الحازمي.. من نقد الرواية إلى «تشاوريّة» الوطن - أخبار السعودية

منذ البداية كان مختلفاً ومتميزاّ عما سواه، فعلى الرغم من حمولة الاسم الذي ينتمي إليه، إلا أن ظلال الأستاذ حجاب الحازمي لم تطمس ملامح ابنه الدكتور حسن حجاب الحازمي الذي اعتبرَ هذا الأب هبة ربانية وليست قيداً، فخرج للناس طالباً مجتهدًا، وقاصاً مبدعاً، وأكاديميًا يشهد له الآخرون بالجدة والجودة، فضلاً عن كونه إدارياً لا يُشَقُّ له غبار، مما أهله بجدارة أن يكون عضواً في مجلس الشورى في تشكيله الأخير.

من يعرف الدكتور حسن حجاب عن قرب، فإنه يرى كيف تتحول الأخلاق من نظريات إلى ممارسات، ويبصر كيف يتحول الجهد الصادق الخالي من الادعاء إلى سلوك يومي منتج وفعال، ثم يدركُ بعمق، كيف تحوّلت القصة لدى «أبو حسّان» إلى نص مسؤول، واستحال النقد، وفق أدواته ومعارفه، فعلاً صارماً وجاداً وعقلانياً ومحترماً فوق كل ذلك.


لم يتصادم مع (أحد)، أيّ أحد، يوماً (ما).. لا لأنه بدون موقف، ولكنّه كان يرى أنّ الحوار هو الطريق الأكثر جدوى في طرح الآراء حتى مع المختلفين معه أو حتى جميع من حوله.

كل من عمل معه إن كان في الجامعة التي ترقى فيها من معيد مثل مئات المعيدين حتى تبوأ منصب وكيل جامعة جازان، أو حتى قبل ذلك في تجربته من خلال نادي جازان الأدبي، فإن الجميع يتذكره بذكرى طيبة تشهد على نزاهة ممارساته، وحسن إدارته، وهدوء تصرفاته، فهو لا ينفعل حتى في أكثر الحالات تحدياً.

لأنه يستطيع أن يخترع الحل بفطرية عجيبة وصمت مقطر.. ولأنه لا يحب الادعاء كانت شهادة الآخرين هي وسام الاعتراف له وبه، فأينما ذُكِرَ اسمه ذُكِرَ بكل شيء طيب ونبيل.

ولم يتوقف دوره عند هذا الحد في خدمة منطقته وبلده بل تجاوز ذلك إلى العمق نحو مسقط رأسه «ضمد» الذي رعى فيها مشروع والده في إنشاء مركز حضاري ومكتبة عامة خدمة للمواهب القادمة بقوة نحو مسارب الضوء وحقول الإبداع.

والآن، والدكتور حسن حجاب يمضي خطوة جديدة نحو العمل الوطني، فإنّنا نثق بأنه مع زملائه سوف يقدم مقترحات جديرة بالتقدير وسيطرح أفكاراً تستحق الحوار حولها وتبنيها، وسيساهم -بدون شك- في إثراء النقاشات لأنه ابن المؤسسة الأكاديمية والرؤية النقدية الحديثة والوعي الوطني الذي يستحق كل البهاء والإعجاب والاحترام، كلّ ذلك معاً.

أخيرا..

فإنّ الدكتور حسن حجاب يمثل نموذجاً للاجتهاد الذي يصنع النجاح، والنجاح الذي لا يلتفُّ إلى الوراء، بل يحدقُ دائماً نحو الأمام، مستشرفاً المستقبل ومستقرئاً الآتي بكل هدوءِ وحكمةِ وحنكةِ ويقينِ العارفِ البصير (!)

تاريخ الخبر: 2020-11-05 23:25:11
المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

مولودية وجدة يعلن دعمه لنهضة بركان بعد أحداث الجزائر

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 12:25:59
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية