شهدت عودة الدوري الإسباني أشياء مميزة نالت إعجاب الجماهير المتعطشة لكرة القدم بعد غيابها لفترة طويلة، وبمباريات ريال مدريد وبرشلونة تحديدًا ظهرت الجماهير العاشقة مرتوية لأول مرة بعد ظمأ استمر لأكثر من 3 أشهر بسبب فيروس كورونا.
ومع نهاية الجولة الثامنة والعشرين من الدوري الإسباني عمليًا بإسدال الستار على مباريات ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد، ظهرت ملامح إيجابية للدوري الإسباني في زمن كورونا، منها ما تجاوز التوقعات.
وافتتح برشلونة مباريات الكبار مساء أمس بفوز عريض ومريح على حساب مضيفه ريال مايوركا بأربعة أهداف مقابل لا شيء، في مباراة خاضها خارج قواعده وقدم فيها أداء مميزًا.
وحقق ريال مدريد الفوز في المباراة رقم 200 لزين الدين زيدان على غريمه إيبار بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ليواصل تضييق الخناق على برشلونة في صراع الدوري الإسباني.
ومن جهته، خاض أتلتيكو مدريد مباراة قوية أمام مضيقه أتلتيك بيلباو واستمر في تعادلاته الكثيرة هذا الموسم، حيث انتهت المباراة التي احتضنها ملعب سان ماميس بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.
ومع توالي ردود الفعل الإيجابية حول عودة الدوري الإسباني على عكس ما حدث بعد استئناف البوندسليجا في الخامس عشر من مايو الماضي، والتي لم تحظى بنفس الشغف الجماهيري في المتابعة ولا من حيث ردود الفعل الإيجابية.
ولم تكن ردود الفعل الجماهيرية مجرد اشتياق للمشجعين الذين افتقدوا لكرة القدم، ولكن بالفعل كان المستوى المقدم من اللاعبين أفضل من المتوقع مقارنة بغياب كرة القدم عن الدوران لثلاثة أشهر واللعب بدون جماهير.
ورغم الإصابات التي حدثت في صفوف لاعبي ريال مدريد والعديد من الأندية الأخرى، إلا أن المستوى البدني والمعدلات البدنية للاعبين في زمن بعد كورونا كانت أفضل من المنتظر أيضًا، حيث أنه لم يكن من المتوقع أن يكون النسق بهذه الجودة، وكذلك معدلات الركض والالتحامات وما إلى ذلك.
وأظهرت الملاحظات أن ليونيل ميسي أيضًا هو ميسي في زمن كورونا وقبلها وبعدها، حيث قام بمباراة كبيرة رغم الشكوك حول مشاركته بسبب الإصابة، ليؤكد على أفضليته المطلقة والتي ستظل دائمًا طالما ما زالت أقدامه على ملامسة العشب وتدوير الكرة.
أما فيما يخص الحضور الجماهيري الافتراضي، فكان أكثر ما يستحق الإشادة فيما يخص الدوري الإسباني، حيث بذلت رابطة الليجا ما في وسعها من أجل تقليل حدة الملل الذي من المفترض أن يتسبب فيه غياب الجماهير عن المدرجات، حيث أن الكرة للجماهير دائمًا.
المؤثرات كانت بصرية وصوتية، حيث ظهرت الجماهير الافتراضية حول الملعب بصورة تجعل المشاهد يظن للوهلة الأولى أن هناك جماهير حاضرة في ملعب المباراة، لتضفي حماسًا لأعين المشاهدين بدلًا من المشهد الكئيب لمدرجات فارغة تشتاق إلى روادها.
وعلى مستوى المؤثرات الصوتية أبدع مهندسو الصوت المسؤولون عن الأمر في إشعار المشاهد بأجواء المباراة، حيث أن الأمر لم يقتصر فقط على أصوات تشجيعات مثبتة، بل أنها تتغير وفقًا للموقف، فمثلًا الصافرات الغاضبة على قرارات الحكم والاحتفال بالأهداف والتشجيعات المختلفة، وكذلك أناشيد النادي صاحب الأرض بنهاية المباراة.
على كافة المستويات كان كل شيء إيجابيًا، من الأداء إلى الحالة البدنية إلى مستويات الإخراج والمؤثرات الصوتية والصراع على الصدارة الذي سيزداد اشتغاله بين ريال مدريد وبرشلونة بمرور الجولات، في انتظار المزيد مع احتدام المنافسة بمرور الوقت أيضًا.
أخبار ريال مدريد: باريس يرد على رحيل مبابي ودورتموند يريد بقاء حكيمي