لقد عرّت جائحة “كورونا” على واقع المنطومة الصحية، في العديد من المدن التي تسجل فيها أعداد مرتفعة من حالات الإصابة بالفيروس التاجي، فبعد الانهيار الحاصل في مدينة مراكش، الذي جعل وزير الصحة يطير إلى المدينة لمحاولة احتواء الأزمة، يبدو أن مدينة فاس تدق ناقوس الخطر من جديد، حيث أعلن الأطباء الداخليون في المستشفى الجهوي الغساني بفاس، توقفهم عن المداومة بمصلحة المستعجلات بسبب الاصابات المتتالية في صفوف الأطر الصحية من دون تعويضهم.
فقد كشف عميد الأطباء الداخليين، فالولي أسامة، بالمستشفى الجهوي بفاس، في مراسلة وجهها إلى مدير “الغساني”، توصل “الأول” بنسخة منها، أنه ومنذ أيام، حصل نقص في عدد الأطباء المدمجين لاصابة 6 منهم بفيروس “كورونا” دون أن يتم تعويضهم”، كما أن “مجموعة من المصالح بالمستشفى أغلقت أبوابها بسبب تزايد عدد الإصابات في صفوف الأطقم الطبية”، مما “أزم الوضع أكثر وجعلنا في مواجهة مع المواطنين كان أخرها اعتداء لفظي وجسدي يوم الأربعاء 19 غشت على طبيبتين داخليتين من طرف مرافق لمريض على مرئى ومسمع من الجميع دون أي تدخل من طرف عناصر الأمن والمسؤولين”.
وأوضحت المراسلة، أنه “في ظل الأزمة الصحية تجند الأطباء الداخليون بالمستشفى الجهوي الغساني لتلبية نداء الوطن وبتفان ونكران للذات وأعلنوا استعددهم للخوض في الحرب ضد الجائحة والوقوف في الخط الأمامي جنبا لجنب مع الأطباء المدمجين بمصلحة المستعجلات في مواجهة دائمة استغرقت إلى حدود الأن خمسة أشهر”.
وتابعت المراسلة، “وها نحن اليوم في ظل الموجة الثانية وعلى الرغم من الظروف العصيبة والمحن المتتالية التي نمر بها من نقص في وسائل الحماية، وازدياد مهول في عدد المرضى الوافدين على مصلحة المستعجلات لكونها الوحيدة التي تستقبل حاليا المرضى غير المصابين بداء كوفيد 19 بالجهة، بعد تفرغ المستشفى الجامعي الحسن الثاني ومستشفى ابن الخطيب، لعلاج الاصابات المؤكدة بمرض كوفيد 19 فقد استمررنا في تقديم العلاجات اللازمة في مصلحة المستعجلات وتدعيمها بالأطر البشرية اللازمة للتصدي للضغط الرهيب الذي تعرفه”.
وأعرب الأطباء الداخليون، عن صدمتهم” القوية” وأسفهم “الشديد لما آلت إليه الأوضاع من اعتداءات متكررة واحتقان بمصلحة المستعجلات”. معلنين توقفهم “مرغمين عن المداومة بمصلحة المساتعجلات ابتداء من يوم الخميس 20 غشت مع الاستمرار بالقيام بمهامهم كداخليين بالمصالح الأخرى (طب النساء، طب الأطفال، مصالح الطب والجراحة، مصالح الصحة العامة) إلى حين تسوية الأوضاع”.
