حذر موقع هيئة الإذاعة الألمانية «دويتشه فيلله» من التأثير السلبي للإغلاق على خلفية وباء كورونا على الاقتصاد الألماني.
وبحسب مقال لـ «هنريك بوم»، لن يؤثر الإغلاق الجزئي الجديد في البداية على الاقتصاد الألماني بنفس قوة الضرر التي تسببت بها الإجراءات التي اتخذت في الربيع لمكافحة الوباء، لكنه سيبطئ من الصعود الحالي إلى حد كبير.
ومضى يقول: يعاني أصحاب المطاعم في جميع أنحاء ألمانيا من خسارة شاملة، فبالرغم من التزام الكثير منهم بقواعد النظافة الصارمة، وإنفاق الأموال على المدافئ الخارجية وأنظمة التهوية، وإقامة خيام استعدادًا لأشهر الخريف والشتاء، سيضطرون الآن إلى الغلق لمدة 4 أسابيع، دون زبائن أو إيرادات، كما أن ما سيعقب ذلك غير مؤكد.
وأردف يقول: من السهل فهم استياء ملاك الوحدات التجارية، على الرغم من أن حجتهم بعدم إصابة أحد من خلال زيارة المطاعم تبدو مخادعة بعض الشيء.
وأردف يقول: هذه الحُجّة يرددها مالكو السينما والمسرح وشركات السكك الحديدية والطيران: كل مكان آمن على ما يبدو. لكن فيروس كورونا ينتشر بسرعة في ألمانيا، كما أن الموجة الثانية من الإصابات تجعل من المستحيل تقريبًا على السلطات الصحية تحديد مَن أصيب بالفيروس وأين ومتى.
وتابع: تُعدّ ألمانيا واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم، ولكنها أيضًا بلد تستخدم فيه السلطات الصحية الإقليمية بشكل متكرر أجهزة الفاكس لإرسال بياناتها إلى معهد روبرت كوخ (RKI) ، الوكالة الفيدرالية الألمانية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ومضى يقول: سيكون تتبع جهات الاتصال بالتأكيد أسهل بكثير إذا تمكّن تطبيق تتبع فيروس كورونا من جمع المزيد من البيانات. ومع ذلك، في بلد يضع حماية البيانات الخاصة فوق الصحة العامة، فإن هذا غير ممكن.
وأردف يقول: دعونا نعُد إلى الاقتصاد الألماني. مع فتح الحكومة خزائن الدولة وتعهّدها بتقديم مساعدات سريعة دون التقيد بالروتين، ستتلقى العديد من الشركات الصغيرة المتأثرة بالقيود الجديدة ما يصل إلى 75% من إيرادات نوفمبر 2019.
ونوّه إلى أن هذا قد يكون نتيجة مربحة نسبيًا للعديد من الشركات في قطاع الضيافة؛ لأنه من المعقول افتراض أنه في مواجهة معدلات الإصابة المتزايدة بشكل كبير سيكون لدى المطاعم الألمانية عدد أقل من العملاء حتى بدون إغلاق.
وتابع: نشرت جمعية الفنادق والمطاعم الألمانية أرقامًا تشير إلى أن ثلث الشركات في ألمانيا ستواجه إفلاسًا نتيجة للإجراءات الجديدة، ولكن يجب اتخاذ هذه الإجراءات بحذر.
وأضاف: يقدّر مكتب الائتمان «كريف بورغل»، الذي حقق في البيانات المتعلقة بأكثر من 57000 شركة مطاعم، أن 14% منهم معرّضون حاليًا لخطر الإفلاس. وهذا يعني أنه لا تزال هناك آلاف الوظائف على المحك، ولهذا السبب، تُعدّ المساعدة الحكومية ضرورية لتوفير أكبر عدد ممكن من الوظائف في الصناعة. والأمر نفسه ينطبق على قطاع الثقافة وقطاع الفعاليات ككل.
ومضى يقول: حتى أقرب المراقبين يقدمون فقط تقييمات دقيقة لما قد يعنيه الإغلاق الجزئي للاقتصاد الألماني. لا أحد يعرف ما الذي سيحدث نتيجة للفيروس وما هي الإجراءات المطلوبة لإنقاذ الأرواح. ومع ذلك، هناك شيء واحد واضح، وهو أن رقم 8.2 %، الذي يشير إلى النمو القياسي للاقتصاد الألماني في الربع الثالث، مقارنة بالربع الثاني، لن يتحقق مرة أخرى في المستقبل القريب.
