الشرطة المصرية ..نشر بتاريخ 9/3/1986
الشرطة المصرية ..نشر بتاريخ 9/3/1986
أدهشني ما قرأته في الصحف, دفاعا عن الشرطة, بمناسبة الأحداث الأخيرة التي قام بها قلة جاهلة من قوات الأمن المركزي, فأنني أعترض بشدة علي الزج بالشرطة في هذا الموضوع المؤلم, سواء كان دفاعا أو لوما, فإن قوات وتنظيمات الشرطة المصرية منفصلة تماما عن قوات الأمن المركزي, الأولي هي قوات نظامية مدربة تدريبا خاصا علي المحافظة علي سلامة البلاد الداخلية من جميع الأخطار, وعلي التزام جميع المواطنين بالقانون والنظام.. أما قوات الأمن المركزي فهي قوات مجندة من المواطنين علي مختلف طبقاتهم, ومدربة فقط علي حفظ النظام, عند محاولة بعض الفئات استعمال العنف أو الخروج عن جادة الصواب.
إن قوات الشرطة, بجميع تنظيماتها, التي تتولي السهر والإشراف علي كل ما يستظل بسماء وطننا العزيز, والمحافظة علي جميع القيم والآداب العامة, والأخذ بتلابيب كل من يخالفها أو يعمل علي الإضرار بالوطن أو المواطنين, وتقديمه للجهات القضائية لتوقيع الجزاء العادل عليه, قوات الشرطة هذه كانت دائما أبدا, وطوال تاريخها الحديث, فخرا لمصر, ولنا جميعا.
لقد قامت الشرطة المصرية بواجباتها علي أكمل وجه, وفي جميع مناحي الحياة المصرية, سهرت علي أمن المواطنين, وحافظت علي ممتلكاتهم, ليس المواطنين فقط, بل كل من يتفيأ سماء مصر, فلا يمر أسبوع بدون أن نقرأ في الصحف عن القبض علي مخالفي القانون, ومقترفي الجرائم, بل وإعادة الكثير من المسروقات للمواطنين, ومن اللافت للنظر أنه ما من سائح سرق منه بعض أمواله إلا وردت إليه في اليوم التالي وأصبح الأمن في مصر حديث العالم, بل أصبحت مصر أكثر أمانا من كثير من الدول الأوروبية, كل هذا بفضل كفاءة رجال الشرطة وسهرهم بكل إخلاص وجهد علي القيام بواجباتهم علي أحسن وجه.
هناك الكثير من النواحي التي يتولي رجال الشرطة حماية البلاد من أخطارها ودرء شرها عن المواطنين, إن حماية البلاد من المخدرات عمل هام من أعمال الشرطة, وهي تؤديه علي خير وجه وبكفاءة عالية.. كما أن حماية المجتمع والشباب من الانحراف والمنحرفين مهمة شاقة لرجال الشرطة يبذلون فيها قصاري جهدهم.
إن الإدارات المختلفة للشرطة, والتي يتولاها رجال تمرسوا علي القيام بها, علما وخبرة, علي أحدث ما وصل إليه العلم الحديث, لتعتبر فخرا لمصر, بل هي تعتبر مرجعا لرجال الأمن في المنطقة كلها, وكثيرا ما تلجأ إليها المنظمات الدولية للاستعانة بخبراتها.
ولا يفوتنا في هذه العجالة أن نذكر وطنية رجال الشرطة وتضحياتهم في سبيل الوطن العزيز, فيما قاموا به ضد قوات الاحتلال البريطانية, وتضحيات الكثير منهم بأرواحهم في سبيل الذود عن مصالح البلاد, فهو يتوج بالعزة والكرامة هامة كل رجل من هذه الفئة المخلصة الحبيبة.
إن محاولة الدفاع عن رجال الشرطة, عما فعلته فئة قليلة بعيدة عنهم, هو عمل مرفوض, فإن رجال الشرطة هم فخر مصر وعزها وكرامتها, وهم فوق كل دفاع. حفظهم الله لمصر سندا وقرة وفخرا…..