تعرضت أميركية من أصول فلبينية، إلى هجوم لفظي حاد من امرأة مسنة، كالت لها عبارات اعتبرها كثيرون "عنصرية"، في ظل تصاعد الجدل في الولايات المتحدة بعد مقتل جورج فلويد الأميركي من أصول إفريقية قبل أسابيع.



وأظهر تسجيل مصور، انتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، امرأة مسنة وهي تشتم فتاة أميركية من أصول فلبينية، رغم أن الفتاة لم تكن تفعل شيئا سوى ممارسة الرياضة في حديقة عامة جنوبي ولاية كاليفورنيا. وقالت المرأة المسنة للفتاة: "اخرجوا من هذا العالم. اخرجوا من هذا البلد، وعودوا إلى أي بلد آسيوي جئتم منه إليه. هذا ليس مكانك، هذا ليس بلدك، نحن لا نريدك هنا". ووجهت المرأة المسنة للفتاة كلمات "نابية"، واتهمتها بأنها تغلق أحد السلالم في الحديقة من أجل ممارسة الرياضة، في حين تمالكت الفتاة نفسها ولم ترد على المرأة سوى بكلمة "شكرا". وقالت الفتاة لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، مكتفية بالتعريف عن نفسها باسم "شيري" خشية التعرض لمضايقات: "شاهدت مقاطع فيديو وسمعت عن ممارسات عنصرية مماثلة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنني لم أعتقد أبدا أنها ستحدث معي". وأضافت شيري: "لم أعد أشعر بالأمان الآن. اعتقدت أن هذا لن يحدث لي أبدا. لقد ولدت وترعرعت هنا، والآن أصبحت أخشى حتى الخروج من المنزل".

وقالت إدارة شرطة مدينة تورانس في ولاية كاليفونيا، حيث وقعت الحادثة الأربعاء الماضي، إن الفتاة قدمت بلاغا بتعرضها لـ"تهديد إجرامي" بعد الحادث بيوم، مشيرة إلى أن التحقيق في الأمر لا يزال مستمرا. وبحسب بيانات إحصائة، فإن 36.6 بالمئة من سكان مدينة تورانس يتحدرون من أصول آسيوية، وهي ثاني أكبر مجموعة عرقية في المدينة.

وأثارت جثة رجل أسود متدلية من شجرة في ولاية كاليفورنيا، تساؤلات غاضبة بشأن الطريقة التي توفي بها، والظروف المحيطة بالقضية فيما لم تقنع رواية السلطات الأميركية الحشود الغاضبة من جراء الحادث. وقالت السلطات المحلية في مدينة بالميدل بمقاطعة لوس أنجلوس، إن التحقيقات الأولية تشير إلى وفاة روبوت فولر (24 عاما) منتحرا، بسبب ما أوردت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية مساء الأحد. وأشار المصدر إلى أن شخصا لاحظ جثة متدلية من شجرة، وسارع إلى استدعاء الشرطة. وذكر مجلس المدينة أن النتائج الأولية تشير إلى انتحار فولر، مؤكدا أنها ليست الحالة الأولى في المدينة منذ تفشي فيروس كورونا المستجد. لكن هذا التعليق لم يقنع الحشود الغاضبة التي تجمعت أمام المجلس، وطالبت بإجراء تحقيق أوسع في وفاة فولر، في ظل الخشية من أن يكون قتل على خلفية العنصرية. وفي محاولة لتهدئة الغاضبين، قال أحد مسؤولي المدينة: "نحن نعمل بجد لمحاولة معرفة ما حدث بالضبط".

أما ما أثار شكوك المحتجين أكثر فهو أن السلطات نفت وجود تسجيلات لكاميرات المراقبة في المكان، في خطوة تهدف، من وجهة نظرهم، إلى طمس أدلة تقود إلى حقيقة ما حدث. واشتعلت الولايات المتحدة بالاحتجاجات والمواجهات، وصلت حد أعمال شغب واسعة النطاق، منذ أواخر مايو الماضي، بعد مقتل الرجل الأسود جورج فلويدا خقنا إثر معاملة عنيفة من الشرطة. وخلال الأيام التالية، تحدثت تقارير إعلامية عن حوادث عنصرية بحق السود، كان آخرها فيديو يظهر قتل عنصرين أبيضين من الشرطة رجلا أسود في مدينة أتلانتا. وأدى الحادث إلى تأجيج الاحتجاج في ولاية جورجيا، ودفع قائد شرطة المدينة إلى الاستقالة.