"إدورد سعيد".. كاتب الاستشراق


"إن المثقف وهي ملكة عقلية لتوضيح رسالة، أو وجهة نظر، أو موقف، أو فلسفة، أو رأي، أو تجسيد أي من هذه لجمهور ما وأيضًا نيابة عنه، ولا يمكن القيام به دون شعور المرء "المثقف" بأنه إنسان، مهمته أن يطرح علنًا للمناقشة أسئلة محرجة، ويكون شخصًا ليس من السهل على الحكومات أو الشركات استيعابه، وأن يكون مبرر وجوده تمثيل كل تلك الفئات من الناس والقضايا التي تُنسى وتُغفل قضايها بشكل روتيني".
هكذا كان يرى الناقد والمفكر الفلسطيني الكبير إدواد سعيد، والذي يحل اليوم الأحد الأول من نوفمبر عام 1935 الذكرى الـ 85 على ميلاده، المثقف ودوره المنوط به، فكان يرى أن المثقف أن يكون مهمته الأساسية في طرح الأسئلة الحرجة، وأنه لا يصلح أن يكون ضمن مؤسسة حكومية أو شركة، بل ويضيف "سعيد" بأن مبرر وجوده هو تمثيل كل فئات الشعب ويكون لديه القدرة على طرح قضاياهم حتى لو تم تناسي تلك القضايا. 
ويعدّ إدوارد سعيد واحدًا من كبار النقاد في القرن العشرين والذي يطرح عمله النقدي الكثير من الأسئلة حول عالمية النقد والنظرية وأثر النشأة والتكوين والتجربة الوجودية والواقعية على الأفكار والأسئلة التي ينطلق منها النقاد والمنظّرون المؤثرون في ثقافات العالم المتعددة.
وكان لكتابه "لاستشراقِ" المفاهيم الغربية للشرق آثارًا عميقة في مجال نظرية الثقافة، والدراسات الثقافية، والجغرافيا البشرية، وعلى التاريخ، والأنثروبولوجيا، ودراسات الشرق أيضًا. 
ويقول "إدوارد" عن الكتاب: "إن هذا الكتاب نما بطرقٍ لم أشهدْ مثيلًا لها، ثم وعلى نحوٍ مفاجئٍ أصبح هذا الكتاب شيئًا أكبر، أصبح التاريخ الكامل لتمثيل الآخر. أعتقد أنه أحد أوائل الكتب التي حاولت القيام بذلك. لم يكنِ الكتاب مجرد عملٍ فكري بل حوى كذلك الكليشيهات "القوالب النمطية" التي اتّبعتها الدول الاستعمارية لفرض هيمنتها على المستعمرات".
وكانت الطبعة الأولى للكتاب قد صدرت عام 1978، عن دار رتلدج بول، ثم اعيد إصدارها دون تنقيح أو زيادة في عام1985، عن دار بيرجرين، والكتاب يعيد النظر في بعض المسائل التي رأي أنها تحتاج إلى إعادة نظر، ويد فيها على بعض نقاده وما تعرض له كتاب الاتشراق من قبول أو رفض في الغرب خصوصا، بعد انقضاء أكثر من خمسة عشر عامًا على نشر الطبعة الأولى منه. 
وكان "سعيد" يرى الاستشراق بصورةٍ أعمّ من صورة المبحث الأكاديمي، إنه تقليدٌ أكاديمي يقوم على التمييز المعرفي والوجودي بين الشرق والغرب لتتطور هذه النظرة أواخر القرن الثامن عشر فتغدو أسلوبًا سلطويًا في التعامل مع الشرق من أجل الهيمنة عليه، حيث يقول في هذا الصدد:"إذا اعتبرنا القرن الثامن عشر نقطة انطلاقٍ عامةٍ إلى حدٍّ بعيدٍ استطعنا أن نناقش الاستشراق بصفته المؤسسة الجماعية للتعامل مع الشرق، والتعامل معه معناه التحدث عنه واعتماد صورةٍ معينةٍ عنه، ووصفه وتدريسه للطلاب وتسوية الأوضاع فيه والسيطرة عليه. 
كما رأي أن الدراسات الغربية عن الشرق حبلى بالريبة ولايمكن الوثوق بها إطلاقًا. وإن تاريخ الحكم الاستعماري والهيمنة السياسية على الشرق من قِبَلِ أوروبا شوهت هذه الدراسات حتى كتابات المستشرقين ذوي النياِ الحسنة أو ذوي المعرفة الجيدة بالشرق"
وعن إدوارد سعيد فهو مفكر وناقد أدبي أمريكي من اصل عربي، ولد في القدس في فلسطين عام 1935، وتوفي في أمريكا عام 2003 بعد إصابته بسرطان الدم "اللوكميا، التحق بالمدارس الابتدائية والثانوية في القدس والقاهر، وتخصص في الأدب الاإنجليزي في جامعة برنستون الأمريكية عام 1957، وحصل على الماجستير من جامعة هارفارد في عام 1960، وعلى الدكتوراة عام 1964، كما فاز بجائزة أفضل ناقد فلفت الأنظار إليه، وبدأ حياته العملية كأستاذًا للغة الإنجليزية وآدابها والأدب المقارن.
تاريخ الخبر: 2020-11-01 17:23:09
المصدر: البوابة نيوز - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

تونس.. إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 00:26:05
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 68%

كأس إنجلترا.. الشك يحوم حول مشاركة هالاند أمام تشلسي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 00:26:12
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

تونس.. إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 00:26:10
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

كأس إنجلترا.. الشك يحوم حول مشاركة هالاند أمام تشلسي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 00:26:17
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية