الألماني «فيتمان» أعظم قائد دبابة في التاريخ يكرمه أعداؤه.. «للحرب العالمية أسرارها» (1)


اشترك لتصلك أهم الأخبار


مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914، لم يكن يعلم الأب البسيط «يوهان فيتمان»، الذي كان يذهب يوميا إلى مزرعته في مدينة فوجتال أوبير بافلز الألمانية، أن نجله الرضيع «ميشيل فيتمان» الذي كان يبلغ من العمر وقتها عدة أشهر فقط، سيكون هو البارون الأسود والبطل الألمانى للحرب العالمية الثانية، وأعظم قائد دبابة قاتلة تسحق الحلفاء الذين يزورونه حتى اليوم في مقبرة «لا كامب» شمال فرنسا، تبجيلا لبطولاته، رغم عدائهم، واصفين إياه بأنه «الدبابة الأسوأ لهتلر» في الحرب.

«ليس المهم من الذي قتله.. المهم أنه قُتل».. مدخل يليق ببطل حقيقى، ففى العام 2006، تذكر «جو إيكنز»، أحد جنود الجيش الملكى البريطانى إبان الحرب، معارك فرقته مع ميشيل فيتمان، ووفق صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، كان «البطل الذي شارك في تدمير دبابة هتلر الأسوأ على الإطلاق»، يبلغ من العمر 21 عاما، عند وصوله في إنزال النورماندى بفرنسا، موضحا أنه تدرب قبلها 5 مرات فقط خلال 4 شهور على التعامل مع الدبابات، وتم تبليغه بأنه ضمن فرقة المدرعات التي ستنزل بين منطقة فيلركوباج- كاين المتواجدة بعد شاطئ النورماندى شمال فرنسا، التي سمع أن مجازر حدثت فيها، قبل شهرين للجيش البريطانى من دبابة «التايجر» الخاصة بفيتمان، ولم ينس أن يعبر صراحة عن الرعب الذي تملكه حينها.

وبالعودة للبداية.. ولد ميشيل فيتمان عام 1914، مع بداية الحرب العالمية الأولى، وانضم للجيش الألمانى قبل انخراطه داخل قوات النخبة «إس إس» بعد سيطرة النازيين على الحكم، عام 1934، عن عمر 20 عاما، كسائق لمدرعة استطلاعية، وشارك في غزو بولندا وفرنسا، عام 1940، وهو قائد دبابة «بانزر فاجن»، وبعد ذلك بعام واحد فقط، شارك في عملية بارباروسا، لغزو الاتحاد السوفييتى، عام 1941.

وفى أول اشتباك له كقائد دبابة دمر 6 دبابات سوفيتية من نوع T34/76، بعدها شارك في غزو روسيا في معركة كورسك، والتى شهدت وقوع أكبر معركة دبابات في التاريخ في عملية «بروخوروفكا»، عام 1943، واستطاع خلالها تدمير 30 دبابة، بالإضافة إلى 28 سلاحا من مضادات الدروع و2 من بطاريات المدفعية، وفى يناير 1943 تم إخباره بأنه دمر 83 دبابة أخرى في المعركة وحصل على وسام لم يحصل عليه سوى 160 شخصا فقط في ألمانيا، وهو وسام الفارس الصليبى الحديدى، وأوراق البلوط المقدسة «أعلى وسام ألمانى وقتها»، بعدما ترك وراءه 119 دبابة ومدرعة سوفيتية مدمرة.

فيتمان خلال غزوه للاتحاد السوفيتي

في يناير- فبراير 1944، ولأول مرة، مُنح «فيتمان» صليب الفارس الحديدى، من الزعيم النازى أدولف هتلر، في «عرين الذئاب» بمقر الراستنبرج ببرلين، وبعدها بشهر حضر هتلر حفل زواج فيتمان، حسب ما ذكرت صحيفة «دايلى ميل البريطانية».

وبرز اسم فيتمان كبطل قومى في ألمانيا بعد نجاحاته في هذه المعركة بفضل الدبابات التايجر التي دخلت المعركة عام 1942، فضلا عن مشاركته في عملية القلعة الأخيرة ضد الاتحاد السوفييتى عام 1943، ليبدأ رحلة المجد قبل أن يعود عام 1944 للغرب مرة أخرى بعد تكريم هتلر له ليشارك في صد انزال النورماندى للحلفاء الذي غير مجرى الحرب ومن ثم التاريخ بأكمله حتى يومنا هذا.

في يونيو 1944 كانت معركة فيلر-بوكاج في فرنسا أحد أكثر المعارك التي أظهر فيها فيتمان مهاراته ضد الحلفاء، وكرمه هتلر، بسببها، وحصل على وسام ثالث وهو «السيوف والألماس»، ليصبح بعدها أحد أساطير الحرب العالمية الثانية، بسبب مواجهته الجنونية في صد إنزال الحلفاء أمام لواء مدرع «فئران الصحراء»، التابعين للجيش الملكى البريطانى والأمريكى، وكانت تحت قيادته 5 دبابات تايجر، ونصب كمينا هو الأنجح في التاريخ، دمر خلاله 20 دبابة كروميل بريطانية، و4 دبابات شيرمان فايرفلاى أمريكية، و14 عربة مدرعة نصف مجنزرة، خلال 15 دقيقة فقط، ولم تحدث أي خسائر لمجموعة فيتمان، ما أجبر البريطانيين والأمريكيين والكنديين على الانسحاب وقتها.

فيتمان اثناء تكريمه من هتلر على بطولاته

بعد تلك المعركة تحدثت آلة الدعاية الألمانية، مع فيتمان والتى وصفته بأنه أفضل قائد دبابات لدى الجيش الألمانى، وكان قد ذهب إلى مقر القيادة في برلين، بعد انتصاره، على الفرقة البريطانية- الأمريكية، موضحا في أول وآخر حديث صحفى له وقتها، أنه قام بتفريق 4 دبابات تايجر من فرقته إلى طريق وذهب بمفرده إلى طريق آخر وقام بتمويه العدو، مشيرا إلى أنه اعترف بأن هذه المعركة أرهقته وأصعب ما خاضها في حياته، موضحا أن قراره بأن يذهب منفردا لشن هجوم مضاد بدلا من بقائه في الدفاع.

كان قرارا خطيرا لم يتخيل تبعاته، فلم يكن يتوقع الهجمات المفاجئة للإنجليز، عندما دخل عليه شاب ألمانى وقال له: «سيدى هناك دبابات في الخارج تأتى نحونا ولا أعتقد أنها ألمانية»، وأضاف قائلا: «عندها خرجت على الفور ورأيت الدبابات مدعومة بكتيبة ولم يكن لدى الوقت لتجميع كامل كتيبتى، وكانت لدى 5 دبابات تايجر فقط فأمرتها بالذهاب من طريق وأنا وحيدا من طريق آخر، وكان على التصرف بسرعة ودخلت المعركة وأمرت كتيبتى بالدفاع عن القرية بأى ثمن، وعند الاشتباك الذي دمرت فيه الكتيبة فقدت الاتصال باللاسلكى بسبب إصابة دبابتى بمضاد للدروع AT، ومن ثم تعطلت، وبالتالى لم أستطع قيادة الكتيبة لمساعدتى، ولكن دبابات العدو لم تكن جاهزة لتلاحقنى أيضًا».

فيتمان ورفاقه أثناء معارك في فرنسا

ويوضح فيتمان أن عملية التمويه الذي نفذها لم تكن تقليدية، فهو فقط مر عموديا بينهم ودمرهم، مؤكدا أنه فوجئ تمامًا بأن البريطانيين تركوا ناقلات الجنود وفروا هاربين بعد أن كنت محاطا بجنود «تومى» أو «فئران الصحراء» البريطانيين، بعد اشتباك على مسافة 15 كيلومترا، وبعد ذلك وصل إلى فرقته، وتم شن هجوم مضاد وإبادة الكتيبة البريطانية- الأمريكية كاملة.

صورته على دباباته خلال التمويه الأكثر شهرة والانجح في التاريخ ضد البريطانيين خلال عملية "فيلر-بوكاج" في فرنسا

لم يستطع الحلفاء إخفاء إعجابهم بفيتمان الذي يبلغ من العمر 30 عاما، حيث أكد العميد البريطانى ويليام لونيهند، قائد اللواء المدرع الذي دمره فيتمان، أن الألمان هاجموا المدينة وطردوهم، وأمر بالانسحاب وقتها بعد 6 ساعات إلى موقع أكثر قابلية للدفاع عنه في المدينة الفرنسية، من أجل الاستعداد لشن هجوم آخر، بعد تعافى كتيبته، موضحا أن الأمر تطلب شهرين وتحديدا في طريق مدينة كاين، حيث استمرت المعارك مع الألمان شهرين، حتى تم الاستيلاء على المدينة في 4 أغسطس 1944، بعد غارتين من قاذفات القنابل الإستراتيجية لسلاح الجو الملكى البريطانى والأمريكى.

وفى مثل هذا اليوم- الذي هو ذكرى مقتله- قبل 76 عاما، في 8 أغسطس 1944، أطلقت القوات الأنجلو- كندية عملية «توتاليز» بغطاء أمريكى، واستولت الدبابات والجنود البريطانيين والكنديين على أرض مرتفعة من المدينة، إلا أن الأمريكان تأخروا في القصف الجوى لتغطية الدبابات والمدرعات، وأوضح «ويليام» أنه لم يدرك سبب توقف الأمريكان وتأخرهم عن القصف من أجل المرحلة التالية للسيطرة على المدينة، إلا أن الألمان لم ينتظروا واستغلوا الفرصة، وهاجموا البريطانيين والكنديين، بأمر من «كورت ماير» و«فيتمان»، القائدين اللذين تواجدا في المنطقة، من أجل استعادة المرتفعات في المدينة، حتى جاء الأمريكان ودارت الاشتباكات أرضا بالدبابات، وجوا من الطائرات الأمريكية، وبحرا بقاذفات الحلفاء، ليجد الألمان أنفسهم محاطين برا وجوا وبحرا.

قاد «فيتمان» مجموعة من سبع دبابات «تايجر» وكانت مدعومة فقط من فرق مشاة، وعبرت مجموعته نحو المرتفعات، وتم تم نصب كمين لهم من قبل دبابات الحلفاء حولهم ثم الاشتباك، ليتم تدمير الكمين التابع للحلفاء، ودمرت فرقة «فيتمان» على 3 دفعات، حتى لقى حتفه، لتنتهى أسطورة شاب، دمر بمفرده 141 دبابة و138 مدرعة وعددا غير محدود من بطاريات المدرعات وناقلات جنود الحلفاء.

القصة لم تتنه هنا، فرغم أن الأبطال النازيين كانوا يتركون وصية إحراق جثثهم، حتى لا يجدها الحلفاء ويمثلوا بها، كنوع من الكبرياء، مثلما فعل، هتلر، ووزير دعايته، يوزف جوبلز، عند انتحارهم وإحراق جثثهم وإخفاء مقابرهم حتى لا يجدها الحلفاء، وهذا ما فعله زملاء «فيتمان» في المعركة، حينما دفنوا جثته وجثث كتيبته في مقابر لم يعلن عنها حتى لا يتم التمثيل بها، وبعد انتهاء الحرب بـ38 عاما، أعلن لجنة مقابر الحرب الألمانية والفرنسية، اكتشاف مقبرته ليتم دفنه في مقابر الجيش الألمانى التي تضم 21500 جثمان ألمانى، في «لا كامب» بـ«كاين» شمال فرنسا.

وكما أثار «فيتمان» الجدل في حياته، أثاره بعد رحيله أيضًا، ففى عام 1985، اختلف المؤرخون ممن أثارت بطولاته إعجابهم حول مقتله، ففى بادئ وصف المؤرخين تصرفات «فيتمان» في الحرب بأنها الاشتباكات الأكثر إدهاشا في تاريخ الحروب، وواحدة من أكثر الكمائن تدميرا في التاريخ العسكرى البريطانى.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية والأدب التاريخى، بجامعة السوربون الفرنسية، «إيريك انسو»، في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن الفرنسيين معجبون دائما بالبطولات حتى ولو كانت لألمان، فالإعجاب بالبنادق والحروب والبطولات لا يعرف حدودا.

فيما وصف المؤرخ البريطانى، ستيفن بادسى، أن الكمين الذي أعده فيتمان في معركة «فيلر» في يونيو 44، ألقى بظلاله السلبية على البريطانيين في الروايات التاريخية، رغم إنزال النورماندى الناجح.

«أما أنا فلست معجبا بتصرفات فيتمان الجنونية، بعد أن قام بتفريق كتيبته في ناحية وذهب منفردا لمواجهة البريطانيين من ناحية أخرى، ورغم نجاحه، إلا أن خسارته كانت ستتسبب في تدمير كتيبته بسهولة وقتها، وذلك لأنه انتهك جميع القواعد العسكرية، خاصة أن المعلومات الاستخباراتية لم تكن انتهت من جمع المعلومات الكافية»، حسب ما قال قائد الدبابة والمؤرخ الألمانى فولفجانج شنايدر، الذي أوضح أن فيتمان كان أحمقا مخلصا خاليا من الهموم ويتسم بالتهور الذي كاد أن ينهى حياته رغم مهاراته وقيادته.

«ستيفن زالوجا»، مؤرخ عسكرى أمريكى أعلن صراحة إعجابه بفيتمان، مؤكدا أنه دمر 120 دبابة في عام 1943 فقط، مشيرا إلى أنه امتلك كل المزايا النازية في الاشتباكات ضد السوفييت، فضلا عن أن التكنولوجيا التي جلبها الحلفاء في المعركة عام 1944 والتى كانت بسهولة، تستطيع كشف تحركات الدبابات الألمانية، كان «فيتمان»، يتجول بسهولة ومكر غافلا قوانين التكتكيات للدبابات المجنزرة، محققا بطولات تلو الأخرى.

في عام 2013، انتقد المؤرخ البريطانى، جون باكلى، إعجاب المؤرخين ببطولاته، لافتا أنهم يواصلون إعادة تجميع الدعاية النازية بلا هوادة.

وعن الوفاة، قالت مؤرخة فرنسية، تدعى أجاثى، إنه من الممكن أن تكون صرفت مكافآت للضباط الإنجليز الذين شاركوا في مقتل فيتمان، رغم أن سجلات الحلفاء، تحفل بكمية غير عادية من تكهنات حول مقتله، فهناك من قال دبابته أصيبت من الجو بصاروخ أطلقته طائرة هجومية تابعة لسلاح الجو الملكى من طراز هوكر «تايفون».

فبعد الحرب، تم تقديم مطالبات من وحدات الفرقة المدرعة الأولى البولندية والفرقة المدرعة الكندية الثانية والرابعة، والفيلق الملكى البريطانى المدرع 144، والقوات الجوية التكتيكية الثانية لسلاح الجو الملكى البريطانى، بأنهم قتلوه.

فيما أكدت تقارير ألمانية معاصرة أن طائرات الحلفاء ضربت دبابة فيتمان، مشيرة إلى أنه سقط في القتال بسبب القاذفات المقاتلة لطائرات الحلفاء.

إلى أن جاء مدنى فرنسى يدعى، سيرج فارين، التقط الصورة الوحيدة المعروفة للدبابة المدمرة التابعة لفيتمان، وقال إنه وجد صاروخًا لم ينفجر في مكان قريب وإنه لم ير أي ثقوب اختراق أخرى في الدبابة.

دبابته المدمرة التى صورها المدنى الفرنسى، سيرج فارين، بعد الحرب والتي ذكر اناه لم تتعرض سوى لضرب صاروخي من طائرة بريطانية او امريكية

أما المؤرخ البريطانى، بريان ريد، فإنه رفض هذا الادعاء، مشيرا إلى أن سبب رفضه هو أن سجلات سلاح الجو الملكى البريطانى ذات الصلة لم تدعِ اشتباك الدبابات في المنطقة في ذلك الوقت، رغم ما دعم به روايته بأن رجال وحدة فيتمان صرحوا بأنهم لم يتعرضوا لهجوم جوى، في الوقت الذي قالت فيه أطقم الدبابات البريطانية والكندية بأنهم لم يجدوا أي مساعدة جوية أمريكية أو بريطانية في وقف الهجوم الألمانى وقتها، لافتا أن الحلفاء كانوا يحاولون طمس بطولاته بأى شكل وأنه شخص عادى.

واعترف ليس تايلور، أحد الذين شاركوا في كتيبة «اليومانرى» بالجيش البريطانى، أن زميله «جو إيكنز» هو المسؤول عن تدمير دبابة فيتمان، وذلك وفق مجلة «After the battel» في عددها الصادر عام 1985، وهو نفس ما نشره المؤرخ المخضرم البريطانى، كين توت، الذي أكد أن «إيكنز» هو البطل المسؤول.

ونعود لإيكنز الذي ظهر بعد 21 عاما من الاعتراف بأنه المسؤول عن تدمير دبابة «فيتمان» حاورته صحيفة «دايلى ميل» عام 2006، بارزة القصة، غير أنها وضعت صورة «فيتمان» أكبر من صورة «إيكنز» على صدر صفحتها إشارة منها إلى أن الوزن النسبى للألمانى أكبر من البريطانى في المعركة.

وقال «إيكنز» إن «المعركة الأخيرة استغرقت 5 دبابات شيرمان وكرومر، للتغلب على دبابة ألمانية واحدة، وعندما رأيته علمت أن الأمر يستحق كل هذا العناء الذي عاناه الحلفاء أمامه، أنا فخور جدا، لأن «فيتمان» كان نازيا شرسا منذ البداية، ولا يهم من قتله، فالأهم فقط أنه قٌتل».

واتفق معه ديفيد ويلى، قائد الفرقة التي دمرت دبابة «فيتمان» الذي أوضح قائلا: «نشأت الكثير من الأساطير بعد الحرب، ولكنه كان قويا جدا لدرجة أن دباباتنا لم تكن قادرة على تدميره بسهولة»، مردفا: «خبر مقتله عزز القوات الجوية والقصف البحرى للمدينة ومن ثم سيطرتنا عليها».

وأوضح أن «إيكنز» هو الرجل الذي هزم 3 دبابات تايجر، بما في ذلك دبابة «فيتمان» بعدما كان عالقا لمدة 6 أسابيع بسبب الفرقة الألمانية في تلك المنطقة، وأوضح «إيكنز» أن بعد 8 أسابيع من الحرب «فيتمان» ربما خانه ذكاؤه في ذلك النهار الذي قتل فيه.

وأوضحت الصحف البريطانية أن فيتمان دمر أكثر من 300 دبابة ومدرعة وعدد غير محدود من بطاريات الدروع للحلفاء، حتى إن الجيوش التابعة للحلفاء كانوا يطلقون الأخبار وكان كل منهم يتميز بقتله لفيتمان، إلا أن إيكنز الذي بلغ من العمر 82 عاما سنة 2006، وكان عاملا متقاعدا من مصنع أحذية، هو من أنهى أسطورة الدبابات في الحرب العالمية الثانية.

وكان «فيتمان» ظهر من قبل الكاتب الروسى، كوروفسكى، في كتابه عام 1992 Panzer Aces، بأن هناك شجاعة متناهية، موضحا أن الألمانى ظهر مع قواته في معاركه ضد السوفييت، وعلى الرغم من الفظائع التي ارتكبها إلا أنه ساعد بعض الجنود السوفييت الجرحى، حيث قدم له الضابط القائد سيب ديتريش، صليبا حديديا، لما قدمه «فيتمان» لجندى روسى مصاب، موضحا أن هناك أعمالا إنسانية للألمان تمحى الصورة المشوهة لفظائعهم.

وبعد دفن «فيتمان» في مقابر «لا كامب» الفرنسية، كان دائما ما يشوه أنصار اليمين المتطرف الفرنسى، المقبرة، ويسرقون الصليب الذي يزين مقبرته عام 2015.

ويقول برنارد لينيس، عمدة «لاكامب» إن أي سرقة للمقبرة، ستتم إرجاعها، فالفرنسيون يحترمون الموتى حتى لو كانوا ألمانا نازيين، مشيرا إلى أن شجاعته، وراء جذب الزوار لقبره من جميع أنحاء العالم، وذكرت القناة الفرنسية الـ3 أن قبره، أحد أكثر المزارات المزخرفة للألمان والفرنسيين.

وخلال محاولة طمس مقبرة «فيتمان» في فرنسا، قال المؤرخ الفرنسى، إيمانويل ثيبوت «سوف نقدمه باعتباره بطلا شابا يمثل هذا الجيل الذي تعلم القتال من أجل النظام وقادته، حتى لو كان النظام نازيا».

وقالت الكاتبة والروائية الفرنسية، ميشال فولان، لـ«المصرى اليوم» إنها تعتقد أن زيارة الفرنسيين والألمان له بسبب بطولاته، رغم أن اللغز حول ظروف وفاته يلقى بظلاله حتى الآن، مشيرة إلى أن المصالحة بين الشعوب تحظى باحترام كبير، حتى إن كانت زيارة»مقبرة«فيتمان صادمة لمقاتلى المقاومة الفرنسية.

وأوضحت أنه بعد الهدنة، كانت هناك مصالحة بين ألمانيا وفرنسا، فيما لم يدعم جنود ألمان «الرايخ الثالث»، «إمبراطورية هتلر»، موضحة: «حتى 14 يوليو، العيد الوطنى الفرنسى، يمكن دعوة الألمان».

مقبرته في "لاكامب" في كاين شمال فرنسا والتي يزورها اعداءه حتى الآن

وقالت صحيفة «بيلد» الألمانية، إنه رغم أنه مصنف قائد دبابة مخيف، إلا أن شجاعته أثارت إعجاب الحلفاء والأعداء، موضحة أن العديد من المحاربين البريطانيين والأمريكيين لا يزالون يزورون قبره حتى اليوم.

مقبرته في "لاكامب" في كاين شمال فرنسا والتي يزورها اعداءه حتى الآن

وقال الخبير العسكرى، اللواء محمود منير حامد، عضو المجلس العسكرى للشؤون الخارجية، أحد الملاحق العسكرية المصرية في أوروبا الشرقية، إن زيارة أعدائه له من التقاليد العسكرية، موضحا أن هذه التقاليد جرت بتمجيد الأبطال حتى لو كانوا من قوات معادية بسبب تحقيق البطولات والدفاع عن دولته وامتثاله للأوامر بكل دقة ومهارة وانضباط حتى لو كانت دولته على خطأ.

وأشار لـ«المصرى اليوم» أن أعمالهم العسكرية التي شاركوا فيها وحققوا فيها بطولات حتى ولو خسروا المعركة، تجبر العدو على احترامه لهم، خاصة في المسارح الحربية في أوروبا وشمال إفريقيا والمحيط الهادئ إبان الحرب العالمية الثانية.

وظهر ذلك جليا، حسب ما ذكر حامد، خلال التذكير بالمعارك الكبرى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، من خلال البحث والتدقيق التاريخى في مذكرات القادة المشاركين في هذه العمليات أو ما كتب عنهم أو الصور العسكرية أو يوميات جنود داخل الحرب تم تدوينها في سير أعمال القتال.

وعن مقبرة»فيتمان» أوضح حامد أن الدول المتحاربة في فترة الهدنة أو ما بعد الحرب تقوم سويا بتبديل جثث القتلى أو يتم دفن الجنود المعادين الذين قتلوا في أراضيها، ويتم عمل مقبرة جماعية لهم، مثل مقبرة العلمين لقوات الحلفاء في مصر، حيث يتم الاحتفال بهم في ذكراهم في تواريخ أعمال القتال، ويتم حضور ممثلين من القوات العسكرية لهذه الدول أو بعض المشاركين أو أقاربهم مع تقديم كافة سبل الاحترام وليس لأنهم مجرد قتلى معارك وإنما القواعد والتقاليد العسكرية تبجل من قام بأعمال قتال، حيث إن العسكرى الانصياع لأوامر دولته ما يكسبه الاحترام من جانب أعدائه.

  • الوضع في مصر
  • اصابات
    94,875
  • تعافي
    47,182
  • وفيات
    4,930
  • الوضع حول العالم
  • اصابات
    19,408,265
  • تعافي
    12,457,560
  • وفيات
    720,465
تاريخ الخبر: 2020-08-07 22:21:29
المصدر: المصري اليوم - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

أبراج تنتظر الصيف للاستمتاع بالحفلات والسهر.. اعرف أنت منهم ولا لأ

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:22:17
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 42%

موعد الإفطار وعدد ساعات الصيام فى اليوم الـ19 من شهر رمضان 2024

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:22:13
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 41%

وزارة الأوقاف تفتتح اليوم 29 بيتًا من بيوت الله منها 22 مسجدًا جديدًا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:22:15
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 45%

دعاء اليوم التاسع عشر من رمضان.. اللهم اجعلنى متمسكا بسنة أنبيائك

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:22:21
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 37%

جنون السوشيال ميديا – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:23:17
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

البحوث الفلكية: كسوف الشمس الكلى المرتقب 8 أبريل لن يُرى فى مصر

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:22:19
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 38%

عبدالله في منزل "حسنين" - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-03-29 06:24:06
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية