– بائع الكشرى و العرقسوس و الفول و الترمس و عرائس ” الليلة الكبيرة ” .. اشهر اعمالى

توفيق عبد الملاك .. فنان تعبيري صادق استطاع بفنه أن يرى النور و أن يشق له طريقا في عالم فن النحت يختلف كلية عما سبقه في هذا المجال بعدما أبتكر نوع جديد يمكنه تحويل ورق “الجرائد” إلى تماثيل فنية لتظهر في قوالب إبداعية مجسمة مختلفة في الفكرة و الإخراج .

يقول توفيق عبد الملاك , بدأت مشوارى الفني منذ عام 2004 بعدما انهيت عملي الحكومي حيث كنت أعمل مفتشا بالمصانع الحربية و اتخذت قرار الإحالة للمعاش المبكر , فكانت الفرصة سانحة أمامي للتفرغ لموهبتي وعشقى للرسم و تحويل الأشياء البسيطة لأعمال فنية ذو قيمة , فكنت منذ طفولتي أميل لذلك الاتجاه وأقوم بإعداد نماذج مجسمة داخل حصص التربية الفنية في المرحلة الابتدائية و الإعدادية و الثانوية و كثيرا ما اشتركت في المسابقات الفنية على مستوى المدارس والإدارات التعليمية و ظللت فترة أشارك في أعداد ديكورات للمسارح , و من هنا فكرت في استثمار موهبتي و البدء في هذا الاتجاه , ففكرت فى نحت التماثيل بورق ” الجرائد ” و بطبيعة الحال بدأت المشوار من البداية اتلمس خطواته واحدة تلو الأخرى معتمدا على موهبتي الفطرية و اشتغلت على نفسي كثيرا , أحاول وأجرب و اتعلم بالممارسة كي اكتسب الخبرة و أطور من ذاتي وأثبت نجاحي إلى لن وصلت لما هو عليه .

تماثيل فنية .. بأقل التكاليف

يضيف عبد الملاك: كان حلمي الوصول للنجاح وإثبات ذاتي في هذا النوع من الفن تحديدا منذ بداية مشواري ليصبح مجالي لعدة أسباب أولها كونه مجال جديد لم يعرفه أحد على الإطلاق ولم يخوضه أحد قبلي , فالمتعارف عليه نحت الصخور و الشمع و الطين و غيرها و عليه أعد أول من أبتكر ذلك النوع فشعرت أن تطرقي لهذا المجال سيدفعنى للأمام ويجعلني أشق عالم جديد في عالم فن النحت، إلى جانب أنه يشبع طاقاتي من خلال ما أقدمه من أعمال فينة وابداعية و بأقل التكاليف , فبطبيعة الحال المسألة لا تحتاج لأى امكانيات مادية سواء خامات أو ماكينات و غيرها لكون الأدوات المستخدمة بسيطة للغاية منها ورق ” جرائد ” قديم و كرتون و غراء , و جميعها خامات غير مكلفة بما يمكنني تطوعيها و تصميم مجسمات من واقع الحياة المعاشة بعد اضفاء لمسات فنية ليظهر التمثَّال و ما يحاكيه و كأنه حقيقة من دقة التعبير فى النحت النابع من مشاعر صادقة تعمل بجهد كي تفكر و تبدع و تبتكر , و عليه وجدت ذلك الطريق محبب لدي .

لكل مجسم .. هدف

يوضح توفيق عبد الملاك: تعلمت من خلال عملي الجديد أن الفكرة هي الأساس، لذا دائما ما أبحث عن الفكرة الجديدة الجذابة التي من خلالها أقدم رسالة لتأتي مرحلة التنفيذ والتصميم فيما بعد، وقمت بتقديم الآلاف من الأعمال الإبداعية لخدمات الكائس كوسائل توضيحية للمخدومين في مدارس الأحد منها مجسمات تحاكي اسرار الكنيسة السبعة و عدد من الأحداث و القصص الكتابية مثل الحية النحاسية كما رفعها موسى النبى في البرية، و حوت يونان و فلك نوح و العجل الذهبي إلى جانب معجزات إقامة لعازر و عماد السيد المسيح و مغارة الميلاد و قبر السيد المسيح و مجسم للمسيح المصلوب الى جانب تصميم نماذج للملاك ميخائيل و لشهداء و قديسين مثل مارجرجس و مارمينا و البابا كيرلس و غيرهم . كذلك تصميم نماذج علمية لمراحل دراسية مختلفة وفقا لما يطلب منى تنفيذه من قبل بعذ المدارس و خاصة اعمال تناسب دروس بمنهج مادة الأحياء أو الطبيعة وغيرها من المواد لتوصيل المعلومة للطلبة بسهولة ومنها قدمت مجسم لجسد الإنسان وبعض الكائنات الحية .

كما يستطرد توفيق عبد الملاك حديثه: لن يفوتي تقديم أعمال وطنية منها نموذج لعبور حرب 1973 وأخرى لقدماء المصريين . فضلا عن تصميم عرائس ” الماريونيت ” و تجسيد النموذج الشهير ل ” الليلة الكبيرة ” و تصميم العرائس المتحركة .

فن ” الصنعة “

و عن طريقة أعداد المجسمات للاشخاص , يذكر توفيق عبد الملاك أنه يعتمد كلية في صناعة المجسمات على ورق ” الجرائد ” و ” الكرتون ” و يقوم بتقطيع ورق” دشت ” الى شرائح طولية بحيث يسهل تطويعها و من ثم تشكيل المجسم مستخدما مادة “غراء” في لصقها معًا حتى يتم تشكيل المجسم الأساسي للنموذج ثم يضيف الأجزاء الخارجية من رأس و أيدي وأرجل وأذن وأنف و غيرها من تفاصيل باستخدام الورق أيضاً لتأتي المرحلة الأخيرة باستخدام الألوان و البويات لتوضيح التفاصيل من لون البشرة والشعر والملابس كي يحاكي الواقع .

اما بالنسبة لنماذج الحيوانات والماسكات التي يمكن ارتدائها من الرأس و حتى القدمين , فيتم أعدادهم من خلال نفج بالون وتغطيتها بالورق ثم تثبيتها بمادة ” الغراء ” و بعد تجفيفها يمكن ” فرقعة ” البالونة لنحصل على مجسم الرأس مفرغ من الداخل و يمكن اضافة بعض اللمسات الفنية من إضافة طبقة فراء أو قماش ككسوة و من ثم تركيب أذن وانف و غيرها من التفاصيل بحسب الشكل الذي يتم تصميمه إن كان فيل أو ارنب أو أسد و غيرها ثم يفصل الملابس للشخصية المصنعة بالألوان المناسبة ليظهر العمل الفنى في صورته النهائية اللائقة .

ورش عمل للكبار و الصغار

يوضح عبد الملاك: قمت بعمل ورش عمل داخل عدد من المحافظات لتدريب خدام داخل إيبارشيات مختلفة حول كيفية إعداد وسيلة أيضاح لتوصيل الرسالة للمخدومين بسهولة وبأقل التكاليف . كما قمت بتدريب شباب و أطفال داخل كنائس و مراكز ثقافة و مدارس إلى جانب تدريبي لشباب و أطفال ضمن ورش عمل تابعة لقصر ثقافة شبرا الخيمة على مدار 3 سنوات حتى الآن .. هدفي من المشاركة و التدريب هو الوصول لقطاع عريض للتعريف بذلك الفن و انتشاره دون اندثاره وإنما توارثه عبر الأجيال لما يمكن أن يقدمه من قيمة , فمن خلاله نستطيع إحياء تراث حينما نحاكي حياة المصري القديم على سبيل المثال .

كما شاركت في كافة المعارض التي تنظمها قصر ثقافة شبرا الخيمة , أيضاً المشاركة في معرض نقابة الصحفيين عام 2005 و قمت بإعداد أعمال فنية تحاكي الحياة الشعبية مثل شخصية بائع الكنافة و الترمس والكشرى و الفول و البليلة و بائع العرقسوس و القرداتي و المسحراتي و غيرها و التي نالت إعجاب الحضور . إضافة إلى مشاركتي بمعرض داخل المركز الثقافي بالكاتدرائية المرقسية، و معرض أقيم بأرض المعارض وأهديت المهندس إبراهيم محلب تمثال بائع العرقسوس .

احلام تنتظر النور

و عن أمنيات توفيق عبد الملاك، يقول : أتمنى إعداد متحف خاص لعرض تلك الأعمال الفنية لتوثيق ذلك النوع من الفن دون إندثاره و إنما توارثه عبر الأجيال , فهو ملك الجميع .. أملى أن يظل فن نحت التماثيل بورق ” الجرائد ” باقي و ان يرى مطلبي النور ونعد متحف يحاكي التراث المصري وحياة المصري القديم و الحياة الشعبية على غرار ما هو قائم من متحف للشمع و متحف للآثار وغيرها . فضلا عن الاهتمام بذلك النوع من الفن و العمل على فتح مدرسة أو فصول للتعليم داخل المراكز الثقافية أو النوادى الاجتماعية وداخل الكنائس لتدريب الشباب واثقالهم بهذه النوعية من الفن للعمل على انتشاره .

التعليقات