إيقاف 18 مشتبها فيهم وحجز أسلحة نارية والتحريات تكشف تورط شاحنات لنقل البضائع
أوقف الدرك الفرنسي، أول أمس (الأحد)، أفراد شبكة دولية تنشط بين المغرب وفرنسا مختصة في تبييض أموال المخدرات بالمغرب، بعد شهور من مراقبة نشاطها والتحري عن أملاكها في دول أوربية.
وأدى تعقب الدرك الفرنسي لأفراد الشبكة، الذين يحملون الجنسيتين المغربية والفرنسية، إلى اعتقال 18 مشتبها فيهم، وضبط أسلحة نارية و37 كيلوغراما من الشيرا وخمسة كيلوغرامات من الكوكايين، إضافة إلى مبالغ مالية تقدر بملايين الأوروهات.
وأظهرت التحريات، التي استغرقت شهورا طويلة، عن استثمارات مشبوهة لأموال المخدرات في مشاريع بالمغرب، إذ كشفت إحدى الوثائق حجزها المحققون عن استثمار أربعة ملايين أورو من عائدات الكوكايين في مشروع تجاري، مكن من الحصول على أرباح بقيمة 90 مليون أورو.
وتعقبت مصالح الدرك الملكي الفرنسي مسار الأموال المهربة، ما دفعها إلى حجز مجموعة من الحسابات البنكية وعقارات وشاحنات وسيارات فارهة، بعد مداهمة منازل في ملكية أعضاء الشبكة بفرنسا، إضافة إلى فتح تحقيق حول علاقات رجال أعمال مغاربة، أحدهم يتنقل بين البيضاء وباريس، في عمليات مماثلة.
كما بينت التحريات أسلوب الشبكة في تبييض الأموال بالمغرب، إذ عقدت “صفقات” مع مجموعة من شاحنات نقل البضائع التي تصل إلى فرنسا من المغرب، ويتكلف أفراد الشبكة بجمع الأموال المتأتية من تجارة المخدرات وتهريبها إلى المغرب.
ولم يستبعد مصدر مطلع ارتباط أفراد الشبكة بأخرى تم تفكيكها، في الآونة الأخيرة بفرنسا، ولها علاقة بالاتجار بالمخدرات القوية في إقليم الناظور والدريوش، ووصفت ب”المحترفة والمثالية”، وتعمل وفق تسلسل هرمي، علما أن أعضاءها وزعوا المهام بدقة، وكانوا يعملون على توريد المخدرات إلى عدد كبير من تجار المخدرات.
ومازال التحقيق جاريا لضبط تحركات شبكات تبييض الأموال في المغرب، إذ أصدرت المصالح الأمنية الفرنسية مذكرة بحث عن زعمائها ومساعديهم، الذين يشتبه في أنهم مكلفون بتبييض الملايير بعدة مدن، كما يرتقب صدور مذكرات بحث مماثلة في حق شركاء محتملين بروتردام الهولندية ومليلية المحتلة.
وعلمت “الصباح” أن المدعي العام الفرنسي أصدر تعليماته إلى الشرطة الفرنسية للانتقال إلى عدة دول قصد مراقبة أنشطة المشتبه فيهم، خصوصا روتردام الهولندية ومليلية المحتلة، وحصر ممتلكاتهم الناتجة عن عمليات تببيض الأموال.
وسبق للمصالح الأمنية الإسبانية أن فككت شبكات مختصة في غسل الأموال والمخدرات يقودها مغاربة، من أخطرها شبكة “كامبو” التي كشفت أن المتهمين يشتغلون بميناء جبل طارق، ولهم علاقة بمافيا غسل الأموال في أوربا والمغرب، وشبكة “المغاربة البريطانيين” التي تتخذ من سبتة ومليلية المحتلتين مركزا لأنشطتها المشبوهة.
خالد العطاوي