الصناديق المتداولة في البورصة تنمو بوتيرة سريعة في آسيا


يستمر النمو في سوق الصناديق المتداولة ‏في البورصة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بخطى سريعة، في الوقت الذي يعمل فيه الارتفاع في الأصول التي تحت الإدارة في الصين وتايوان على تعزيز الأداء القوي للصناديق المتداولة في البورصة في اليابان.
الصناديق المتداولة ‏في البورصة القائمة، التي توجد مقارها في المنطقة، سجلت معدل نمو سنويا مركبا مذهلا بلغ 26 في المائة في الأصول التي تحت الإدارة خلال الأعوام الخمسة حتى نهاية أيار (مايو)، ما جعل أصول الصناديق المتداولة في البورصة، الإقليمية مجتمعة، تتجاوز 707 مليارات دولار، وفقا لبيانات مورجان ستانلي كابيتال العالمية MSCI.
معظم تلك الأصول - 405 مليارات دولار - تحتفظ بها الصناديق المتداولة ‏في البورصة للأسهم المحلية القائمة في اليابان، التي تعززت بسبب برنامج الشراء الضخم من البنك المركزي.
قال كين ياب، العضو المنتدب لمنطقة آسيا في "سريولي أسوشيتس": "بنك اليابان يعزز من حجم شرائه أثناء إغلاق كوفيد مع عملية شراء أخرى بـ100 مليار دولار. ويحتفظ الآن بنحو 70 في المائة من أصول الصناديق المتداولة ‏ في البورصة في البلاد".
لكن في حين أن برنامج شراء الأصول في البلاد يمكن أن يصبح "عامل تأرجح رئيسا" يؤثر في النمو الإجمالي للصناديق المتداولة في البورصة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلا أن دوج وولز، رئيس منتجات المؤشر لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في MSCI، يرى أيضا نموا في أجزاء أخرى من آسيا مثل الصين وتايوان وكوريا الجنوبية. هذه الأسواق كانت "دون المستوى"، لكنها آخذة في "النضوج"، كما قال وولز. أضاف: "نتوقع أن نرى معدل تجمع الأصول للصناديق المتداولة في البورصات المحلية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يحافظ على مستواه الحالي للنمو وربما يتسارع مع وصول مجموعات السيولة المدرجة المحلية إلى كتلة حرجة".
نمت سوق الصناديق المتداولة في البورصة في الصين بنسبة 70 في المائة في الأشهر التسعة حتى نهاية أيار (مايو) لتصبح 120 مليار دولار، ما يجعلها ثاني أكبر سوق في المنطقة.
قال وولز: "حين ننظر إلى المستقبل، من السهل جدا أن نتوقع نموا كبيرا في الصين في الأعوام القليلة المقبلة. ربما تتفوق الصين على اليابان كمحفز للنمو الإقليمي".
"زيادة الطلب المؤسسي والزيادة الأكبر من مستثمري التجزئة أسهما بشكل مشترك في النمو الهائل لسوق الصناديق المتداولة في البورصة في الأعوام الأخيرة"، كما تقول لي ييمي، الرئيسة التنفيذية المقيمة في الصين لشركة إدارة الأصول الصينية، وهي أكبر شركة لإدارة الصناديق المتداولة في البورصة في البلاد مع نحو ربع إجمالي السوق.
قال وولز إن شركات إدارة الأصول في الصين هي أيضا أكثر تركيزا على ابتكار المنتجات وهناك زيادة كبيرة في الاستراتيجيات الموضوعية والمستدامة.
ما يسمى الصناديق المتداولة في البورصة الموضوعية والقطاعية هي منذ الآن ذات نجاح كبير مع مستثمري التجزئة الصينيين للصناديق المتداولة في البورصة، وفقا للسيدة لي. طرحت شركة إدارة الأصول الصينية ستة صناديق متداولة في البورصة مرتبطة بالتكنولوجيا في الـ12 شهرا الماضية تغطي شبكة الجيل الخامس، وصناعة أشباه الموصلات، والذكاء الاصطناعي، والسيارات الكهربائية الجديدة. إجمالي الأصول في الصناديق المتداولة في البورصة المرتبطة بالتكنولوجيا التي تديرها شركة إدارة الأصول الصينية تجاوزت 50 مليار رنمينبي (7.3 مليار دولار). أكثر من 87 في المائة من الأسهم في صندوقها الأكثر شيوعا المتداول في البورصة المرتبط بشبكة الجيل الخامس يحتفظ بها مستثمرو التجزئة.
ظهور الموزعين عبر الإنترنت من الأطراف الثالثة في البلاد أدى أيضا إلى زيادة اهتمام مستثمري التجزئة، وفقا للسيدة لي. كان لدى المستثمرين في الصناديق المتداولة في البورصة حتى الآونة الأخيرة خيارات قليلة خارج القنوات المصرفية والسمسرة.
صندوق ويلث أكاونت التابع لشركة إدارة الأصول الصينية على منصة آنت فورشن، وهي منصة رقمية مملوكة لمجموعة آنت التي تمكن المؤسسات المالية من التعامل مع الزبائن المحتملين بشكل مباشر، حصل على 4.2 مليون متابع خلال العام الماضي، أكثر من نصفهم (2.2 مليون) بدأوا يتابعونه هذا العام فقط.
على الرغم من أن تايوان أصغر بكثير من السوق الصينية، إلا أنها حققت نحو 50 في المائة من النمو السنوي خلال الأعوام الخمسة الماضية، حيث ارتفعت لتصبح ثالث أكبر سوق في المنطقة مع 56 مليار دولار من أصول الصناديق المتداولة في البورصة التي تحت الإدارة. كما هي الحال في الصين، كانت الإشارات الواعدة لتطوير السوق هي المشاركة العالية من مستثمري التجزئة. كان المستثمرون من جيل الألفية يتدفقون إلى الاستثمار في الصناديق المتداولة في البورصة عبر منصات رقمية في تايوان أثناء الإغلاق، وفقا لجوليان ليو، رئيس مجلس إدارة يوانتا سيكيوريتيز إنفيستمنت ترست، وهي أكبر شركة لإدارة الصناديق المتداولة في البورصة في تايوان.
بشكل عام، فيما يتعلق باعتماد مستثمري التجزئة للصناديق المتداولة في البورصة، لا تزال آسيا متأخرة إلى حد ما عن الولايات المتحدة وأوروبا، وفقا لميجان فيكتور، رئيسة توزيع صناديق SPDR لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز.
تظهر بيانات MSCI أن أسواق الصناديق المتداولة في البورصة في المنطقة لا تمثل سوى 11.7 في المائة من الأصول العالمية. لكن هناك اتجاهات مشجعة تدعم مشاركة مستثمري التجزئة، بما في ذلك منصات المبيعات الرقمية.
قالت فيكتور: "في الواقع، توفير منصات الثروة عبر الإنترنت، مثل المستشارين الآليين، لا يقتصر على الشركات الناشئة الجديدة، لكن المؤسسات الحالية مثل البنوك وشركات السمسرة تعمل أيضا على رقمنة نماذج التوزيع الخاصة بها".
على الرغم من التوسع السريع في سوق الصناديق المتداولة في البورصة في آسيا، إلا أن المنطقة لا تزال منطقة يصعب اختراقها بالنسبة لشركات إدارة الأصول العالمية والمستثمرين الأجانب.
لا يستطيع مستثمرو التجزئة بشكل عام الوصول إلى المنتجات المدرجة في الخارج، لأن التنظيمات في ولاياتهم القضائية تحد من القدرة على الاستثمار في الصناديق التي لم يتم تصريحها من قبل هيئة التنظيم المحلية التابعة لها.
في الوقت نفسه، واجهت شركات إدارة الصناديق الأجنبية مشاكل خاصة بها عند محاولة الحصول على المستثمرين الآسيويين، وفقا لستيوارد ألدكروفت، رئيس مجلس إدارة سيتي ترست في هونج كونج. قال: "كثير من شركات إدارة الصناديق المتداولة في البورصة الرائدة في العالم جاءت إلى آسيا بهدف بناء أعمال محلية. مع ذلك، القليل منها نجح". أثبتت أسواق الصناديق المتداولة في البورصة الآسيوية أنها "أكثر مقاومة بكثير" لشركات إدارة الصناديق العالمية مما كانت عليه سوق الصناديق المشتركة.
مثلا، في الصين وكوريا الجنوبية الصناديق المتداولة في البورصة الوحيدة التي أطلقتها شركات أجنبية كانت مشاريع مشتركة مع شريك محلي.
حتى في هونج كونج وسنغافورة، الأكثر انفتاحا اللتين تسمحان بالإدراج عبر الحدود، كافحت كلتا السوقين للاحتفاظ بالشركات العالمية، بسبب سوق التجزئة الضئيلة للصناديق المتداولة في البورصة.
أوضح ألدكروفت أن السبب في هذا ربما هو أن أعمال توزيع صناديق إدارة الثروات نشأت على نظام يدفع فيه المزودون عمولات للموزعين. هذا يعني أن الصناديق المتداولة في البورصة لا يمكنها المنافسة لأنها لا تدفع عمولات.

تاريخ الخبر: 2020-09-21 01:23:13
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 42%
الأهمية: 43%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية