بالفيديو.. الأب بطرس دانيال يتحدث عن مشواره وذكرياته مع الفنانين.. بمناسبة اليَّوبيل الفضي لرهبنته!


· “عادل إمام” له دور مجتمعي مهم في محاربة التطرف!

· “ميرفت أمين” شخصية خجولة جداً في مواجهة الإعلام!

· “أحمد زكي” كان يصرف نقوده على الفقراء!

· “نيلليَّ” فنانة فيها براءة الأطفال!

· “فؤاد المهندس” سبب بدء نشاط زيارة الفنانين المرضى!

· “يحيى الفخراني” تنازل عن جائزة الريادة ليَّعطي الفرصة لزملاء آخرين!

· “محمد صبحي” لا ينسى أن المركز هو الوحيد الذي قبل عرض مسرحيته “هاملت”!

· يسرا”.. شخصية منفتحة على الكل وصاحبة واجب!

· “وديع الصافي” صمم أن يغني “عظيمة يا مصر” وقوفاً في لبنان!

· “فاتن حمامه” نبهتني إلى أن أول جائزة أخذتها في حياتها كانت من المركز!

احتفل الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليَّكي للسينما مؤخراً باليَّوبيل الفضي لمرور ٢٥ عاماً على النذور الرهبانية لسيامته، وبهذه المناسبة أجريت معه حواراً مطولاً حول رحلته الرهبانية، وأهم محطات هذه الرحلة، وكذلك ظروف جمعه ما بين دراسة الموسيقى والإعلام ورئاسته للمركز الكاثوليَّكي للسينما في نفس الوقت ، خاصة وأنه أهم مهرجان ناجح على المستوى الفني والإنساني، وأبرز الذكريات والمواقف التي لا ينساها خلال علاقاته وتعاملاته على مدار سنين عديدة بالفنانين.

++ ماهي ظروف بدايتك مع رحلة الرهبنة؟

_ _ أجاب الأب بطرس: لقد دخلت الرهبنة ، وربما سيبدو أن هذا شيئا غريباً، إذ كان عمري وقتها 11 عاماً فقط، وكان والدي رافضاً تماماً لهذا الأمر في البداية، ولكني صممت، وأخذت في البكاء، فلما دخلت الرهبنة كنت ما زلت في أولى إعدادي، وأنا أساسا من الإسكندرية، فدخلت في دير “أبو الدرداء”، وهي منطقه قريبة من المنشية، وظللت هناك لمده ثلاث سنوات، ثم نقلوني إلى قرية صغيرة تبعد عن الإسكندرية حواليَّ 25 كيلو اسمها “كفر الدوار”؛ حيث كان يوجد هناك دير كبير خاص بالرهبان الفرنسيسكان.

بعد ذلك نُقلت إلى الجيزة وكملت مراحل الدراسة العادية، إعدادي وثانوي، ثم أرسلت أوراقي إلى الجامعة ولكني لم أدخل الجامعة، بل كملت دراسة فلسفة ولاهوت في الجيزة، مع الوقت الإنسان يكتسب أشياء كثيره جداً.. وكملت دراستي في الرهبنة.. وفي هذه الفترة الطويلة أشكر ربنا على دخول الرهبنة وعلى كل النعم والعطايا التي أعطاها ليَّ والتي لا أستحقها، ثانيا أشكر كل شخص وخاصه والدأي، أبي وأمي لان والدتي توفت في سن صغيره وتركت بصمات جميلة جداً داخليَّ وداخل أخواتي جميعا لأننا 7 أشقاء وأيضا والدي علمنا الكثير.. فمعظم ما تعلمته في حياتي أخذته عن أسرتي أكثر من الرهبنة.

وأضاف الأب بطرس: كل شخص مر في حياتي وترك بصمة، سواء نقدني أو عاملني بكره أو عاملني بحب أشكره .. لأن حتى الذي عاداني نفعني.. هناك على سبيل المثال شخص عداني لفترة طويلة.. وقد نفعني وأعطاني دفعة قوية جداً ، وهو يعتبر سبب نجاحي القوي جداً في المركز الكاثوليَّكي.. وجاءت من عند ربنا.. أن هذه المعاداة عملت توازن .. وجعلتني أعمل رسالة قوية جداً

وتحولت رسالة المركز الكاثوليَّكي من مجرد رسالة فنية إلى رسالة فنية إنسانية.

++ استوقفني أن حضرتك التحقت بالرهبنة في سن صغير جداً (11 عاماً) .. ومعروف أن الأرثوذكس لا يقبلون في الرهبنة سوى شخص أنهى تعليَّمه، فهل يسمح الكاثوليَّك بالرهبنة في سن صغير؟

_ _ هذا سؤال جميل جداً، في الماضي كان بالنسبة لنا الرهبنة مسموح بها في سن صغير، وكان فيه حاجة اسمها المعهد الصغير (للصغار من مبتدئي الرهبنة)، وبعد ذلك نكمل عادي.. الآن، يفضل أن أي شخص _ يتقدم للرهبنة_ يكون أنهى دراسته ليَّكون مر بحياته العادية الدنيوية من دراسة ومراهقة ، وأخذ خبرة في الحياة واستوعب أكثر؛ لأن ممكن الشخص وهو صغير تعجبه حياة الرهبنة من الخارج ، وعندما يدخل في الجد يجد حياة تانية.. ولهذا فالرهبنة الكاثوليَّكية تفضل الآن الرهبنة بعد الكبر والنضوج كما في الرهبنة الأرثوذكسية.

Ø الكُم المليء بالشكولاتة كان سر الانجذاب!

++ ما الذي جذب حضرتك بشكل خاص للرهبنة في ذلك السن الصغير؟

_ _ السبب ربما سيبدو كوميدي ؛ إذ كان والدي قبل الذهاب لمدرستي (الفرنسيسكان) بالإسكندرية، يأخذني للصلاة أمام كل هياكل الكنيسة، و ذات مرة رآني راهب فرنسيسكان من كرواتيا ، فكان يخرج من كًم جلبابه شوكولاتة أو بونبون.. ويعطيهم ليَّ ويبتسم .. فطبعاً ، كطفل صغير، شدني هذا الأمر ، وقلت _ في نفسي_ لماذا لا أصبح مثله.. وطلبت من والدي أن أدخل الرهبنة دون أن أذكر له السبب..

لكن طبعاً لما دخلت حياة الرهبنة بدأت أستوعب الرسالة التي تكمن في حياة الرهبنة ، وهي رسالة صعبة جداً على أي راهب؛ لما تتضمنه من احتمال للنقد و للحروب المختلفة من حتى أشخاص مقربين.. ربما بسبب الغيرة، كأي شخص ناجح في حياته ممكن أن الناس تهاجمه، لكن يجب أن تكمل رسالتك.

++ ما الدرس القوي الذي تعلمته ورسخك أكثر بالحياة الرهبانية؟

_ _ في فترة عمليَّ في البداية في المركز واجهتني من أحد الأشخاص صعوبات قوية جداً .. وربما كانت من عند ربنا ، وقبلتها ببساطة.. وقد أعطتني دفعة قوية جداً.. إذ خلال تلك الفترة مزجت بين الموسيقى وبين ماجستير الإعلام الذي درسته في إيطاليا ، وبين المركز الكاثوليَّكي للسينما.. وأخرجت من مزج الثلاثة رسالة للمجتمع .. مفادها أن مهما قابلك من صعوبات حتى من المقربين منك لا تقلق ولا تتضايق، بل اشكر ربنا على هذه الصعوبات، لأنها بمثابة النار التي تُمحص فيها الذهب أو التبن.. الذهب يزداد لمعان وتزداد قيمته، ولكن التبن يُحرق ويدخن، والاثنين لون بعض في النار، ولكن يظهر الفرق في معدن الإنسان.

Ø دراسة الفلسفة والتعلم من الرهبان!

++ هل هناك معالم محدده لرحلتك الرهبانية حضرتك لا تنساها ؟

_ _ المعالم الجميلة جداً هي إنني كنت أدرس بمدرسة فرنسيسكان خاصة بالإسكندرية ، ونقلت بعدها إلى مدرسة وزارة بكفر الدوار، وبالطبع مثل تلك المدارس تجمع شباب من النوعين، الجيد والرديء، و قد واجهتني أشياء عجيبة جداً سواء في التعامل أو عدم الاهتمام بالنظافة، فكنت مصدوما ومع ذلك أعطتني هذه المرحلة دفعة.

ولما بدأت أدرس الفلسفة عشت مع الرهبان وكانوا مجموعة جميلة جداً ومنهم عدد من الرهبان الإيطاليين الذين كانوا مثالاً للقداسة والعمل والتضحية والتواضع وأعطوني دفعة قوية جداً..

وعندما درست اللاهوت كان نفس الشيء، وكان المُعلم الخاص بنا بمثابة أباً لنا.. كان إيطالياً، كبيراً في السن وكنا نعيش حياة جميلة جداً.. بعدها عندما ذهبت للدراسة في إيطاليا، استفدت جداً.. كنا حواليَّ 200 راهب هناك في الدير وكانت خبرة وحياة جديدة جداً بالنسبة ليَّ.

بعد ذلك دخلت في الناحية العمليَّة، سواء في عملي أو الرعية أو العمل مع المركز الكاثوليَّكي أو مع الكورال، وأي رسالة أعملها اشكر ربنا عليَّها، لأني أتعلم منها دائما الجديد.

وأكد الأب بطرس عليَّ أن الرهبان كانوا يعطون المثال في الحياة بأعمالهم وقال: عندما كنا صغار كانت لدينا فكرة عن حياة الرهبان مختلفة، ولكن عندما عشت معهم أحببتهم بالفعل أكثر لأني وجدت عندهم تضحيات عجيبة جداً، واكتشفت شيء جميل ليَّتنا ننتبه له في حياتنا.. إنك ممكن تعيش مع إنسان يقول عنه الآخرون _ من الخارج_ إنه شديد ويصعب التعامل معه، ولكن تكتشف في الواقع أنه شديد الطيبة، فقط لأن كل شيء عنده بوقته، فبالتأكيد لو طلبت منه شيئا في غير وقته المناسب يتضايق.. لأنه منظم وقته.. عنده وقت صلاة ووقت خدمة وحياة جماعية.. فلو أتيت له في وقت مناسب ستجد أنه يفعل الخدمة أفضل من أي شخص أخر بتواضع وبتفاني حقيقي.

Ø فريد المزاوي وضع بذرة أساس المهرجان!

++ نقلة إلى مهرجان المركز الكاثوليَّكي للسينما، ما هي ظروف الفكرة التي جمعت بين العالم المادي (الأفلام العادية) والعالم الروحي وأخرجت المهرجان للنور بهذه القوة، الأمر الذي جعل اسمه محفوراً بتميز وسط المهرجانات الشهيرة؟ وما هي ظروف رئاسة حضرتك للمهرجان؟

_ _ لقد بدأ المركز الكاثوليَّكي نفسه عام 1949 ، وله الآن 71 عاما بالتمام، وقد بدأ على يد شخص علماني عادي وهو مؤرخ سينمائي اسمه فريد المزاوي، كان محباً وعاشقاً للسينما، وكان معروفاً في الوسط الفني، وقد شجع الآباء الفرنسيسكان وخاصة أبونا كان موجوداً وقتها اسمه “بطرس” على إقامه مركز للسينما لتثقيف الشباب ، فأبونا بطرس رحب بالفكرة ، رغم أن الأمر لم يكن سهلاً؛ إذ أن الفكرة لم تكن تتعلق بمشروع روحاني ديني ولكن بمشروع دنيوي ، ومن وقتها تم عمل هذا المشروع الجميل جداً ً، وكان يوجد مكتب في القاهرة، في الكنيسة هنا، أسفل كنيسه سان جوزيف، وكان يوجد مكتب آخر في سموحة بالإسكندرية ، وبدأوا يعملوا عروض أفلام لمدة أسبوعين، وشجعوا الشباب على مشاهده هذه الأفلام ونقدها كنوع من أنواع التوعية والتثقيف.

وبعدها بعدة سنوات وبالتحديد عام 1952، عُرض عليَّهم فكرة أنه طالما توجد في السينما المصرية أفلام جميلة جداً ولها رسالة اجتماعية فلماذا لا نقيم مهرجان ونعطي جوائز عليَّها.. ومن هنا بدأ المهرجان ولكن في عام 1952 لم يكن هناك “قاعة النيل” الحاليَّة التي نقيم بها المهرجان؛ لأنها بنيت عام 1957.. فبدأوا يجمعون الأفلام المناسبة ذات الرسالة الهادفة ويعملوا عرضاً مبسطاً داخل المركز نفسه الذي كان يوجد بشارع عدليَّ.

Ø “طه حسين” حضر عروض تكريم فيلم “دعاء الكروان”!

وأضاف الأب بطرس: عندنا صور للفنانين كانوا يحضرون هذه العروض وتم تكرمهم أيضا ومنهم فاتن حمامه ويحيى شاهين وكمال الشيخ وكمال الشناوي ومجموعة كبيره من الفنانين الذين كانوا يحضرون بمقر المركز الأول في شارع عدليَّ.. ويحضرني موقف مع الفنانة فاتن حمامه التي كنت دائم السؤال عنها، فقالت ليَّ عبارة جميلة: (أول جائزة أخذتها في حياتي كانت من المركز الكاثوليَّكي للسينما.. وكان عمري وقتها 17 عاماً، وقد شجعتني هذه الجائزة كثيراً في بداية مشواري الفني).

وبالمثل يوجد تكريم للعديد من الفنانين الكبار وهم مازالوا بمقتبل العمر ويوجد لهم العديد من الصور الأبيض والأسود بالمركز.

وفي المقابل، هذا أعطى دفعة قوية جداً للفنانين.. أن جهة دينية تشجع الفن.. وليَّس أي فن، ولكننا نشجع سينما العمل الراقي الذي له رسالة إنسانية واجتماعية .

ومن بعدها ، ومنذ عام 1957 بدأت العروض تقام بالمركز في مقره الحاليَّ، واكتشفنا حديثاً شخص مجمع أرشيف لصور قديمة _عن تكريم الفنانين بالمركز_ وهذا شرف لنا، فمن ضمن الصور التي اكتشفناها صور لفيلم “دعاء الكروان” وصور لطه حسين وفاتن حمامه في القاعة.. كما وجدنا صور جميلة أخرى لرشدي أباظة وعدد من الفنانين بالعروض الخاصة التي كانت تقام بالمركز .

Ø الجمع بين الموسيقى والصحافة ورئاسة المركز!

++ ماذا عن رئاسة حضرتك للمركز والمهرجان، كيف بدأت؟

_ _ معظم حياتي تقريباً كانت صدف.. الرهبنة اختارتني عام 1995 بعد رسامتي والتي قمت فيها بنذوري الدائمة _ أي مر علىَّ 25 عاما _ واختارتني الرهبنة وقتها لأكون من ضمن الذين يدرسون خارج مصر في إيطاليا ،و رشحوني أن أدرس الموسيقى في البداية وقالوا ليَّ سأكمل وآخذ دكتوراة في الموسيقى، وكنت سعيداً جداً بهذا لأنى درست أصلاً الموسيقى.. ولكن رئيس الرهبنة اعتذر ليَّ بعدها وقال : (ستدرس صحافة وإعلام بدلا من دراستك للموسيقى).. وطبعا تضايقت، ولكن لأننا يجب أن نطيع في الرهبنة، قلت لتكن مشيئتك يا رب وقبلت ودرست في إيطاليا وأخذت ماجستير في الصحافة والإعلام من جامعه الساليَّزيان، والغريب أني أصلاً دراس الموسيقى بجانب دراستي للإعلام ، وجئت هنا لأمسك المركز الكاثوليَّكي.. الذي رشحوني لرئاسته.. وقالوا ليَّ : (لأن أبونا يوسف مظلوم تعب فأنت تقود المركز مكانه).. فجئت المركز عام 1999 وتعاونت مع أبونا يوسف من وقتها حتى عام 2010 كوكيل له ، ولكني كنت أضطلع بمهام المركز فعليَّاً وأحضرها لأبونا بسبب تعبه.

_ _ يستطرد أبونا بطرس: في عام 2007، الرهبنة جددت القاعة كلها، وبدأنا نعمل أنشطة مختلفة بعد تجديد القاعة مثل “مشوار نجم” الذي بدأناه في لحظه صعبة؛ حيث واجهتنا مضايقات وقتها من بعض الأشخاص و في أول مشوارنا كرمنا 14 شخصية بعضهم لم يكن له ظهورا كافياً بوسائل الإعلام إلا عندنا، وأذكر أن الفنان القدير حسن حسني مثلاً بعد رحيله، أخذت بعض وسائل الإعلام كل تاريخه الفني من برنامج مشوار نجم من عندنا.. كما كرمنا أيضاً عدداً من الفنانين الكبار ومنهم عمر الشريف ، عادل إمام ويسرا ، و جميل راتب، محمود عبد العزيز ،نور الشريف، ويحيى الفخراني ، محمد صبحي وسميرة أحمد والموسيقار عمار الشريعي، ومجموعة كبيرة جداً من الفنانين عملنا لهم “مشوار نجم” ومنهم “وديع الصافي”.. حيث ذهبنا إليَّه في لبنان وكرمناه ، رغم أن عمره كان 80 عاماً ، وكان طالع من المستشفى، ومع ذلك قبَّل هذا التكريم بكل تواضع ، وقعد يتحدث معنا أكثر من ساعتين.. ولما بدأ يغني “عظيمة يا مصر”.. صمم أن يغنيها وقوفاً ، وطلب منا الوقوف احتراماً لمصر … وكان معنا العلم المصري ووقفنا وغنينا معه.. فالواحد الصراحة استفاد وتعلم الكثير من هذه المجموعة الجميلة.

Ø يوم العطاء، وإفطار المحبة، وزيارة المصابين

++ ما أهم الإنجازات التي أضافها الأب بطرس دانيال للمركز الكاثوليَّكي علاوة على المهرجان السنوي ؟

_ _ نشكر ربنا أننا عملنا أنشطة كثيرة مميزة علاوة على المهرجان ، ومنها: مشوار نجم، ويوم العطاء الذي ارتبط في البداية بعيد الأم ثم عملناه يوم عطاء للجميع، كان عندنا “إفطار رمضان” وتوسع وأصبح “إفطار المحبة”، وننظم مشاركة الفنانين للمركز في الأعمال الإنسانية ، ومنها زيارة مرضى السرطان بالمستشفيات ، وكل مصابي الجمهورية (شرطة، جيش، مدنيين ، كنائس) .. نزورهم مع فنانين مصر كلهم.. وقد وصل الأمر مثلاُ لزيارة أكثر من 100 فنان ومطرب معي لمصابي “كرم القواديس”..

++ هل سؤال حضرتك عن الفنانين بشكل إنساني دائم، الأمر الذي يميز حضرتك عن أي رئيس مهرجان أخر، وكذلك مشاركاتهم في كل الأنشطة التي ذكرتها، هل هو سبب العلاقة الوطيدة بين الفنانين والمهرجان؟

_ _ أشكر ربنا على هذه النعمة، لأنه في كل مجال وفي كل مؤسسه.. كل مسؤول له بصمة، وقد جاءت الفكرة عندما زرت الفنان الراحل الفاضل فؤاد المهندس، وكنت متوقعاً أن نجلس معاً لحظات من المرح، ولكنه كان حزيناً بسبب المرض وقلة السؤال عنه، فأثر فيَّ جداً، وهنا أخذنا قرار بعد أن كلمت مجموعة معي، أننا يجب أن نهتم بزيارة الفنانين وخاصة المرضى منهم. وبعدها على الفور ذهبنا إلى الفنان جورج سيدهم وبعدها يوسف داوود ثم توالت زيارتنا للفنانين ومنهم زهرة العلا، محمد أبو الحسن، وهناك بعض الأسماء التي عندما أرسلناها للصحافة كي نكرمهم فوجئنا إنهم لا يعرفون إن كانوا أحياءً أم أمواتاً، وبالطبع كان لكل فنان قصة مختلفة عند تكريمه، ولكن الجميل أن كل هذا يأتي في إطار رسالة إنسانية جميلة أشكر ربنا عليَّها.

Ø بنات “زبيدة ثروت” شكروني على موقفي!

++ هل العلاقة الحميمية التي خلقتها حضرتك مع الفنانين هي السبب الذي جعلهم بكل هذا الفرح الذي نراهم عليَّه عندما يشاركون في حضور المهرجان سنوياً؟

_ _ ممكن أن يكون هذا هو السبب، وممكن أيضا لأنهم سعداء بأن جهة دينيه ما.. ليَّس لها أي مصلحه تشجعهم، وأشكر ربنا أن الفنانين أنفسهم تحدثوا عن هذه النقطة، ولاحظوا كيف أننا نهتم بهم، ودكتور أشرف زكي _ نقيب الممثليَّن_ نفسه وهو واقف على المسرح قال: (مفروض أني من يقوم بهذا الجهد، ولكن أبونا بطرس يسابقني فيه).

وأكد الأب بطرس على ضرورة احترام خصوصية كل فنان، وقال: ليَّس جيداً عمل سبق صحفي على حساب مرض وألام الفنانين، ويحضرني إنني زرت يوما الفنانة الجميلة زبيدة ثروت التي أخذت صورة معي بملايس المنزل ورفضت أن أرسل الصورة للصحافة احتراماً لرغبتها ورغبة بناتها اللاتي شكرنني جداً على موقفي.. أما الفنانة هند رستم فقالت ليَّ: “لما أرحل يمكنك إرسال صورتي للصحافة” واحترمت هذا.. وعقب الأب بطرس: إذا أردت أن تتحدث عن شخص.. تكلم عنه حسناً.

وأضاف: الجميل أن كل الفنانين يرفضون الزيارات خلال مرضهم، ولكنهم دائماً يرحبون بي.. واللقاءات دائماً ودية.. لو فيها أسرار لا تقال.. فكل شيء له خطوط حمراء أقف عندها ولا أحد يعرف عنها شيئاً.. لا صحافة ولا غيرها.

++ ممكن أن نقول إن المهرجان كما خلق نوع من التوعية والتثقيف والمتعة للجمهور، خلق علاقة روحية بين الفنانين والمهرجان ورئيسه قائمه على المحبة، وهذا هو سبب أن العلاقة مستمرة حتى بعيدا عن الكاميرات؟

_ _ نعم الحمد لله هذا حقيقي، فالعلاقة مستمرة بشكل عجيب لدرجة أن الفنانين يصحبوننا في سفريات بعيدة، ليَّشاركوا معنا في الرسالة التي نقوم بها، عن ثقة، فكثير من الفنانين يقولون ليَّ طالما أنت موجود سنأتي.

وأضاف : إن الإنسان دائماً ضعيف ، وإن لم يكن فيه نعمة ربنا لن يستطيع عمل شيء. والعجيب أن كل لجنة تحكيم ، يحكم الفنانون فيها نفس الحكم، برغم أنها لجان مختلفة ..كلهم جميعا يخرجون و يقولون أننا بمثابة أسرة واحدة ، ولا نريد أن تنتهي هذه الأيام التي نعيشها معاً .. مع ملاحظة أنهم كلهم متطوعين لا يأخذون مقابل مادي .. إن التوفيق بين كل هؤلاء والهارموني أو التناسق في العمل والانسجام العاليَّ جداً بينهم.. كل هذه تعتبر نعمة كبيرة.

Ø “هند رستم” كانت تتميز بالإتيكيت الشديد!

++ هل هناك مواقف خاصه محفوره في وجدان أبونا بطرس من جانب بعض الفنانين؟

_ _ نعم بالتأكيد، فكل واحد له مواقفه الخاصة.. مثلا أكثر فنان تأثرت به في البداية هو الفنان الكبير فؤاد المهندس وهو الذي تحمسنا بعده لزيارة الفنانين..

** الفنانة هند رستم تأثرت بها جداً ً.. كيف إنها فنانة مشهورة وكبيره وتتمتع بتواضع جم وإتيكيت عاليَّ جداً واحترام لا يمكن وصفه، لم تكن تشرب القهوة إلا إذا بدأت في شربها أنا ، إذا وقفت لا تجلس هي أبداً.. يستطرد الأب بطرس: المشكلة أن عندنا حكم قاسٍ على ناس كثيرة .. إما من المظهر الخارجي أو من الأفلام.. ولكن هؤلاء الناس عندما تعيشي معهم .. تجديهم في قمة التواضع والأخلاق والرقي.

الجميل _ الذي أذكره أيضاً_ أن فنانين كثيرين ومنهم هند رستم كانوا يصممون أني ابقى وأجلس معهم لوقت أطول، وكنت عندما اجلس مثلا مع الفنانة هند رستم تحكي ليَّ عن الفنانين القدامى العظماء، ومنهم الفنان الكبير محمود المليَّجي.. وكيف كان في جوهره في منتهى الطيبة، وغيره كثيرون من الفنانين الذين تميزوا بالجمال والالتزام واحترام المخرج واحترام بعضهم البعض .. ولذلك فان أجمل إحساس بالنسبة ليَّ لما اجلس مع هؤلاء الفنانين .. لأني اشعر بأنني أجلس مع الفنانين العظام الذين ينتمون للزمن الجميل.

Ø محمود عبد العزيز أفصح عن سبب حزنه!

**من ضمن من أثروا فيَّ ..الفنان محمود عبد العزيز الله يرحمه.. كان فنان جميل جداً .. إذ من عادتي أن أرسل معايدات دائما للفنانين .. ولكنه لم يرد وقتها .. فلما عمل لقطة كنيسة المهد بفيلمه “ليَّلة البيبي دول” عندنا هنا.. عاتبته لعدم الرد.. فوقتها فتح قلبه.. ولم يكن أحد يتصور كل هذا الجمال داخله .. إذ عبر محمود عبد العزيز عن حزنه ليَّس بسبب نقص بالأفلام أو التصوير.. لا.. قال ليَّ : (يا أبونا أنا تربيت في أسرتي_ في الإسكندرية_ على أنه لا يوجد فرق بين مسيحي ومسلم.. وأننا أسرة واحدة.. وبنحب بعض.. الذي أراه الآن يؤلمني ويحزنني جداً) .. إنه يتكلم على وضع لم يتخيله (التطرف الديني) .. وظللنا نتحدث ببساطة لمدة ساعة ..

++ التطرف الذي أصبح يوجد بالمجتمع والذي احزن الفنان محمود عبد العزيز ..

هل فكرتم معه في خلق المركز الكاثوليَّكي لنشاط آخر مستمر .. يجمع بين العديد من الفنانين الذين يحبهم الناس لمحاربه نقطة التطرف هذه إلى جانب الأنشطة الأخرى التي يقوم بها المركز ، سواء نظيم المهرجان السينمائي أو زياره الفنانين أو الذهاب للمرضي بالمستشفيات؟

_ _ عملناه.. بعد الأحداث التي استهدف فيها المتطرفون كنيسة “أطفيح” في 24 ساعة، عملنا هنا بالمركز احتفاليَّه في حب مصر ، وقتها جاء العديد من الفنانين وشاركوا ، ومنهم الفنانة نيلليَّ وسهير رمزي وإدوارد ومحمد العدل.. الجميع أرادوا المشاركة في الحديث عن أننا كلنا واحد، كما عملنا رسالة سلام من الغردقة وذهبنا إلى سهل حشيش وعملنا رسالة سلام من مصر لتذاع باللغات المختلفة إلى العالم كله .. كما عملنا احتفاليَّة في بطريركيه الأنبا رويس ، وأنا قلت الكلمة بالإيطالية وفي سهل حشيش أيضا، وبالطبع هذه رسالة مهمة يركز عليَّها المركز.

ومن بعد الأحداث الإرهابية.. زرنا أماكن عديده وناس مختلفة.. ومنهم ضحايا مسجد العريش وأخذت لهم آيات قرآنية، وأتذكر أن الفنانة الهام شاهين قالت لهم: ( انظروا أبونا بطرس بنفسه جاب لكم آيات قرآنية) .. فقلت لها هذا أمر عادي.. و قد ذهبنا للناس أيضا في رمضان، وغنينا كورال الكنيسة.. وغنينا أغاني رمضان لأطفال معهد الأورام ، وداخل الكنيسة قدمنا كورال عيد الميلاد لصالح ضحايا المعهد الأزهري ومن أجل ضحايا مسجد العريش أيضا الذي حدث فيه العمل الإرهابي و مات فيه حواليَّ 300 شخص .. فهذه هي رسالتنا بالفعل والحمد لله أن الفنانين أنفسهم يشعرون بها ويقولون هذا.

وأضاف الأب بطرس: إن أكثر من وزارة طلبت مشاركة المركز، وحتى صندوق مكافحة وعلاج الإدمان.. شاركنا كمركز ، ونظمنا احتفاليَّة كبيرة لفناني مسلسل “تحت السيطرة” .. بطولة نيلليَّ وماجد الكدوأني .. لدرجة أن الوزيرة غادة واليَّ” لم تكن مصدقة .. إذ أحضرنا كل الأبطال وكرمناهم وعملنا ندوة معهم .. وقد حضر خلال هذا اليَّوم أكثر من 7 وزراء.. فرسالة المركز تواكب الأحداث .. التي هي سبب ابتكارنا لأنشطة تناسبها.. فالأحداث الإرهابية مثلاً .. قادتنا لتنظيم زيارات المصابين ، وكانت نتيجتها فرحة مضاعفة .. فالمصابون فرحين لزيارة الفنانين لهم .. والفنانون فرحون لقيامهم بعمل إنساني.

Ø عادل أمام أعرب عن فخره ولو بصفيحة من المركز

++ أري مئات الصور التي تجمعك بمشاهير الفنانين.. حدثني عن أبرز ذكرياتك عنها وعن بالفنانين من خلال علاقتك بهم على مدار سنوات عملك ورئاستك للمركز الكاثوليَّكي للسينما؟

_ _ هناك العديد من الذكريات الجميلة التي تميز وتخص كل فنان تعاملت معه .. فعلى سبيل المثال لا الحصر:

** الفنان عادل إمام عملنا له مشوار نجم عندنا، ووافق عليَّ الحضور، ولم يكن أحدا مصدقا أن

عادل إمام ، رغم كل نجوميته هذه يأتي للمركز، فرغم إنه لم يذهب وقتها إلى المهرجان القومي، إلا إنه اتصل بي وقال لا تقلق يا أبونا.. سأحضر المهرجان عندك ، وعندما أتى.. جلس معنا لأكثر من ساعتين ونصف وفتح قلبه.. وقد تحدث معنا عن تاريخه وعلاقاته وكيف حاول المساهمة بأفلامه في مواجهة الإرهاب والتطرف وذكر رحلته لأسيوط، رغم التهديدات التي جاءت له وقتها، وتحدث عن دعمه ووقوفه مع القضية الفلسطينية، ولما رأي درع التكريم تملكت السعادة وجهه ، ومن ضمن ما قاله: (لو المهرجان سيعطيني مجرد قطعه من الصفيح سأحتفظ بها .. فخورا بتكريم المركز .. فهذا شرف ليَّ) .. وقد عملنا له عيد ميلاده وقتها، فهو شخصيه جميلة ومحترمة، وليَّس مجرد فنان، ولكن له دور مؤثر في خدمة المجتمع.

** الفنانة نيلليَّ، بأعتبرها فنانة فيها براءة الأطفال ، وقد شرفتنا منذ عدة سنوات وكرمناها ، وهي بطبيعتها تحب أن تطمئن أن كل شيء مضبوط وجميل، وتتعامل مع الناس ببراءة الطفل ، وقد كرمناها العام الماضي أيضاً بدرع التميز، وكانت سعيدة جداً بالتكريم.

التعليقات

تاريخ الخبر: 2020-07-10 22:21:20
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

"البيجيدي" يحتفظ ببوانو رئيسا لمجموعته النيابية بمجلس النواب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-18 21:25:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

"البيجيدي" يحتفظ ببوانو رئيسا لمجموعته النيابية بمجلس النواب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-18 21:25:42
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية