استشاري طب نفسي يكتب: لماذا يتقبل الناس مبروك عطية ويرفضون عبدالله رشدي؟


اشترك لتصلك أهم الأخبار


«أصبح الداعية الدكتور مبروك عطية أحد نجوم تطبيق (تيك توك) المحبوبين بفضل تطويعه للغة وانفعالاته وقفشاته، بينما تحول الداعية عبدالله رشدي إلى شخص غير محبوب بفعل حدته وطريقته الهجومية»، هكذا يرى الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي الفرق بين الرجلين.

في هذا التحليل، يقدم استشاري الطب النفسي قراءة لتواجد كل من مبروك عطية وعبدالله رشدي على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ويرصد حجم متابعتهما بين الشباب، ليجيب على سؤال: «من هو النموذج العصري للداعية الذي يجدد من طريقة خطاب الديني ويصبح شيخ الشباب؟».

من خلال متابعة ورصد لأكثر الفيديوهات الدينية متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي وجدت أن عبدالله رشدي والدكتور مبروك عطية يستحوذان على الجانب الأكبر من المتابعة والتفاعل دون بقية المشايخ على السوشيال ميديا.

وأصبح الدكتور مبروك عطية من نجوم "تيك توك"، وأصبح مشاهير التيك توك يتبارون في عمل فيديوهات لهم على التطبيق باستخدام أسلوب وصوت الدكتور مبروك عطية وانفعالاته وقفشاته، وأصبح لديه جمهور عريض من الشباب والشابات والمراهقين والمراهقات.

لمست هذا بشدة في العيادة مع الكثير من المرضى من هذه الفئة العمرية عندما أتطرق معهم في الكلام عن دين أو أي مساءلة دينية، فيذكرون لي أنهم يحبون الدكتور مبروك عطية ويبدون في إطلاق لزمات الدكتور مبروك عطية ويضحكون بشدة ويقولون بالنص «دمه خفيف ويخلينا نحب الدين».

هذه الفئة العمرية لا تشاهد التلفاز إلا نادرًا، ولا تطلع على الصحف أو تقرا إلا نادرًا، ولكنهم يتابعون السوشيال ميديا بشدة، دعوني أذكر لكم ما تقوله بعض الدراسات عن المراهقين والشباب وماذا يتابعون على السوشيال ميديا.

وأذكر عدة تعريفات للمراهقين- الذين تعرفهم الأمم المتحدة على أنهم الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 سنة ويبلغ عددهم 1.2 مليار في العالم اليوم، ويمثلون 16% من سكان العالم.

يتزايد أعداد الشباب المصري بسرعة، ويشكل المراهقون «10– 19 عاما» 17 ملايين نسمة يمثلون 19% من مجموع السكان. يضاف إليهم 9 ملايين في الفئة العمرية من 20 إلى 24 عامًا، أي حوالي ثلث مجموع السكان، والأبحاث العالمية الخاصة بمشاهدة المراهقين للتلفزيون في العالم تذكر أن نسبتهم لا تزيد عن ١٠% منهم.

وتذكر الأبحاث العالمية الخاصة بالاتصالات في مصر أن ٩٠% من المراهقين والشباب يستخدمون السوشيال ميديا يعني لا يقل عن ١٩ مليون شخص أغلبهم لديهم حسابات على الفيس بوك وإنستجرام وتويتر والتيك توك.

ويعتبر تطبيق التيك توك الآن هو أكثر التطبيقات جذبًا للمراهقين في مصر هذه الأيام. وهذه بعض الأرقام الخاصة بتطبيق تيك توك تتراوح وتتراوح أعمار 41% من مستخدمي TikTok بين 16 و24 عامًا.

- 56٪ من مستخدمي TikTok هم من الذكور و44٪ من الإناث.

- ما يقرب من 50٪ من جمهور TikTok العالمي تحت سن 34 عامًا مع 26٪ بين 18 و24 عامًا.

- تقريبا أكثر من ٥ ملايين مصري يستخدمون تطبيق tik tok.

- ٥ ملايين مستخدم حوالي ١٠% منهم قاموا باستخدام أسلوب الدكتور مبروك عطية منهم المشاهير ومنهم العامة.

حاولت أن أجد تفسيرا لهذا وعن سر إنتشار دكتور مبروك عطية وسط هذه الفئة العمرية، بجانب كما قلت لكم أن المرضى المراهقين والشباب في العيادة يرددون اسم مبروك عطية ويتحدثون عنه بمحبة ويذكرون عبدالله رشدي لكن يتحدثون عنه بغضب لأنهم يرون أنه حاد وهجومي ويقدم نموذج رجل الدين بعضلات المصارع، والذي يسفّه من آراء من يختلفون معه، ويستعرض عليهم ويسخر منهم ويستفزهم بجانب أنه بلغتهم الدراجة «بيركب التريند».

عبدالله رشدي بالنسبة لهم نجم سوشيال ميديا، ولكن نجم غير محبوب، نجم يجيد البروباجندا وصناعة الجدل والترويج لنفسه على السوشيال ميديا.

نعود للحديث عن دكتور مبروك عطية وسر نجوميته، فنجومية مبروك عطية ترجع إلى قدرته على تطويع اللغة لكي تناسب العامة واستخدام خفة الظل وتطويع الأسلوب الذي لا ينازعه فيها أحد واستخدام بعض الألفاظ الإنجليزية.

السؤال هنا هل يقوم دكتور مبروك عطية بالفطرة أما أنه دارس ومخطط لما يقوم بها وتمرس على الظهور الإعلامي وخدمته السوشيال ميديا بجانب أنه متابع جيد لها ويعرف كيف يعلق الحدث.

أعتقد أنه قارئ جيد للتسويق الإعلامي وفن صناعة النجوم وصناعة الصورة الذهنية واستخدام الدوافع النفسية للتأثير على المتلقي وو لديه مهارات الاتصال واستطاع تطوير هذه المهارات وخرج عن الإطار التقليدي لرجل الدين وأستاذ الجامعة التقليدي.

بمعنى آخر يجيد الدكتور مبروك عطية فن التأثير والإقناع وهو علم يعتمد على استخدام علم النفس في كيفية مخاطبة الجماهير والذي نشر فيه «كتاب التأثير- علم نفس الإقناع» Influence: The Psychology of Persuasion لروبرت بينو سيالديني «من مواليد 27 أبريل 1945» هو بروفيسور متقاعد لعلم النفس والتسويق في جامعة ولاية أريزونا، وكان أستاذًا زائرًا في التسويق والأعمال وعلم النفس في جامعة ستانفورد.

يقدم Cialdini مبادئ التأثير الستة التي ستساعدك على إقناع الآخرين. مبادئ الأطروحات الستة هي المعاملة بالمثل والاتساق والدليل الاجتماعي والإعجاب والسلطة والندرة.

الباحث والمدقق في مجال الإعلام والتسويق سيجد أن دكتور مبروك عطية يطبق الأطروحات الستة فهو يكلم الناس بلغتهم ومتسق مع نفسه ومعتز برأيه ولديه سلطة الشهرة وسلطة العلم فهو يركز في كل حلقاته على أنه أستاذ دكتور بروفيسور وعميد كلية والندرة هنا أنه يظهر في قناة واحدة فقط وليس جميع القنوات كبقية المشايخ.

سؤال آخر هل دكتور مبروك عطية هو النموذج العصري للداعية الذي يجدد من طريقة خطاب الديني ويصبح شيخ الشباب؟

أعتقد أنه يجب استخدامه واستغلال ظهوره وشعبيته بطريقة أخرى وليس مجال الفتوى فقط ولكن في مجال مواجهة التطرف ومواجهة الإلحاد الذي انتشر بسبب وجود تيارات متطرفة تسيء إلي الإسلام وتستخدم الدين في السياسة.

  • الوضع في مصر
  • اصابات
    92,482
  • تعافي
    34,838
  • وفيات
    4,652
  • الوضع حول العالم
  • اصابات
    16,600,737
  • تعافي
    10,168,522
  • وفيات
    655,202
تاريخ الخبر: 2020-07-28 22:21:30
المصدر: المصري اليوم - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 09:24:51
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

الصين تكشف عن مهام مهمة الفضاء المأهولة “شنتشو-18”

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 09:25:00
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 52%

الولايات المتحدة.. أرباح “ميتا” تتجاوز التوقعات خلال الربع الأول

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 09:24:55
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

بطولة فرنسا: موناكو يفوز على ليل ويؤجل تتويج باريس سان جرمان

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 09:24:57
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية