كود كازا//
بعد الضجة الواسعة التي أعقبت تعيينات رئيس مجلس المستشارين والبرلمان في هيئة ضبط الكهرباء، قال الباحث والكاتب الأمازيغي، أحمد عصيد، إنه “من المفارقات السيئة في حياتنا السياسية أن الكل يخاف من الاستبداد ويشتكي منه ويمارسه على من هو أضعف منه في نفس الوقت”.
وأضاف عصيد: “الاحتجاج على رئيس مجلس النواب لا يمكن أن يخفي أن ما تم الاحتجاج بسببه يمارسه رؤساء الأحزاب والنقابات ورؤساء الإدارات وأرباب السلطة، بدليل أن هناك من المعارضة نفسها من قام بنفس الشيء، فالكل يأخذ أسلوب عمله من النسق السياسي الذي تطبعه التوجيهات الفوقية واحتكار القرار، وكثير من الذين كانوا ضحايا هذا النوع من القرارات الانفرادية صاروا يمارسونها بدورهم على غيرهم”.
وتابع عصيد، في تصريح لـ”كود”، قائلاً: “الكل مستبد وضحية الاستبداد في نفس الوقت، وقد انتقلت العدوى حتى إلى المجتمع المدني الذي صار فيه رؤساء يقررون حسب مزاجهم وخارج أي تشاور أو حوار ديمقراطي.
ويرى الباحث الأمازيغي عصيد أن الحل في مثل هذه الواقعة لا يكون بمعالجة الحالات الفردية التي لن تنتهي، بل بالقضاء على الظاهرة عبر دمقرطة الدولة والنسق السياسي وأسلوب تدبير الشأن العام، وعندئذ سيكون الجميع ملتزما بالمنهجية الديمقراطية وبالقانون الذي هو اليوم موضوع استخفاف كبير في بلادنا.