تتجه الأنظار إلى المملكة العربية السعودية في الفترة من 21 إلى 22 نوفمبر الجاري، حيث تستضيف الرياض مجموعة العشرين برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في وقت تبحث فيه الكثير من الدول عن قيادة لتوجههم خلال أزمة جائحة كورونا العالمية.

وأكد خبراء اقتصاديون عالميون أن قمة الرياض ستكون «علامة فارقة»، وذلك وسط تزايد التوقعات من الدعم المالي وتخفيض الديون، والعديد من التدابير النقدية الأخرى التي تجمع لمساعدة الاقتصاد العالمي لتمكينه من التعافي بسبب الانهيار الناجم عن فيروس كورونا، وفضلًا عن ذلك فإن الفوائد المتوقعة التي ستعود على المملكة من وراء استضافة هذه القمة ستكون كبيرة وعلى المدى الطويل، من أبرزها عرض القدرة السعودية على التحول وجذب الاستثمارات، وكذلك عرض رؤية 2030، بالإضافة إلى إظهار دورها الدولي والمحلي الريادي على كافة الأصعدة، والاستفادة من قدرتها الكبيرة في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي.

انكماش كورونا

تضم مجموعة العشرين أكبر اقتصادات العالم وأسرعها نموًا، وتشكل %85 من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتنعقد القمة في خضم أسوأ انكماش عالمي منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات، وبعد قمة افتراضية في مارس الماضي، أعلنت المجموعة ضخ أكثر من 5 تريليونات دولار أمريكي في الاقتصاد العالمي لتعويض تأثير الوباء، وسيجتمع أعضاء مجموعة العشرين بشكل افتراضي للمرة الثانية، خلال هذا العام، تبع ذلك تعهد في يونيو بأكثر من 21 مليار دولار لمكافحة الوباء.

قمة استثنائية

توقع اقتصاديون مثل هشام فاروق، الرئيس التنفيذي لشركة (Grant Thornton UAE)، في حديث لمجلة «أريبيان بزنس» أن تكون القمة فرصة مثالية لعرض المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط على نطاق أوسع للجمهور العالمي، وأضاف: «منتدى هذا العام يحمل أهمية أكبر بالنظر إلى التراجع الاقتصادي العالمي الأخير نتيجة للوباء، ولتحقيق هذا الهدف، من الأفضل أن يعقد المنتدى في السعودية للتأكد من إعطاء الأولوية للنمو المالي والاجتماعي والاقتصادي للمنطقة ومناقشته أمام وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية والقادة العالميين الرئيسيين».

عرض رؤية 2030

بالإضافة إلى ذلك، فإن من الأشياء التي يمكن أن تستفيد منها السعودية على المدى الطويل هو عرض بعض الأفكار الرائدة في المنطقة بشكل عام، والسعودية بشكل خاص، والحديث هنا عن رؤية 2030، وذلك لترسيخ التعاون العالمي ولتصبح المملكة لاعبًا رئيسيًا في إيجاد حلول لأكثر تحديات العالم إلحاحًا خلال هذه الأوقات غير المسبوقة،

قام ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، بادخال العديد من الابتكارات الاقتصادية والاجتماعية في السعودية الأمر الذي يجعل من السعودية مستقبلًا من المناطق المستهدفة استثماريًا، وبموجب حملة الإصلاح التي تقوم بها المملكة، فإن قمة الرياض ستمنح قادة المملكة الفرصة لتأكيد التقدم الذي تم إحرازه.

وتعد قمة العشرين أيضًا فرصة جيدة لإبراز الدور الدولي للمملكة والتقدم المحلي الكبير الذي تم إحرازه، بالإضافة إلى الإشارة إلى أن الركائز الأساسية لرؤية 2030 تسير على الطريق الصحيح، حتى لو كان هذا يجب أن يتم بشكل افتراضي، يجب أن يوقظ هذا اهتمام المستثمرين في السعودية، على الرغم من أن الفوائد التجارية ربما تحتاج إلى الانتظار حتى تظهر حقبة ما بعد (Covid-19) بجدية.

ريادة الذكاء الاصطناعي

يقول الخبير الاستراتيجي المعرفي الرقمي مارك مينيفيتش: «شاركت مؤخرًا في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، التي نظمتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA)، وهذا يرسخ قدرة المملكة على رئاسة السعودية لمجموعة العشرين، باعتبارها ضرورة حتمية لأجندة الاقتصاد الرقمي»، وأضاف: «تعيد المملكة حاليًا اختراع نفسها كدولة رائدة عالميًا في الصناعة، مع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي من أجل مستقبل مستدام بالكامل وموجه رقميًا، وكان عام 2020 بلا شك عامًا استثنائيًا لاختبار إمكانات الذكاء الاصطناعي، حيث نشهد تشكيل معيار عالمي جديد يعيد تعريف أساليب حياتنا وعملنا وتعلمنا، خلال هذه القمة اكتشفت أن السعودية تقود العالم كلاعب رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي».

فوائد كبيرة لاستضافة المملكة قمة العشرين

* المساهمة في تقديم حلول مبتكرة لمعالجة الاقتصاد العالمي.

* عرض القدرة السعودية على التحول وجذب الاستثمارات.

* عرض رؤية 2030 وملامح التقدم فيها.

* إظهار دور المملكة الدولي والمحلي الريادي على كافة الأصعدة.

* الاستفادة من قدرتها الكبيرة في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي.