وجد زين الدين زيدان، المدير الفني لنادي ريال مدريد، حل مشاكل خط وسط الفريق بعد اضطراره لإشراك فيديريكو فالفيردي في خط الوسط للتغلب على النقص العددي والإصابات.
ولكن هذه الخطوة كانت سببًا من أسباب إنقاذ موسم ريال مدريد والتتويج في الأخير بلقب الدوري الإسباني، وذلك لأنّ فالفيردي كان بمثابة الآلة التي لا تتوقف عن الحركة في وسط الملعب، يساعد كاسيميرو حتى لا يتحمل العبء الدفاعي وحده، ويساند لوكا مودريتش أو توني كروس هجوميًا.
فالفيردي كان المنقذ دون شك، حتى أنّ مودريتش لم يقدم أي مباراة جيدة قبل توقف المسابقات لا يشارك فيها فيدي، لينجح اللاعب في إراحة زملائه والقيام بالعمل البدني عوضًا عنهم.
ولكن ما قدمه فالفيردي قبل التوقف يختلف تمامًا عن بعد التوقف، إذ تراجع مستوى اللاعب بوضوح ولم يعد يقدم مردوده السابق والسبب وراء ذلك هو تجربة سيرجي روبيرتو.
الجوكر يسقط
في موسم 2015-2016 انفجر سيرجي روبيرتو بصورة كبيرة بعد إصابة ليونيل ميسي وغيابه لفترة طويلة، والسبب طريقة اللعب الذي قرر لويس إنريكي الاعتماد عليها.
فبدلًا من اللعب بأسلوب 4-3-3 المعتاد، أشرك إنريكي روبيرتو في مركز صانع الألعاب في طريقة لعب 4-3-1-2 ليساعد نيمار ولويس سواريز على الإبداع في الخط الهجومي.
وحينما قرر إنريكي العودة للرسم المعتاد وذلك أمام ريال مدريد في كلاسيكو 4-0، أشرك روبيرتو في مركز الجناح الأيمن بديلًا لميسي والذي أظهر فيه اللاعب قدرات هائلة.
روبيرتو كان دائمًا اللاعب المبادر القادر على خلق الفرص وصناعتها وكان يمهد لحمل الراية في خط وسط برشلونة المستقبلي، ولكن إنريكي أُعجب بتنوع قدرات اللاعب ليقرر وضعه في مركز الظهير الأيمن!
نعم، بعد رحيل داني ألفيش، والذي يعد من أفضل الأظهرة في تاريخ برشلونة، اعتمد إنريكي على روبيرتو في مركز لا يجيده، ليظهر بصورة سيئة على المستوى الدفاعي ولكن قدراته الهجومية لم تتبدد.
نحو إيقاف جوارديولا.. هل وجد زيدان الحل عند آرسنال وتشيلسي؟
وبعد سنوات من كثرة التجارب، أصبح روبيرتو حاليًا هو اللاعب الذي شارك في جميع المراكز عدا حارس المرمى، ليتحول من موهبة قادرة على حمل خط الوسط في المستقبل، للاعب مسخ لا يدري أين يلعب!
صحيح كيكي سيتيين أعاده إلى خط الوسط في المباريات الأخيرة وظهر بشكل أفضل، ولكنّه لا يضمن أن يلعب الفترة المقبلة في نفس المركز مما يجعله غير قادر على التألق والظهور في مركزه المفضل.
حتى لا يتحول فالفيردي لسيرجي
بعد التوقف، قرر زيدان وضع فالفيردي في العديد من المراكز المختلفة، ولكن أسوأها كان التواجد في مركز الجناح الأيمن، مما جعله غير قادر على مساندة كاسيميرو دفاعيًا كما أنّ تحركاته الهجومية لم تكن كما ينبغي.
وحتى قبل التوقف، كان يتم التعامل مع فيدي على أنه اللاعب الذي يعوض الغيابات، فقد يلعب بديلًا لتوني كروس أو كاسيميرو أو مودريتش.
تنوع مهاجم فالفيردي وتعدد استخدامه في أكثر من مركز قد يجعل اللاعب يتحول بشكل أو بآخر إلى سيرجي روبيرتو، أي اللاعب الذي يقوم بالعديد من الأدوار ولكن بكفاءة منخفضة.
إن لم يرغب زيدان في خسارة اللاعب فعليه تثبيته في مركز خط الوسط ومنحه فرصًا أكبر بمركزه المفضل بدلًا من تشتيته في أكثر من دور.
