يوم الجمعة بأربع عجلات! أيام الأسبوع ستة فقط دون صلاة جمعة ودون كسكس .

حميد زيد – كود//

كان الأسبوع منقوصا.

كان الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والسبت والأحد.

ولم يكن الجمعة.

كان مشطوبا على يوم الجمعة.

كان ملغى في نظر البعض.

كان متوقفا.

ومنذ أشهر وهو غائب. ومحجوب. وليس في الروزنامة.

وغير موجود في الوقت.

ويأتي موعد الجمعة. لكنه لا يأتي. ولا تأتي صلاته. ولا يأتي الكسكس إلى الجامع.

يأتي الجمعة فارغا.

يأتي محايدا.

وتأتي ستة أيام في الأسبوع فحسب.

ويأتي الاثنين الكئيب. ويأتي السبت الفاجر.

بينما يأتي الجمعة كأنه لا يأتي.

يأتي بلا صلاة في المسجد.

يأتي بلا هوية. يأتي غريبا. يأتي كأنه ليس في بلاده. وليس في أرضه.

وكم من جمعة غابت.

وكم من قصعة. وكم من صلاة. وكم من خشوع. وكم من دعاء.

لكن الموظفين لم يفرطوا في يوم الجمعة.

ولم يرضخوا. ولم يستسلموا. وظلوا محتفظين بكل عادات الجمعة.

وبالهروب الجماعي من العمل.

ظلوا أوفياء له.

بلا صلاة. وبلا طقوس. بل بالكسكس فقط. وباللبن. وبالخروج من أجل صلاة جمعة غير موجودة.

ظلوا يعتبرونه يوما مقدسا للهروب.

ظل يوم الجمعة في قلوبهم. رغم الحظر.

ظل في أرواحهم.

وفي بطونهم.

ظل حاضرا رغم غيابه.

ظلوا يرتدون له الجلابة البيضاء.

وينتعلون البلغة.

ظلوا يتجولون في الشارع من أجله.

ظلوا متشبثين به.

ظل عطلة أسبوعية تسبق العطلة بيوم.

وقد مرت علينا أيام كثيرة ولم نره.

ولم يكتب أحد جمعة مباركة.

وكانت هناك مطالب بعودته.

وكان هناك من يقول عادت المقاهي. وعادت المطاعم. وعادت الأسواق. وعادت الأيام. وعاد العمل. وعادت البطالة.

بينما لم تعد الجمعة.

وكان موقع هوية بريس يطالب كل مرة بفتح المساجد لصلاة الجمعة.

وكان السلفيون يستعجلونه.

ويضغطون.

ويعتبرون غيابه مؤامرة.

وكان المقرىء أبو زيد يصرخ عاد الجميع إلا هو.

لكن الجمعات كانت تمر.

خالية من الصلاة جماعة.

لكن الجمعات كانت تمر فرادى.

ولكل واحد جمعته الخاصة. ولكل واحد جمعته في البيت. وصلاته.

وكان الله يرى الجميع.

وكان يعرف كل شيء.

وكان كل مصل يصلي لوحده.

وكانت احتجاجات على وزارة الأوقاف.

وكان غضب لنوع من المصلين.

وكان هناك مؤمنون يقارنون  المساجد بالحانات.

وكان هناك تلميح.

وكان نضال من أجل عودة الجمعة.

وكان من يقول كل شيء عاد إلا الجمعة.

وكان السؤال يطرح دائما.

وكان هناك قبل كل هذا “يوم الجمعة بأربع عجلات” في نص ملغز للشاعر المغربي الراحل أحمد بركات.

نص كله هو الجملة أعلاه.

كانت الجمعة تنهب الطريق.

ولا نراها.

كانت جمعة غامضة شعريا.

كانت عربة. وكانت سيارة. وكان يوم الجمعة بأربع عجلات.

كان يوم الجمعة يجري بسرعة فائقة.

ولم يكن بمقدور أحد القبض عليه.

كان كأنه لم يكن.

وأي جمعة بدون صلاة.

وكي يستحق السبت اسمه فيجب أن يكون مسبوقا بها.

ولأول مرة

منذ مدة طويلة

ستعود الجمعة. في يوم الجمعة القادم. وستفتح المساجد أبوابها.

ليأتي السبت بعدها

ولتعود دورة الأيام إلى طبيعتها

ولتعود أيام الأسبوع سبعة وغير منقوصة

وبترتيبها المعروف

تماما كما خلق الله الأيام.

قبل أن يظهر الفيروس

ويلخبطها

ويلغي الجمعة.

تاريخ الخبر: 2020-10-13 18:14:36
المصدر: كود - المغرب
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

متى تفيد الثقة المتداول في سوق الأسهم؟ ومتى تؤذيه؟

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-29 09:25:04
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 48%

الحكومة: رفع نسبة الاكتفاء الذاتى من القمح لـ45% عام 2026/2025

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 09:22:38
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 42%

88% من القراء يطالبون بتشديد الرقابة على مراكز العلاج من الإدمان

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 09:22:34
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

6 نصائح سحرية للحفاظ على جهازك التنفسى من العدوى فى رمضان

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 09:22:40
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 37%

سنن يوم الجمعة.. الاغتسال والتطيب وقراءة سورة الكهف ولبس أحسن الثياب

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-29 09:22:36
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 39%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية