عمل المتهمون باغتيال رفيق الحريري ضمن مجموعات لكل منها قائد يتصل بعناصرها، إلا أنهم ممنوعون من التواصل ببعضهم بعضا.

ومع ذلك، تم كشف قتلته من خلال شبكة الاتصالات التي بينت اتصالات بين قادة تلك المجموعات وقياديين في حزب الله.

كيف قتل الحريري؟

مجموعة كبيرة عملت على الأرض للتخطيط ورصد وتنفيذ عملية اغتيال الحريري قبل 4 أشهر من تنفيذها، وبدأت القصة قبل استقالته من منصبه برئاسة الحكومة، حيث قام سليم عياش وحسين مرعي تحت قيادة مصطفى بدر الدين بالتحضير للعملية منذ 20 أكتوبر 2004.

تم شراء 18 بطاقة هاتفية بهويات مزورة، واستعملت للتواصل بين قائد المجموعة وعناصره، وبدأت ثلاثة أرقام من تلك الخطوط بالعمل، وهي العائدة لكل من مصطفى بدر الدين وسليم عياش وحسين مرعي الذين بدأوا مراقبة تنقلات الحريري.

توسعت الدائرة لتشمل 15 شخصا، وهو ما تبين من خلال بدء عمل البطاقات الهاتفية الأخرى، حيث تمركزت في محل سكن الحريري أي قصر قريطم في وسط بيروت.

تعقبت هذه المجموعة الحريري حينما توجه إلى البرلمان ثم القصر الرئاسي لتقديم استقالته إلى رئيس الجمهورية الأسبق أميل لحود، ومن بعدها لم يتركوه أبدا، لاحقوه في كل مكان، البرلمان، نادي اليخوت، منزله في العاصمة، قصره في مدينة فقرا، وحتى المطار.

شاحنة الميتسوبيشي

في 25 يناير 2005 انتقل اثنان من عناصر المجموعة إلى طرابلس وتحديدا في حي البداوي، لشراء شاحنة ميتسوبيشي استعملت لتفجير موكب الحريري، من بعدها بدأ التحضير لاختيار شخصية تقوم بدور القاتل الوهمي من أجل تضليل التحقيق، ووقع الاختيار على أبو عدس الذي ادعى تنفيذه الاغتيال من خلال شريط فيديو أرسل لاحقا إلى قنوات تلفزيونية.

تم الاتفاق مع أبو عدس الذي فيما يبدو تم تجنيده من قبل مجموعة سليم عياش وحسن صبرا، وأقنعوه بقراءة بيان تبني مجموعته المزعومة النصرة والجهاد في بلاد الشام قتل الحريري.

قبل 10 أيام من الاغتيال نشط عمل المجموعة الأساسية التي تضم المتهمين الخمسة باغتيال رفيق الحريري، حيث تبينت شبكة الاتصالات تركزها على طول الطريق الذي سلكه إلى مبنى البرلمان وفندق السان جورج، حيث انفجرت شاحنة الميتسوبيشي، ومن بعدها انقطع عمل كل تلك الهواتف النقالة!