أعلنت وزارة الموارد المائية والري، استعدادها الكامل لفيضان النيل الذي بدأ في أغسطس الماضي، وبلغت ذروته بنهاية أغسطس وبداية الشهر الحالي، بعدما سجل السودان أعلى كمية منسوب للنيل منذ 100 عام، وتسببت الفيضانات العارمة في كارثة إنسانية أدت إلى مصرع 100 مواطن وإصابة نصف مليون آخرين، وهدم أكثر من 100 ألف منزل، وغرق العديد من المدن والقرى في 16 ولاية.

وترصد السطور التالية سؤالا وإجابة عن استعدادات مصر لفيضان النيل وفقا لتقرير وزارة الري، عقب اجتماع لجنة إيراد نهر النيل منتصف الشهر الماضي، استعدادا لفيضان النيل، إذ أوضحت مؤشرات المياه أنّ فيضان هذا العام مُبشر وفوق المتوسط.

من هي الجهة المسؤولة عن فيضان النيل؟

تعقد وزارة الموارد المائية اجتماعا في مايو من خلال ما يطلق عليه لجنة إيراد نهر النيل، وتجتمع كل أسبوع طيلة مدة الفيضان، ويترأسها الوزير وأعضاء رؤساء القطاعات المعنية والهيئات، وفي مقدمتهم الوكيل الدائم لوزارة الري ورئيس هيئة السد العالي ورئيس مصلحة الري ورئيس قطاع مياه النيل ورئيس مركز التنبؤ عن الأمطار وآخرين.

ما هي أهم الاستعدادت الأخرى؟

يتتبع مركز التنبؤ عن الأمطار بوزارة الري، السحب ومؤشرات الأمطار بدول حوض النيل، لرسم صورة أولية عن مؤشر الفيضان لوضع خطط الاستعداد للفيضان.

ماذا عن قرارات لجنة إيراد نهر النيل خلال موسم الفيضان؟

تضع اللجنة السيناريوهات المعنية بالتعامل مع الفيضان وما يتطلبه ذلك من تنفيذ آليات إدارة وتوزيع المياه، لتفي بأغراض الاستخدامات المختلفة، وكذلك الإجراءات المطلوبة لتأهيل ورفع كفاءة وإحلال وتجديد المنشآت المائية.

هل هناك متابعة يومية للفيضان خلال الموسم؟

توجد متابعة يومية لمناسيب المياه في أعالي النيل بداية من محطة الديم جنوب شرق السودان مرورا بمحطات القياس على نهر النيل الأزرق حتى وصولها إلى بحيرة ناصر، ومحطة القياس الرئيسية في السد العالي.

ما هو تاريخ متابعة قياس فيضان النيل؟

يتم قياس نهر النيل منذ العصر الفرعوني في مصر القديمة، ويحدد الفيضان قيمة الضرائب على الأراضي الزراعية وخطط الدولة في المجالات كافة، ويعد فيضان النيل المؤشر للعام المالي، لكن في عام 1904 تأسس الري المصري بالخرطوم ليؤدي مهام رئيسية، ممثلة ف يتجميع والحصول على بيانات هيدروليكية منتظمة لروافد نهر النيل، لإمكان التنبؤ بحالة وإيراد النهر.

ما وجه التعاون مع السودان في قياس فيضان النيل؟

تتعاون مصر والسودان بشفافية وبشكل مثالي في قياس نهر النيل والاستفادة من الفيضان، من خلال اللجنة الفنية المشتركة لنهر النيل، كما أنّ هناك بعثة مصرية في السودان وأخرى في أوغندا وجنوب السودان، تتابع مناسيب الخزانات والسدود والتصرفات حتى السد العالي، في إطار من التعاون والشفافية لتبادل البيانات والمعلومات، ومتابعة صور الأقمار الصناعية، وكذلك متابعة أعمال التنبؤات بالفيضان وتقارير الأحوال الجوية والأمطار على السودان والهضبة الإثيوبية، بما يفيد الجانبين.

كيف تستعد بعثة الري المصرية للفيضان في السودان؟

تتولى بعثة الري مراجعة وصيانة الوحدات النهرية، والتأكد من جاهزيتها لموسم الفيضان، وسلامة المقاييس على نهر النيل، وروافده، وإعادة تأهيلها وصيانة بعضها وربطها مساحيا، والتأكد من عمل أجهزة الرصد والقياس بدقة وكفاءة، وإتمام أعمال المعايرة الفنية لضمان جودتها في القياس، وإجراء الصيانة اللازمة للسيارات التابعة للمحطات.

5 محطات رئيسية لقياس فيضان النيل

ما هي محطات قياس نهر النيل الرئيسية؟

يتم قياس تصرفات النيل أثناء رحلته لمصر من خلال 5 محطات، بينها محطتي الروصيرص وسنار على النيل الأزرق، ومحطة الخرطوم الواقعة على النيل الأزرق والنيل الرئيسي، إضافة إلى محطة عطبرة لقياس النيل والواقعة على النيل الرئيسي، حيث يصله المياه من نهر عطبرة، فضلا عن محطة القياس الخامسة في دنقلا التي تبعد 500 كم إلى الشمال من العاصمة الخرطوم والواقعة على النيل الرئيسي، ويتم حساب فيضان النيل والوارد من المياه إلى بحيرة ناصر مع بداية السنة المائية أغسطس من كل عام.

متى يبدأ فيضان النيل وينتهي؟

يمر فيضان النيل بـ3 مراحل، يبدأ بموسم الفيضان، ثم موسم الظهور، وموسم الحصاد، وتستغرق رحلة فيضان النيل 15 يوما من الهضبة الإثيوبية عند مقياس الديم على الحدود السودانية - الإثيوبية حتى بحيرة ناصر، يقطع خلالها 2590 كم بسرعة تصل إلى 168 كم يوميا على 3 مراحل، كل منها 5 أيام.

ما هي المصادر الرئيسية لفيضان النيل؟

تأتي المصادر الرئيسية للفيضان السنوي للنيل من الهضبة الإثيوبية، وبعض المناطق السودانية، التي تشمل النيل الأزرق، ونهر عطبرة، ومصادرهما من مياه الفيضان تأتي من الهضبة الإثيوبية، إضافة إلى النيل الأبيض الذي يمد مصر بـ 15% من حصتها من مياه النيل، مقابل 85% من الحصة تأتي من إثيوبيا، بينما يعد نهري الدندر، والرهد من الأنهار التي تنبع داخل السودان، ونصيبهما من المياه الواردة للنيل الأزرق قليلة.

السد العالي حمى مصر من الفيضانات المدمرة في الثمانينات والتسعينات

- ما هي وظيفة السد العالي؟

أنشأت مصر في الستينيات من القرن الماضي، السد العالي في أسوان، إذ ساعد السد في التحكم في تدفق المياه وحماية مصر من آثار الفيضان التي كانت تتسبب من قبل في غرق قرى بأكملها، كما حمى السد مصر من الجفاف، حيث تقلل بحيرة ناصر اندفاع مياه الفيضان، وتتولى تخزينها للاستفادة منها في سنوات الجفاف.

وعمل السد العالي أيضا على التوسع في المساحة الزراعية نتيجة توفر المياه والتوسع في استصلاح الأراضي، وزيادة مساحة الرقعة الزراعية من 5.5 إلى 7.9 مليون فدان، وعمل أيضا على زراعة محاصيل أكثر على الأرض، وتحويل نظام الري من الحوضي إلى الدائم.

كما عمل السد على توليد الكهرباء التي أفادت مصر اقتصاديا، وبدأ بناء السد في عام 1960، وقدرت التكلفة الإجمالية بمليار دولار شطب ثلثها من قبل الاتحاد السوفييتي.

عمل في بناء السد 400 خبير سوفييتي وأكمل بناؤه في 1968، وجرى تثبيت آخر 12 مولدا كهربائيا في 1970، وافتتح السد رسميا في عام 1971، وظهرت فائدة السد العالي الكبرى حينما حمى مصر من الفيضانات المُدمرة في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.