أثارت واقعة "فتاة المعادي" غضب وجدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تبادل كثيرون عدة روايات مختلفة بشأن الحادث، حتى حسمتها النيابة العامة في بيانها بعد مباشرتها التحقيقات، بأنّها تلقت بلاغًا من غرفة عمليات النجدة بقسم شرطة المعادي، بوفاة المجني عليها "مريم" البالغة من العمر 24 عامًا بحي المعادي، وأنّ شاهدًا قد أبلغ الشرطة برؤيته سيارة (ميكروباص بيضاء اللون) يستقلُّها اثنان، انتزع مُرافِق سائقها حقيبة المجني عليها منها، ما أدى لاصطدامها بسيارة متوقفة ووفاتها.

وأوضحت النيابة أنّها انتقلت لمناظرة جثمان المجني عليها وتبيّن إصابتها بأنحاء متفرقة من جسمها، وبمعاينة مسرح الحدث تبين وجود آثار دماء ملطخة بالرمال على مقربة من إحدى السيارات، فأخذت عينات منها، وكلفت النيابة ضباط الإدارة بمضاهاتها بعينة دماء المجني عليها، كما تبين مرور السيارة التي استقلها المتهمان بسرعةٍ فائقة.

شوقي السيد: تطبيق العقوبة الأشد.. وقد تصل للإعدام إذا ثبتت محاولة القتل

بعد تداول كثير من الروايات بشأن تعرض "فتاة المعادي" للتحرش والدهس والسحل، ومحاولة القتل العمد لها، كشف بيان النيابة العامة جانبا من الواقعة، التي ما زال البحث جار للكشف عن تفاصيلها، خاصة بعد القبض على المتهمين واستجوابهم.

ووفقا لبيان النيابة، تعد تلك الجريمة هي شروع في سرقة بالإكراه أدى إلى وفاة، بحسب ما قاله الدكتور شوقي السيد، أستاذ القانون الجنائي، موضحا أنّ الجريمة تعد جناية، تتراوح عقوبتها من 3 أعوام، وحتى 15 عاما مع السجن المشدد، وفقا لما ستراه المحكمة وتسفر عنه التحقيقات.

وتنص المادة رقم 314 من قانون العقوبات، على عقوبة السرقة بالإكراه، وهي: "يعاقب بالسجن المشدد من ارتكب سرقة بالإكراه فإذا ترك الإكراه أثر جروح تكون العقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة".

وأضاف السيد، أنّه حال ثبوت محاولة تحرش المتهمين بالمجني عليها، تعتبر تلك الجريمة جنحة تصل عقوبتها بحد أقصى للحبس 3 أعوام، ولكن يتم تطبيق العقوبة الأشد في الواقعة.

وأشار إلى أنّه أيضا إذا ثبتت رواية محاولة الخطف أنثى التي تعتبر "جناية" أيضا، وبعد فشلها أدت لمحاولة قتل عمد لـ"فتاة المعادي"، وفقا لما ستكشفه تحقيقات النيابة، تصل عقوبة تلك الجريمة إلى الإعدام، ونص القانون على أنّ "كل من قتل نفسا عمدا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام".

والد فتاة المعادي: مراسم الدفن والعزاء عائلية.. وربنا قادر يجيب حق بنتي

وكان والد "فتاة المعادي" الدكتور محمد علي، الأستاذ في جامعة مصر الدولية، قال إنّ جثمان ابنته يدفن اليوم بمقابر الأسرة، ويقام العزاء بالمنزل، حيث ستقتصر على أفراد العائلة فقط، رافضا حضور آخرين خارج ذلك النطاق أو تداول صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام بهذا الشأن.

الحزن والألم المسيطرين على عائلة "مريم"، جعلت الأب يفضل تجنب التعليق على الواقعة بقوله: "مش هقدر اتكلم، وأرجو قبول خصوصية الحادث وابنتي".

وفي طريقه لدفن جثمان ابنته التي كانت في العشرين من عمرها، طالب الأب بمنع تداول تعرض ابنته للضرب بالسكاكين من المتهمين وتقطيع جسدها منهم، مؤكدا أنّ الأمر غير صحيح، قائلا: "راعوا خصوصية بنتي وده شأن عائلي".

وفيما يخص طلبه بمعاقبة المتهمين، قال الأب الدكتور محمد علي: "ارحموا بنتي ومفيش أي حاجة هقولها أو هطلبها بس ربنا قادر على كل شيء".