النفط يرتفع متجاهلا التوتر الأمريكي - الصيني وتسارع كورونا في المناطق المستهلكة للخام


استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع، رغم استمرار أزمة الانتشار الواسع للإصابات الجديدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وعديد من دول العالم، إلى جانب عودة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهما عاملان يضغطان على الأسعار.وتعافت أسعار من خسائرها لتغلق مرتفعة أمس بدعم من آمال بأن مساعي التحفيز ستساعد في إعادة الحيوية إلى الاقتصاد الأمريكي لكن المكاسب قيدها تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا وتصاعد التوترات بين واشنطن وبكين.
وبحسب "رويترز"، أنهت عقود خام برنت القياسي العالمي لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة سبعة سنتات لتسجل عند التسوية 43.41 دولار للبرميل بينما صعدت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 31 سنتا لتبلغ عند التسوية 41.60 دولار للبرميل.
ويكشف الجمهوريون بمجلس الشيوخ الأمريكي عن حزمة مساعدات جديدة بقيمة تريليون دولار لتخفيف تداعيات فيروس كورونا.
وقال فيل فلين المحلل البارز في برايس فيوتشرز جروب في شيكاجو "إذا أمكننا وضع المزيد من المال في جيوب المستهلكين، فإنهم سينفقونها على سلع وخدمات... ذلك من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من الطلب على البنزين والمزيد من السفر والمزيد من التسوق".
ويلقى النفط دعما أيضا من ضعف الدولار الأمريكي وهو ما يجعل السلع الأولية المسعرة بالعملة الخضراء أرخص لحائزي العملات الأخرى وهو .
وهبط مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له منذ يونيو حزيران 2018 متضررا من مخاوف اقتصادية محلية وتدهور في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. وفي حين ارتفع الطلب على النفط بعد هبوط حاد في الربع الثاني، فإن إعادة فرض إجراءات العزل العام بسبب تزايد معدلات الإصابة بالفيروس جعلت التعافي غير متجانس.
ويظل برنت في مسار نحو تسجيل رابع مكاسب شهرية على التوالي بينما يتجه الخام الأمريكي لتسجيل ثالث شهر من المكاسب مع حصول الأسعار على دعم من تخفيضات في الإمدادات من منظمة أوبك وروسيا.
ويقاوم الانخفاضات السعرية اتفاق "أوبك +" على تقييد المعروض النفطي في ضوء التزام أكبر من الدول المقصرة في الأشهر الماضية، ولكن مجموعة "أوبك +" تبدأ خلال أيام المرحلة الثانية من تخفيضات الإنتاج بتخفيف قيود الإنتاج لتلبية احتياجات الأسواق المحلية في الأساس مع بقاء الصادرات النفطية في المستوى نفسه تقريبا لحماية الأسعار من التراجعات الحادة.
وقال لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون، إن تسارع عدوى كورونا تعمق الضغوط الهبوطية على الطلب ومن ثم على الأسعار، خاصة مع عودة الانتشار الوبائي في الأسواق الرئيسة في الأمريكتين وآسيا، لافتين إلى تقارير تؤكد أن تأثير الموجة الثانية واضح في إحداث وقفة مؤقتة في انتعاش الطلب العالمي بعد انفجار وضع الإصابات في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والمستهلكة للنفط مثل الولايات المتحدة والبرازيل والهند وغيرها.
وذكر المختصون أن أبعاد الأزمة بعد تجدد الإصابات ليست واضحة ولكن هيئات بحثية وتحليلية مثل "ريستاد إنرجي" ترجح أنه في حالة عودة إجراءات الإغلاق الصارمة من المتوقع أن ينخفض الطلب العالمي بنحو 3.7 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري 2020، مبينين أنه بشكل عام يمكن القول إنه في حالة حدوث الموجة الثانية للوباء بشكل كامل فإن التأثير على الطلب على النفط لن يكون مدمرا كما كان خلال الصدمة الأولى في نيسان (أبريل) 2020 بسبب الخبرة التي اكتسبها العالم في التعامل مع الأزمة خلال الموجة الأولى.
وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن كل أطراف الصناعة متفقون على ضرورة بذل أقصى جهد ممكن لتفادي السيناريوهات الفادحة للأزمة في إطار القناعة الشديدة بأن الاقتصاد العالمي لا يستطيع ببساطة تحمل انهيار اقتصادي حاد آخر، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار في بداية الأسبوع جاءت في ظل تقلبات سعرية متلاحقة والمخاوف من مسار التوترات التجارية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين.
وأضاف أن الطلب العالمي على النفط الخام كان يسير بخطى تعاف تدريجي شهري في الأشهر الماضية ولكن مع عودة تزايد الإصابات دفع ذلك المؤسسات المعنية بتحليل السوق في ظل تطورات الجائحة إلى أن تذهب إلى احتمال أن يظل الطلب العالمي على النفط ثابتا نسبيا من تموز (يوليو) إلى تشرين الأول (أكتوبر) 2020 ثم يرتفع مرة أخرى ابتداء من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ولكن بمعدل أبطأ بكثير من التقديرات السابقة، موضحا أن الطلب سيظل أقل من مستويات قبل الجائحة التي سجل فيها نحو 100 مليون برميل يوميا.
من جانبه، قال لوكاس برتريهر المحلل في شركة "أو إم في" النمساوية للنفط والغاز إن الأزمة الراهنة تشكل عبئا غير مسبوق على الصناعة عبر تاريخها وقد تضررت بشكل خاص صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى جانب صناعة النفط الرملي في كندا، مبينا أن منتجي النفطين الصخري والرملي في الولايات المتحدة وكندا لم يكونا قد تعافيا بالكامل من أزمة انهيار الأسعار بين عامي 2014 و2016.
وأشار إلى أن الإنتاج الأمريكي يواجه حاليا صعوبات إضافية ممثلة في نقص التمويل وارتفاع تكاليف الإنتاج ما أدى إلى تراجع أنشطة الحفر على نطاق واسع كما يواجه منتجو النفط الرملي الكندي مشكلات ضعف شهية الاستثمار وعدم بناء خطوط أنابيب جديدة، موضحا أنه في هذا العام وحده سيكون الاستثمار في الرمال النفطية - وفقا لتقديرات وأبحاث وود ماكنزي - أقل بنحو ثمانية مليارات دولار مما كان عليه في عام 2019 و80 في المائة أقل مما كان عليه في عام 2013.
من ناحيته، ذكر بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، أن التعافي من الأزمة الراهنة سيستغرق بعض الوقت وليس بالمهمة السهلة في ضوء خسائر الطلب الفادحة ومخاوف الإغلاق والانكماش الاقتصادي الحاد، موضحا أن الانتعاش مرة أخرى سيكون بطيئا ومطولا سواء بالنسبة للأسعار أو الطلب العالمي على النفط.
وأشار إلى أن كثيرا من مشاريع النفط الجديدة في الولايات المتحدة وكندا يتم تأجيلها بسبب البيئة السعرية الحالية غير الملائمة كما أن هناك تحولا بين كبار المنتجين الأمريكيين والكنديين نحو مشاريع الطاقة النظيفة خاصة في ألبرتا بعد إيقاف نحو 20 مشروعا تقليديا تمت الموافقة عليهم قبل اندلاع الجائحة.
بدورها، قالت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية، إنه في ضوء عودة مخاطر الجائحة واحتمالات الإغلاق الاقتصادي الواسع أصبحت توقعات التعافي الكامل للطلب في عام 2021 غير مرجحة بشكل كبير حيث إن محركات النمو وأبرزها الطلب على وقود الطائرات ما زالت مكبلة بالقيود لافتة إلى تقارير دولية تؤكد عدم انتعاش نشاط الطيران تماما قبل نهاية عام 2022.
وأشارت إلى ثاني أهم محرك لتحفيز نمو الطلب على الوقود، وهو وقود الطرق الذي تعثر بعد زيادة الإصابات بالفيروس مجددا حيث من المتوقع تسجيل تباطؤ في الطلب على وقود الطرق ابتداء من آب (أغسطس) المقبل بعدما تلقى دفعة كبيرة في تموز (يوليو) الجاري، مشيرا إلى أن شركات الطيران بدأت في إعادة تشغيل خطوط الطيران المعطلة ببطء ولكن بثبات وهو يدعم حالة التفاؤل النسبي بتجاوز الأزمة تدريجيا.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 43.38 دولار للبرميل الجمعة الماضي مقابل 44.62 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاع سابق، كما أن السلة كسبت بضعة سنتات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 43.22 دولار للبرميل.
تاريخ الخبر: 2020-07-27 23:23:16
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 33%
الأهمية: 37%

آخر الأخبار حول العالم

موعد الإفطار وعدد ساعات الصيام فى اليوم الـ19 من شهر رمضان 2024

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:22:13
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 41%

وزارة الأوقاف تفتتح اليوم 29 بيتًا من بيوت الله منها 22 مسجدًا جديدًا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:22:15
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 45%

البحوث الفلكية: كسوف الشمس الكلى المرتقب 8 أبريل لن يُرى فى مصر

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:22:19
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 38%

أبراج تنتظر الصيف للاستمتاع بالحفلات والسهر.. اعرف أنت منهم ولا لأ

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:22:17
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 42%

عبدالله في منزل "حسنين" - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:24:06
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 70%

جنون السوشيال ميديا – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:23:17
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

دعاء اليوم التاسع عشر من رمضان.. اللهم اجعلنى متمسكا بسنة أنبيائك

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:22:21
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 37%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية