شنّ شباب جماعة الإخوان الإرهابية هجومًا شديدًا على إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد، بعد الحوار الذى أجراه مع الإرهابى الفلسطينى عزام التميمى، أحد قيادات الجماعة، على إحدى قنوات التنظيم، والذى قال فيه إن الجماعة رفضت- قبل سنوات- تصحيح مسارها والاعتراف بالنظام المصرى مقابل الإفراج عن الإخوان المسجونين، مؤكدًا أن هناك فصيلًا تابعًا لـ«الإرهابية» انتهج العنف.
ورغم أن «منير» حاول تبرير رفض هذه المصالحة، التى ادّعى أن الدولة المصرية عرضتها، بأنه جاء فى إطار حرص القيادات على تحقيق أهدافهم بإسقاط النظام المصرى، إلا أن عذره أكد لشباب الجماعة أن عواجيز التنظيم ضحوا بهم عبر دفعهم للتظاهر والتخريب والإرهاب لتحقيق أمل زائف، وارتضوا أن ينتهى الحال بالشباب فى السجون أو فى المنافى أو فى تنفيذ عمليات إرهابية سيلقون حتفهم فيها بأيدى رجال الشرطة والجيش، وفى المقابل يعيش القيادات حياة الرغد فى قطر وتركيا ولندن.
وظهر غضب الشباب جليًا على السوشيال ميديا، فقال إخوانى يدعى «محمد» على موقع «تويتر»: «الحقيقة أن الشباب ماتوا ودخلوا السجون، وكان الأولى التخلى عن الحكم مقابل حقن الدماء، لكن القيادات لا يفكرون فيمن مات أو دخل السجن، ويتحكمون فى الشباب كأنهم يملكون حق منحهم الحياة، كان من الممكن أن أرى ابنى المسجون لكن عواجيز الجماعة رفضوا».
وقال إخوانى آخر يدعى «محمد فتحى» على ذات الموقع، إن تصريحات «منير» أشعرت الشباب بالخذلان، وعلق: «عن أى عقل يتحدث منير؟.. القيادات يتصرفون بغباء وورطوا الجماعة، والشباب دفعوا الثمن، نتظاهر ونتحبس والعواجيز بيتفرجوا علينا».
وأكد حساب آخر يحمل اسم «آلاء»، أن الجماعة الإرهابية كانت تضحى بشبابها فى الميادين فى عام ٢٠١٤، قائلة: «أنا أصدق تصريحات إبراهيم منير، فرغم تحذير القيادات من خلال اعتصام رابعة من مواجهة السلطات، آثروا إرسال الشباب للموت».
وقال عبدالرحمن عياش، باحث ينتمى للجماعة الإرهابية، عبر حسابه الرسمى بموقع «تويتر»: «لا أصدق أن الأمور وصلت إلى هذا الحد، قلة الأصل وانعدام الشرف خلت ناس عايشين حياتهم فى لندن ولّا إسطنبول ياخدوا القرار ده نيابة عن عشرات الآلاف من الشباب». وأعاد «عياش» نشر تغريدة لأحد رواد «تويتر»، كان نصها: «القيادات ضحوا بآلاف المسجونين والمنفيين لأجل بقاء اسم الجماعة، كيف سيكون وقع هذا الكلام على المنتمين للإخوان؟»، وفى تغريدة أخرى لحساب آخر: «المشكلة أن منير يحكى القصة كأنه بطل فى موقف تاريخى، ولا يعى أنه مجرم». من جانبه، قال عبدالمنعم محمود، صحفى إخوانى هارب، إن حوار إبراهيم منير كان ضعيفًا جدًا، ويؤكد أن الشيخوخة أصابت مكتب الإرشاد، وأن الرجل ليس لديه أى وعى بالواقع، مضيفًا فى تغريدة أخرى: «عن نفسى لا أجد اختلافات كثيرة بين طرفى الإخوان، لأن الطرف المنشق- حسب اعتراف منير نفسه- كانت رؤيته هى استخدام العنف، ونظموا ما سموه (العمل النوعى)، والذى بدأ من حرق أعمدة الكهرباء لحوادث قتل حتى تطور هذا الفصيل فى إطار مجموعتى عنف هما حسم ولواء الثورة».