منيب … سباق ثور منحور


كرست أيامها الأخيرة للتصريحات العنيفة وشبح الاندماج يطاردها في كل مكان

تحولت نبيلة منيب، زعيمة الاشتراكي الموحد، إلى ثور منحور، يركض بسرعة جنونية، ويخبط خبط عشواء، ويسحق كل من يعترض طريقه، لحظات قبل السقوط. فما الذي حل بزعيمة، اختارت الانتحار السياسي، مثل دلفين يعيده الناس للماء، ويزحف نحو اليابسة؟
قرب نهاية الولاية الثانية لنبيلة منيب، ساهم بدوره في إثارة التصريحات العنيفة للزعيمة، وزاد من التوتر بين الوجوه البارزة في الحزب، خاصة أن الرفاق مطالبون، بعد المؤتمر، بإعادة التموقع والاصطفاف، وترتيب الأوراق والأولويات، والقيام بنقد شامل للولايتين اللتين قضتهما منيب على رأس الحزب، واللتين لم يحقق فيهما الرفاق تقدما ملحوظا على المستوى التنظيمي.
ويعيش الاشتراكي الموحد على صفيح ساخن، ويرفع بعض معارضي منيب شعار “ساعتك سالات”. فبعد اعتراف البرلماني عمر بلافريج بوجود خلاف في التقديرات السياسية مع نبيلة، يرجح متتبعون أن الأمر نفسه ينسحب على محمد الساسي، وقياديين آخرين، وما يفسر ذلك لجوء أعضاء من المكتب الوطني واللجنة المركزية لحركة الشبيبة الديموقراطية التقدمية، إلى جانب أعضاء في حزبي الطليعة والمؤتمر الوطني الاتحادي، إلى الساسي، ودعوته إلى قيادة توجه تنظيم جديد، من أهم ما يقوم عليه التواضع والاعتدال.
وتعيش منيب حالة نفسية غير معتادة، منذ أشهر، تتسم بضيق الخاطر والمزاج، وخطاب المظلومية، فرغم أن الزعيمة وحدها من تعلم حجم الضغوطات التنظيمية التي تتعرض لها، إلا أنها تحولت إلى شخصية مندفعة تهاجم ولا تبالي، سواء تعلق الأمر بخلافها مع بلافريج، أو اعتبارها كورونا مؤامرة صنعت في المختبرات، مرورا بالهجوم على وئام المحرشي، أصغر برلمانية، وابنة القيادي في الأصالة والمعاصرة، العربي المحرشي.
وخرجت منيب عن السيطرة، وتحولت إلى موضوع سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وصفت بعض أعضاء الحزب، بـ “الجراثيم”، و”السلاكيط” والمندسين من قبل “المخزن”، مبرزة أن أي شخص لا تتوفر فيه الأخلاق سيتم طرده من الحزب، وهو ما أثار نقاشا داخل الحزب وخارجه حول خلفيات هذه التصريحات العنيفة للزعيمة الاشتراكية.
وساهم عمر بلافريج بدوره، في ما وصلت إليه نبيلة منيب، بسبب مواقفه في البرلمان، وتحركاته في جميع المجالات، وحضوره في أغلب الندوات، واقتحام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الشباب، ما جعل منه منافسا لمنيب أمام الجمهور، خاصة أن بلافريج يفضل عدم التسرع، ويجيد العمل من داخل المؤسسات، ويتفادى نظرية المؤامرة في تحليلاته.
اختلاف الرؤى بين بلافريج ونبيلة منيب يعكس اختلافا أعمق داخل الهياكل، سواء داخل الاشتراكي الموحد، أو فدرالية اليسار، التي يدفع بلافريج وشباب الحزب والفدرالية، إلى اندماجها قبل الانتخابات، بينما منيب وأعضاء المكتب السياسي، غير مستعدين لهذا الاندماج ويريدون تأجيله إلى ما بعد الانتخابات.
مسألة الاندماج، أكبر من رغبة منيب أو بلافريج، بل تتعلق بمسائل تنظيمية ونظرية أكثر عمقا، وهو ما يدفع منيب إلى وصف معارضيها بالانتهازيين وعديمي الأخلاق السياسية، لكن استمرار منيب في الاحتماء بولاء المكتب السياسي، يمكن أن يفجر الحزب والفدرالية، خاصة في ما يتعلق بتيار الشباب، الذي يسعى إلى العمل من داخل المؤسسات، خاصة الجماعات الترابية، وبناء حزب سياسي عاد، لا يدعي الطهرانية والمظلومية ويقوم على احترام الخصوم والمنافسين، والتواضع والاعتدال.

عصام الناصيري

تاريخ الخبر: 2020-06-16 21:20:44
المصدر: جريدة الصباح - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

مولودية وجدة يعلن دعمه لنهضة بركان بعد أحداث الجزائر

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 12:25:59
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية