تقلبات السوق تعيد صناديق التحوط إلى استراتيجياتها القديمة


واحدة من أقدم استراتيجيات صناعة صناديق التحوط - وغالبا الأقل شهرة – تعود الآن، بمساعدة اضطراب السوق هذا العام.
مراجحة الأوراق المالية القابلة للتحويل، الاستراتيجية التي اعتمد عليها المتداولون أصحاب المليارات مثل كين جريفين ومايكل هينتز في بداية حياتهم، تحقق عوائد جيدة لمديري الأموال مرة أخرى. صناديق التحوط تعزو الانتعاش إلى زيادة تقلبات السوق منذ بدء أزمة فيروس كورونا، وتدفق إصدارات السندات الجديدة من الشركات المتعثرة مثل كارنيفال وساوث ويست إيرلاينز.
السندات القابلة للتحويل تسمح لأصحابها بتحويل حيازاتهم إلى عدد محدد مسبقا من أسهم الشركة – ما يعني من الناحية العملية خيار شراء، أو الحق في شراء، الأسهم. في حين أن بعض المستثمرين التقليديين يشترون السندات ويحتفظون بها فقط، إلا أن صناديق التحوط تشتري السندات ومن ثم تحوط مركزها من خلال بيع الأسهم على المكشوف، أو المراهنة على انخفاضها. وهي تهدف إلى الاستفادة من تقلبات الأسهم، ما يزيد قيمة الخيار المضمن في السندات.
أصبحت استراتيجية صناديق التحوط هي الأفضل أداء لهذا العام، باكتسابها 6.9 في المائة في المتوسط حتى آب (أغسطس)، وفقا لمجموعة البيانات إيفيستمنت eVestment، بينما حققت عبر قطاع صناديق التحوط الأوسع مكاسب بلغت 2.2 في المائة.
"المراجحة القابلة للتحويل كانت رائعة"، كما قال كيفين راسل، كبير الإداريين الاستثماريين في وحدة صناديق التحوط أوكونر O’Connor في بنك يو بي إس UBS، الذي زاد تعرضه للاستراتيجية ثلاثة أضعاف على مدار شهري آذار (مارس) ونيسان (أبريل). أضاف أن استراتيجية التداول هذه "هي التي نشأت معها. لم يكن الأمر على هذا النحو لأعوام كثيرة".
سيدريك فوينييه، رئيس الاستثمارات البديلة في إس واي زد كابيتال SYZ Capital، زاد تعرض محافظه للاستراتيجية المذكورة نحو نقطتين إلى ثلاث نقاط مئوية ليصبح 10 في المائة هذا الربع. قال: "إنها استراتيجية رائعة. ستكون هذه أفضل فترة لمديري المراجحة القابلة للتحويل منذ ما قبل 2008".
هناك طريقة ثانية تستفيد فيها الاستراتيجية من التقلبات الكبيرة في الأسعار. نظرا لاضطرار المديرين باستمرار إلى تحويط وإعادة تحويط مراكزهم مع تغير سعر الأسهم، ينتهي بهم الأمر من الناحية العملية إلى شراء مزيد من الأسهم عندما ينخفض سعر السهم والبيع عندما يكون السعر أعلى. هذا تلقائيا يولد ربحا.
كان هذا عاما صعبا ومقلقلا للأسهم. مؤشر فيكس التابع لشركة البورصة Cboe لتقلبات الأسهم تجاوز 80 في آذار (مارس)، ليصل تقريبا إلى أعلى مستوى وصل إليه خلال التداول اليومي أثناء الأزمة المالية 2008، في الوقت الذي وصلت فيه المخاوف بشأن تأثيرات الوباء إلى ذروتها. ولا يزال مؤشر فيكس فوق 20 نقطة، أعلى بكثير من متوسط مستويات الأعوام الأخيرة.
"إنها بيئة مثالية"، كما قال شخص مقرب من شركة ليندن آدفايزرس التي يوجد مقرها في نيويورك، وهي شركة متخصصة في المراجحة القابلة للتحويل، ربحت أكثر من 12 في المائة حتى الآن في 2020.
في الوقت نفسه، ارتفعت أسهم شركة كونتيكست كابيتال مانيجمنت ما يقارب 18 في المائة، وفقا لأرقام مرسلة إلى المستثمرين. رفضت الشركة التعليق على أدائها، لكن المدير تشارلي كارنيجي قال إن التقلبات المرتفعة مفيدة لمثل هذه الصناديق.
كذلك ارتفع صندوق جي إل جي جلوبال كونفيرتابلز، التابع لمجموعة مان، بنسبة 7.8 في المائة هذا العام. بينما عانى صندوق LMR ـ مقره في لندن ـ خسائر كبيرة في عملية بيع في آذار (مارس) لكنه استعادها منذ ذلك الحين، بمساعدة مكاسب في تداوله للسندات القابلة للتحويل، كما قال شخص مطلع على مراكزه.
كان إصدار السندات القابلة للتحويل شكلا شائعا من أشكال التمويل هذا العام، ولا سيما للشركات المتضررة بشدة من فيروس كورونا. عادة ما تأتي هذه السندات مع سعر فائدة أقل من السندات التقليدية - ما يعني تكاليف اقتراض أقل للشركة المصدرة - في حين أن تراجع قيمة حقوق الملكية محتمل فقط إذا ارتفعت أسعار الأسهم أكثر من ذلك بكثير. بلغ الإصدار هذا العام 131 مليار دولار، وهو الأكبر حتى الآن في التقويم السنوي منذ 2007، وفقا لشركة ريفينيتيف.
مع ذلك، تداول السندات القابلة للتحويل يمكن أن يكون خطيرا، حتى في أوقات التقلبات. صناديق المراجحة القابلة للتحويل خسرت 33.7 في المائة في فوضى السوق 2008، ما جعلها من بين الاستراتيجيات الأسوأ أداء في صناعة صناديق التحوط، حيث اضطر المتداولون الذين كانوا يستخدمون مستويات عالية من الرفع المالي لتغذية العوائد إلى خفض مراكزهم.
انخفض الاهتمام بالاستراتيجية وتضاءل في الغالب منذ ذلك الحين. منذ بداية 2008، سحب المستثمرون أكثر من 11 مليار دولار من صناديق تحوط المراجحة القابلة للتحويل، وفقا لشركة HFR.
وضع المراجحة القابلة للتحويل كمجال راكد خلال العقد الماضي يعني أن القليل من التغطية البحثية متاح الآن، وهي في بعض الحالات أقل مما كانت عليه قبل الأزمة المالية. يقول متداولون إن هذا يوفر الفرص للمستعدين للتحضير جيدا لاختياراتهم.
قال أوليفر دوبس، المخضرم في مجال المراجحة القابلة للتحويل الذي عمل تحت إشراف السير مايكل في جولدمان ساكس قبل نحو 30 عاما، إن هناك عددا أقل من مزودي الخدمات الآن يقدمون نسخا إلكترونية من نشرات الشركات للسندات القابلة للتحويل مقارنة بما كان قبل الأزمة المالية. وقد ارتفع صندوقه، تريام كريديري، 7.2 في المائة هذا العام.
تشير أسعار الخيارات إلى أن المستثمرين يتوقعون أن تبقى الأسواق متقلبة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني (نوفمبر).
أوديل لامبروزا، كبير إداريي استراتيجية الاستثمار في شركة آدفينت كابيتال ـ مقرها في نيويورك ـ التي ارتفع صندوقها، جلوبال بارتينرز، 5.1 في المائة هذا العام، قال إن "الشيء الذي يحقق لنا المال هو التقلبات. أعتقد أنها ستبقى معنا لفترة من الوقت".

تاريخ الخبر: 2020-09-24 22:23:13
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 32%
الأهمية: 45%

آخر الأخبار حول العالم

محمد سهيل مدربا جديدا لجمعية سلا لكرة القدم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 21:26:24
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

محمد سهيل مدربا جديدا لجمعية سلا لكرة القدم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 21:26:15
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية