نعيد التذكير في هذه الحلقة الجديدة، أن القاعدة العامة التي تحكم الهمزة المتوسطة عموما وسط الكلمة، هي “قوة الحركة”، ومن المتعارف عليه بين أهل اللغة في هذا الشأن، أن حركة “الكسرة” هي أقوى الحركات تليها حركة “الضمة” بعدها حركة “الفتحة”، وفي الأخير يأتي السكون. إلا في استثناءات قليلة ترجع إلى اختلاف المدارس في رسم الهمزة.
ووفق هذه القاعدة فإن الهمزة المتوسطة المضمومة تكون حركتها المتوافقة مع الواو دائما، ما لم تُسبَقْ بالحركة الأقوى منها وهي الكسرة. هذه القاعدة تحصر حالات كتابة الهمزة المتوسطة المضمومة في حالتين فقط كما يلي:
1- كتابتها على الواو:
– تكتب على «الواو» إذا كان ما قبلها مضموما، مثل: «رُؤوس» وتكتب وفق مدرسة أخرى على شكل: «رءوس» لأن ما قبلها لا يوصل بما بعدها، وما بعدها حرف مدّ، لكن المعتمد المشهور كتابتها على الواو. كقوله تعالى: (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).
ومنهم من يكتبها على الياء مثل: «كئوس» لأنّ ما بعدها حرف مدّ، وما قبلها يوصل بما بعدها. ولكن ذلك قليل جدا، شأنها شأن: «شؤون: شئون».
– وتكتب الهمزة المتوسطة المضمومة على «الواو» أيضا إذا كان ما قبلها مفتوحا، مثل: «حركة دؤوب» هذه هي القاعدة لكن منهم من يكتبها «دءوب» لأن ما بعدها حرف مدّ، وما قبلها لا يوصل بما بعدها. ومثلها: «قؤول».
– وتكتب الهمزة المتوسطة المضمومة على «الواو» أيضا إذا كان ما قبلها ساكنا، مثل: “مرؤوس”، و”ميؤوس” و”مسؤول”.
ومنهم من يكتبها على الياء إذا كان ما بعدها حرف مدّ، وما قبلها يوصل بما بعدها مثل: “مسئول” و”ميئوس”، وكلاهما صحيح ومقبول عند أهل اللغة.
2- كتابتها على الياء:
تكتب الهمزة المتوسطة المضمومة على الياء إذا كان ما قبلها مكسورا، رغم أنها مضمومة لأن قوة الكسرة فوق قوة الضمة، كقولنا: “أَنْتُمْ بَرِيئُونَ”، وكقولنا: “نُنْشِئُكُمْ”، وكقولنا: “نُبَرِّئُكُمْ”، و”نُقْرِئُكُمْ”.