رحالة مغربية عالقة في إثيوبيا.. ترفض عودة بعد فوات الآوان لتكمل اكتشاف إفريقيا بالدراجة


لا تعتبر نفسها عالقة في الخارج، بل منسية، هي على عكس كل العالقين المغاربة في الخارج، لا تتعجل العودة إلى المغرب، رغم احتجازها القسري في إثيوبيا منذ ثلاثة أشهر، بعدما أوقفت جائحة كورونا عجلات درجتها الهوائية، رفيقها ووسيلتها الوحيدة في تحدي طواف إفريقيا الذي خاضته مع بداية العام.

غادرت نورا إفا المغرب في طائرة إلى مصر في السادس من يناير، وهو التاريخ الذي يصادف يوم ميلادها، لتبدأ رحلة من هناك لاكتشاف إفريقيا جنوب الصحراء، كانت فكرتها حول جولة تجول إفريقيا وتكون العودة إلى المغرب بدراجتها الهوائية، كان مخطط السفر يرسم مسارا يبدأ من مصر ثم السودان وإثيوبيا ثم كينيا ثم أوغندا ورواندا وتنزانيا.

 

بلغت الشابة الثلاثينية الحدود السودانية الإيثيوبية في بداية شهر مارس، وتطلب منها الوصول إلى العاصمة أديس أبابا قرابة الأسبوع، لم تتوقع أن يدوم بها المقام كثيرا في بلاد الحبشة، خاصة وأنها لم تكن متحمسة لركوب الدراجة في هذا البلد، والذي يشتهر كثيرا عند ممارسي هذه الرياضة بعدائه لهم، تقول نورا لـ"تيلكيل عربي" "إثيوبيا كانت محطة عبور نحو كينيا، وبالتالي فإن الحماسة لا تكون كبيرة في هذا البلد لدى الدراجين، إنهم شعب متحفظ قليلا ومنغلق على كل ما هو أجنبي، خصوصا مع ظهور كورونا، ولكم ترامى إلى مسامعي  في أكثر من مرة شتيمة "كورونا"، وهو نعت قدحي يوجه لكل من هو أجنبي هنا".

ستضطر ابنة مدينة الصويرة، التي قدمت على عطلة عامين بدون أجر من وظيفتها، للسفر اكتشافا لإفريقيا، إلى المكوث في أديس ابابا، دون التوفر على أي تصور مسبق لكيفية مغادرة البلاد.

كانت بداية المقام الجبري في بلاد الحبشة قاسية وصعبة نوعا ما، تقول "هناك ظاهرة رمي الدراجين بالحجارة، والتقيت زوجا من بولونيا من ممارسي الدراجات الهوائية، اصيب الرجل في وجهه إصابة بليغة بسبب رميه بالحجارة من طرف أطفال إيثيوبيين، مما دفعهما إلى مغادرة البلاد، لكن عندما طال بي المقام، اكتشفت أن الرمي بالحجارة ليس تصرفا عدائيا بل هو محاولة للفت الانتباه، إذ يرموك بالحجارة، وعندما تتوقف يقبلون لتحيتك والتجمهر حولك، هذه هي إفريقيا".

تعتبر نورا نفسها محظوظة مقارنة بمغاربة آخرين عالقين، إذ تؤكد أن السفارة المغربية في أديس ابابا تكفلت بمقامها ومأكلها على أحسن وجه، لكن الحزة القوية في النفس هي تخلي الحكومة عنهم، أو نسيانهم.

رغم كونها غادرت البلد في سفر استكشافي عبر دراجتها الهوائية، فإن الرغبة في العودة إلى أرض الوطن خفتت بشكل كبير، توضح "مع بداية الجائحة، كنا جد قلقين على أنفسنا، بسبب البنية الصحية المتواضعة هنا في إثيوبيا، إضافة إلى أن الناس لم يكونوا ملتزمين بتدابير الحجر الصحي ولا يرتدون الكمامات، هذا ما زاد من قلقنا حينها، لكن بعد مرور شهرين، بدأنا نعتاد على الوضع، ومع تأخر إعادتنا إلى المغرب، اقتنعت اليوم، بأن لا حاجة إلى الرجوع إلى الوراء، اليوم أنا عازمة على مواصلة رحلتي، وأنتظر أن تفتح كينيا حدودها يوم 10 يوليوز لأكمل الرحلة".

بعد شهرين من الإقامة الجبرية في إثيوبيا، تغيرت الأوضاع إلى الأحسن، سواء من حيث تعامل السكان أو من تحسن الوضع، تقول نورا "اليوم هناك احترام للتدابير الصحية، صار الناس يرتدون الكمامات، كما أن تعاملهم معنا صار موسوما بكثير من التضامن، ربما كنا نحتاج لوقت أكثر للتعارف وتصحيح الأحكام المسبقة".

وهي عالقة في هذا البلد الإفريقي، تحتفظ نورا إفا بذكريات طريفة في هذا المقام الحبشي، وتحكي "المضحك في الأمر، أنه بعد أن جرى إجلاء جميع الأجانب إلى بلدانهم فرغ الفندق كله، باستثنائنا نحن المغاربة، فكانوا كل صباح يسألنا العاملون عن مآلنا، وهل أقلعت طائرة من المغرب لتقلنا إليه، لكن مع مرور الأيام، كفوا عن طرح الأسئلة، كما أنهم لا يفهمون كيف تتكفل دولة بإقامة مواطنيها العالقين، وترفض إعادتهم".

تاريخ الخبر: 2020-06-17 18:23:10
المصدر: تيل كيل عربي - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

تعرض الدولي المغربي نايف أكرد للإصابة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-19 21:24:50
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 63%

“السمسرة” في مواعيد “الفيزا” تسائل بوريطة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 21:25:36
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 50%

نظام الكابرانات.. نمر من ورق يرعبه قميص وخارطة!!

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-19 21:24:47
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

“السمسرة” في مواعيد “الفيزا” تسائل بوريطة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 21:25:42
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 65%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية