حسم برشلونة التأهل لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، هذا في حد ذاته ليس خبرًا غريبًا، فحتى لو قدّم البلوجرانا أسوأ مواسمه فهو يصل إلى دور الـ16 في التشامبيونزليج.

برشلونة لعب دون الفريق الأساسي، أو أغلب عناصره على الأقل مثل ميسي ودي يونج وجريزمان وديمبيلي وبيكيه وفاتي، إما بالإصابة أو بالاستبعاد أو بالتواجد على مقاعد البدلاء.

الفريق لعب بنفس الرسم 4-2-3-1، بوجود الشاب أوسكار في قلب الدفاع لتعويض غياب بيكيه ومنح كوتينيو فرصة على الرواق الأيسر وبيدري في الوسط وآلينيا وبيانيتش محاور وترينكاو في الجهة اليمنى وفي الهجوم برايثوايت.

الشوط الأول كان رتيبًا ومملًا، برشلونة سيطر دون خطورة وهجمات دينامو لم تكن مقلقة بما يكفي، بل ووجود أكثر من لاعب قادر على الاستحواذ جعل الحيازة سهلة للبلوجرانا لكن بلا قيمة حقيقية.

الشوط الثاني جاء التغيير بالاعتماد على برايثوايت، فاللاعب الذي يعد المهاجم الوحيد الصريح في كتيبة برشلونة كان محطة في الهدف الأول وتحرك بصورة رائعة في الثاني، وحتى الثالث كان ليسجله بالرأس قبل ركلة الجزاء.

المباراة التي شهدت غياب ميسي أظهرت أنّ كومان لن يتخلى عن رسم 4-2-3-1 مهما حدث ولن يحاول تجربة 4-3-3 حتى لو كانت العناصر المتاحة وخصوصًا البدلاء أفضل بهذا النحو.

كوتينيو أكد أنّ أزمته لن تنتهي، واللاعب يعاني كثيرًا خاصة لو لعب في مركز الجناح، كما أنّه فاقد القدرة حتى على السيطرة.

بيدري لاعب متميز ويمكن استخدامه في أكثر من مركز، لكن ما يفعله كومان بنقله بين أكثر من مركز أمر مرهق ويحمل اللاعب مسؤولية أكبر لا تناسب صغر سنه.

الأهم أنّ برايثوايت له قيمة كبيرة كونه المهاجم الصريح، وربما هو ما يحتاجه ميسي في الفترة المقبلة ليساعد اللاعب بالتحرك العمودي وخلخلة التكتلات وفتح المساحات له، خاصة وأنّ الدنماركي مجتهد ويبذل مجهودًا بدنيًا كبيرًا.

الإصابات تضرب برشلونة .. كومان يضطر للخروج من الصندوق!

الفائدة الأخرى من اللقاء هي المدافع أوسكار مينجويزا الذي صنع هدفًا وتفوق في الثنائيات الهوائية ولكنّه عنيف بعض الشيء وهذا قد يكلفه بطاقات في المستقبل، لكن نظرًا لأنها مباراته الأولى فقد يتعلم.

منح لاعبين مثل آلينيا وماتيوس وريكي بوتش دقائق لعب قد يكون فرصة لتنوع الخيارات في المستقبل لو قرر كومان الاستفادة من التجربة، خاصة وأنّ هناك من هم أفضل حتى من بعض الأساسيين.

التجربة جيدة وفرصة لظهور مواهب شابة وإمكانية الاستفادة من برايثوايت بشكل أكبر وربما تعويض بيكيه، فهل تكون بداية تخلي كومان عن جموده ولو قليلًا؟