قائمة التصنيف الدولية.

في المقابل لم تكن هناك مساعدات تذكر بالنسبة للمدربين.

واتاح الاتحاد الدولي للتنس مجموعة من الموارد التعليمية مجانا عبر منصات الأكاديمية التابعة خلال فترة الإغلاق في حين أعلن الاتحاد الدولي لمحترفي التنس خلال الأسبوع الحالي مبادرة ستمنح المشجعين فرصة للتقدم لحضور دورات مع كبار المدربين.

وستذهب الأموال التي ستوفرها هذه الدورات إلى لجنة المدربين التابعة للاتحاد من أجل دعم أعضائها.

ويشعر كاهيل بالسعادة والرضا لاهتمام القائمين على شؤون اللعبة بأوضاع اللاعبين في المقام الأول لكنه يوصي أيضا بعدم تجاهل المصاعب التي يواجهها المدربون خلال هذا الموقف غير المسبوق.

وقال المدرب عن ذلك "أعتقد أن هناك طرق أخرى بالتأكيد لمساعدة المدربين.

"وهذا عن طريق تعزيز صورة المدربين حتى يتسنى لهم الحصول على مزيد من الفرص خارج الملعب."

وأضاف كاهيل "سبق وتحدثنا عن هذا الأمر مرارا وتكرارا وسيكون هذا الجانب جزءا مهما خلال الفترة المقبلة."

وأشار كاهيل إلى أنه يتعين على القائمين على بطولات المحترفين والمحترفات حل المشكلة القائمة منذ وقت طويل وهي توفير تأمين للمدربين خلال سفرهم إلى البطولات.

ويقول الفرنسي باتريك مراد أوغلو مدرب النجمة الأمريكية سيرينا وليامز الحاصلة على 23 لقبا كبيرا إن كثيرا من الناس لا يعرفون أن المدربين لا يتلقون رواتب بل يحصلون على مبالغ مالية تقدر بناء على ما يحصله اللاعب من جوائز مالية وبناء على أمور أخرى.

وقال مراد أوغلو عبر الهاتف من فرنسا "أعرف أن كثيرا من المدربين يواجهون صعوبات مالية خلال مدة الإغلاق وإن معظم هؤلاء ليس لديهم أي مدخرات مالية."

وأضاف مراد أوغلو "أعتقد أنه يتعين إظهار المزيد من التقدير للمدربين وإبراز دورهم بشكل أكبر خلال المباريات."

وسبق لكاهيل تدريب الأسترالي ليتون هيويت الذي تصدر التصنيف الدولي للمحترفين تحت قيادته كما سبق له تدريب النجم الأمريكي المعتزل أندريه أجاسي.

ويقول كاهيل أيضا إن المدربين عادة يكون وضعهم مختلفا كثيرا عن لاعبيهم بعيدا عن الملعب وهم يحتاجون الى دخل منتظم في حياتهم.

وتحدث اللاعب السابق عن ذلك قائلا "حياتنا (كمدربين) تختلف بعض الشيء عن اللاعبين والسبب في ذلك هو أن معظم المدربين لديهم أسر ولديهم أولاد في المدارس.

"ولديهم أعباء ومصاريف طبية بغض النظر عن تفاصيلها. ولذا فنحن نعتمد على هذا الدخل في استمرار حياتنا ولم تتوفر الموارد لنا (خلال هذه الفترة)."