لا أريد أن يعيش أحد تجربة والدي.. وأن يزور والده في تندوف بعد خمسين سنة، لتتلقفه الإتصالات بعد عودته تُعزيه فيه وكأنه كان ذاهبا لإلقاء النظرة الأخيرة عليه. لا نريد حربا وذلك ليس ضعفا .

الوالي الزاز -كود- العيون ////

[email protected]

لمن لا يعلم جروح الحرب.

لمن لا يعي تداعياتها.

لمن لا يُلم بحقيقتها.

لا تذهب بعيدا.

إسأل جنديا سابقا بالضفتين.

جالس أسيرا وانبش فيها.

املأ من كؤوس الشاي نصفها وجالس شيخا.

سيخبرونك عنها ويحكون ويُدقّقون في تفاصيلها وسيُمحصون في جزئياتها.

وبعيدا عن البطولات سيقولون لك أنها فرقت الأب وإبنه والأم عن رضيعها والعم وابن أخيه والخال عن إبن أخته وباعدت بين أبناء العمومة.

وليومنا هذا لا أضبط سوى اسمين لأبناء عماتي.

وليومنا هذا أجهل بعضا من أسماء أعمامي.

وحقيقة لا أعرف عددهم.

وعمري الآن 33 سنة ولم أرى أحدا منهم سوى ابن عمة واحد.

وكل هذا من تداعيات تلك الحرب البئيسة.

يوم إمتشق أبناء العمومة الكلاشينكوف وتواجهوا في ساحة معركة.

أوَ يضغط أحدهما على الزناد أم يفر ويُخَوَّن ؟

نحن شعب واحد وبئسا لتلك الكَركَرات التي قد تُفرقنا.

بئسا للأمم المتحدة.

وتبا لكَوتيريس ومن قبله بان كي مون.

وتبا لك أيضا يا كريستوفر روس وجيمس بيكر.

وتبا لكل من يقود وساطة بيننا.

سحقا لجنوب أفريقيا وللجزائر وبئسا لفرنسا ولإسبانيا وللولايات المتحدة الأمريكية.

ولا نعتبر نحن بعد 45 سنة من التشرذم، ولا نعتبر من الستة عشرة سنة حربا.

لا نعتبر من وديان دماء سالت تسكنها أشباح المغدورين.

ولا نعتبر من ألغام تحصد العشرات من الضحايا وخالي أحدهم.

وحتى في الفيسبوك يتجادل الأخوان، أما الأكبر فيُريد سِلما، وعن الأصغر فينشُر صور المسلحين وصفوف الدبابات والجنود.

وكأن الدماء التي تجري في عروقهما لاشيء.

وكأن حليب الأم الذي تقاسماه رشفة رشفة لا يساوي شيئا.

تعبنا نحن من هذا النزاع، وتعبنا من قرارات مجلس الأمن ومن تقارير الأمين العام للأمم المتحدة.

وعلى حين غرة نجد أنفسنا بين فوهات مدافع يوجّهها فيسبوكي صوبنا.

ونرى صفحة في تويتر تنظّف تستعد لإطلاق الصواريخ.

ومن هناك يُطل فيسبوكي يضع إعدادات قذائف الكورنيت، أما عن الأباتشي و الإف 16 فتلكم خَبِر إستعمالها كثيرون في “البابجي”.

نحن المتضرر الوحيد ونحن من يكتوي بنار تلك الحرب البئيسة.

في هذا النزاع يقرر المنتظم الدولي مصيرنا.

ويُخيرنا بين حلّين إثنين.

ومبدأي يقوم على الوحدة ولمِّ الشمل.

ولا أريد أن يعيش أحد تجربة والدي.

وأن يزور والده في تندوف بعد خمسين سنة، لتتلقفه الإتصالات بعد عودته تُعزيه فيه، وكأنه كان ذاهبا لإلقاء النظرة الأخيرة عليه.

لا نريد حربا وذلك ليس ضعفا.

فالضعف أن تلجأ لأرض غيرك.

والوهن أن تعيش عالة على دول العالم.

وأن تستجدي.

وأن تقف الحدود والجنود والأعلام والحواجز والألغام والقنابل عائقا أمام لقائك بذويك وأهلك.

تاريخ الخبر: 2020-11-12 17:16:56
المصدر: كود - المغرب
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

جدول مباريات ومواعيد نصف نهائي دوري أبطال أوروبا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-18 18:25:46
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية