لن تكون مباراة ريال مدريد أمام إنتر مساء الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا حاسمة فقط فيما يتعلق بترتيب المجموعة التي تضم أيضًا شاختار وبوروسيا مونشنجلادباخ، بل إن تأثيرها قد يمتد ليشمل مستقبل الثنائي الموجود على رأس القيادة الفنية لكلا العملاقين، زين الدين زيدان وأنطونيو كونتي.

بداية غير موفقة حظيّ بها الثنائي على الصعيد الأوروبي، ففي أول جولتين قدما مردودًا فنيًا متواضعًا للغاية جعلهما يعجزان عن الفوز على خصمين من الناحية النظرية لا يُضاهيان عملاقي إسبانيا وإيطاليا، الأمر الذي وضع علامات استفهام كثيرة حول ما قد تفعله إدارة الملكي والنيراتزوري حيال ذلك.

يأتي ريال مدريد، أكثر الأندية تحقيقًا للقب دوري الأبطال، في المركز الأخير من المجموعة بعد انقضاء أول جولتين بنقطة وحيدة جناها بصعوبة بالغة من بوروسيا مونشنجلادباخ في الدقيقة الأخيرة، بينما يتقاسم إنتر المرتبة الثانية مع النادي الألماني بنقطتين من تعادلين آخرهما أمام شاختار سلبيًا في أوكرانيا.

ريال مدريد وإنتر | عندما أسقط باجيو الملكي في سبع دقائق

زيدان في وضع أفضل نسبيًا

صحيح أن ريال مدريد ليس في أفضل أحواله أوروبيًا، إلا أنه على صعيد الدوري الإسباني نجح في الابتعاد عن برشلونة بالنقاط كثيرًا بفارق وصل 8 نقاط بينهما، وأصبح على بعد نقطة واحدة من الصدارة التي يحتلها ريال سوسييداد والذي يزيد عن الملكي بمباراة.

ربما أن مواصلة الهيمنة المحلية تمنح إدارة فلورنتينو بيريز الصبر على زين الدين زيدان، وإن كان هذا لم يكن شفيعًا له إلى حد كبير قبل الكلاسيكو الماضي، عندما خرجت حينها أنباء أن أي نتيجة غير الفوز ستعني نهاية رحلة الفرنسي في سانتياجو برنابيو.

يبدو جليًا أن ريال مدريد متذبذب المستوى للغاية هذا الموسم رغم الانتصارات المحلية، الأمر انعكس بصورة أكبر على أوروبا، والهزيمة على يد خصم بقيمة إنتر قد تزيد من وضع الشكوك حول مستقبل زيدان، خصوصًا وأن ثقة الجماهير اهتزت به كثيرًا في الآونة الأخيرة.

كان زيدان ملكًا لأوروبا بالنسبة للريال وكسب ود الجماهير بتحقيقه ثلاثة ألقاب متتالية لذات الأذنين، إلا أنه أظهر تعاملًا سيئًا للغاية الموسم الماضي في دور الـ16 أمام مانشستر سيتي وخرج مبكرًا، ثم هذا الموسم وضع شكوكًا كثيرة حول ما يستطيع قيادته إليه بالقائمة الراهنة.

كونتي على المحك

وضعية كونتي في تدريب إنتر صعبة للغاية، فمن الأساس قبل بداية الموسم كان عرضةً للإقالة بسبب الاختلافات مع الإدارة وعدم تحقيق أهداف النادي في الموسم الماضي، ورغم انقضاء تلك الفترة الصعبة، إلا أنها عادت للبزوغ وعاد اسم ماسيمليانو أليجري للصورة مرة أخرى لخلافة زميله السابق في تدريب العملاق الإيطالي.

لبت إدارة إنتر أغلب طموحات كونتي في سوق الانتقالات، ضمت له العديد من الأسماء التي حلم بالتعاقد معها، وما هي النتيجة؟ على الصعيد المحلي، انتصارات بشق الأنفس وخسارة في الديربي للمرة الأولى منذ فترة طويلة على يد ميلان، وآخر النتائج المخيبة للآمال كانت التعادل إيجابيًا مع بارما بهدفين لكل فريق.

وعلى الصعيد القاري، يواصل الإيطالي فشله المتتابع في دوري الأبطال أمام خصوم أقل منه قدرًا وقيمة فنية وتاريخية، الموسم الماضي أضاع التأهل من دور المجموعات بيده بعدما فشل في تخطي رديف برشلونة، بينما هذا الموسم يُظهر ضعفًا شديدًا أمام شاختار وبوروسيا مونشنجلادباخ، ويبدو أن ذلك لن يُعجب جماهير إنتر تمامًا، خاصةً وإن صاحبه فشل على الصعيد المحلي.

لذلك، فإن مباراة ريال مدريد قد تكون بمثابة عنق الزجاجة لكونتي، الجميع ينتظر كيف سيرد على الانتقادات التي يتعرض لها يومًا تلو الآخر هذا الموسم، وربما تكون بوابته لاستعادة الثقة أو من جهة أخرى من تضع نهايته في سان سيرو.

في النهاية، يمكن القول أن المباراة تشكل عاملًا مؤثرًا جدًا لمستقبل زيدان وكونتي في تدريب فرقهما، فالهزيمة تعني زيادة الغضب الجماهيري والحنق تجاه النتائج الأوروبية السيئة للغريمين، ما قد يتبعه قرار حاسم بالاستغناء عن خدمات أحدهمها، كل الأمور تبدو متاحة، ويظل الفوز كفيلًا بدحض أي فرضيات سلبية الأمر الذي يقود لشيء واحد وهو.. مباراة مثيرة جدًا بين الطرفين!