كيف اُغتيل "العالم النووي الإيراني"؟ وكيف سترد طهران؟ 5 سينا


كتبت- رنا أسامة:

طرحت صحيفة "واشنطن إكزامنر" الأمريكية 5 سيناريوهات لتفاصيل وتداعيات اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فكري زادة، الأب الروحي لبرنامج الأسلحة والصواريخ النووي لطهران.

اغتيل زادة، أمس الجمعة، في هجوم بالقرب من العاصمة طهران، خلال نزاع مسلح بين مجهولين وحراسه الشخصيين. ويُعتقد أن الحادث حاز على دعم أمريكي، لا سيّما وأنّ الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب فكر في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في وقت سابق من الشهر الجاري.

ولم يتبنَ أحد مسؤوليته عن الحادث حتى الآن، لكن إيران توجّه أصابع الاتهام إلى إسرائيل، متوعّده بانتقام شديد "في الوقت المناسب". وفيما يلي السيناريوهات الخمس المُحتملة لعملية اغتيال "عرّاب النووي الإيراني " وتداعياتها ومستقبل العلاقات بين واشنطن وطهران على إثرها:

1- لا إمكانية لإعادة أمريكا إلى الاتفاق النووي دون تعقيدات كبيرة

رأت الصحيفة، في تقريرها المنشور على موقعها الإلكتروني، أن اغتيال زادة من شأنه أن يُعيق فرص عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي المُنتهية ولايته دونالد ترامب قبل عام، وكان يُخطط الرئيس المُنتخب جو بايدن للعودة إليه مُجددًا حال تنصيبه رسميًا في 20 يناير المُقبل.

واعتبرت الصحيفة أن هذا الهجوم بمثابة رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى بايدن، مُفادها أنه ينوي تصعيد تحركاته السرية لطهران بغض النظر عن سياسة واشنطن.

كان فخري زاده متورطًا في أبحاث الأسلحة النووية السرية لإيران، وهو أمر يعرفه الإسرائيليون ويدركه فريق بايدن. ومن ثمّ رجّحت "واشنطن إكزامنر" ألا تقوى الإدارة الديمقراطية على تجاهل الضغط الإيراني ومتابعة سياسة الولايات المتحدة بمعزل عنها.

في الوقت ذاته، تنظر الميليشيات التابعة لإيران إلى نشاط الاستخبارات الإسرائيلية باعتباره امتدادًا مترابطًا مع السياسة الخارجية الأمريكية، بحسب الصحيفة، مُرجّحة أن تُحمّل الولايات المتحدة، المسؤولية الجزئية عن الحادث.

علاوة على ذلك، وبالنظر إلى استمرار الخلاف الدامي بين إيران والولايات المتحدة الذي تفاقم بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني مطلع العام الجاري، يُرجّح أن يدفع الاغتيال، إيران، للثأر من المصالح الأمريكية بشكل ما في السنة الأولى من رئاسة بايدن.

وتخشى إيران من طريقة رد ترامب على أي هجوم، لكنها تعتقد أن إدارة بايدن سترد بخجل. وعزت اعتقادها هذا إلى أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لم تفعل شيئًا تقريبًا عندما حاول الحرس الثوري الإيراني تفجير مطعم بواشنطن في عام 2011.

2- هناك دعم استخباراتي أمريكي على الأرجح لتلك العملية

أما عن تفاصيل عملية الاغتيال، فرجحت الصحيفة حصولها على دعم استخباراتي أمريكي، مُشيرة إلى أن تغريدات ترامب التي تضمنت مُشاركة لتقارير وتحليلات متعلقة بالهجوم على تويتر، تُلمح إلى تقديم الولايات المتحدة بعض الدعم لتلك العملية، أو على أقل تقدير، تم إطلاع ترامب على مسؤولية إسرائيل. لكن كيف كان من الممكن أن تدعم الولايات المتحدة الكمين؟

وأوضحت "واشنطن إكزامنر" أن الاستخبارات الأمريكية لديها تقنية فريدة من نوعها تعمل بالأقمار الاصطناعية، وأدوات مراقبة مستمرة أخرى كان من الممكن أن تستخدمها لتنبيه الإسرائيليين بقافلة زاده، أثناء تحركها بين نقاط المغادرة ونقاط الوصول المقصودة.

الأمر الذي يُعد مُفيدًا بشكل خاص للإسرائيليين في موقع الهجوم، الذي كان يبعُد حوالي 90 دقيقة خارج طهران، وفق الصحيفة. كما لفتت إلى وكالة الأمن القومي تتمتع بميزة فريدة أيضًا لتعطيل اتصالات قوات الأمن الإيرانية على نطاق واسع.

3- الوجود الاستخباري الإسرائيلي السري على الأراضي الإيرانية آخذ في الازدياد

ونوّهت إلى تزايد الوجود الاستخباري السري لإسرائيل على الأراضي الإيرانية، مُشيرة إلى احتمالية أن يكون الموساد الإسرائيلي قد تسلل إلى إيران بوحدة العمليات الخاصة "كيدون"، أو أن يكون اعتمد على شبكة من البيوت الآمنة وضباط العمليات والوكلاء الموثوق بهم بالفعل داخل إيران.

ومن المعلوم من هجمات الموساد السابقة، التي تحمل بصمات "أطلقوا النار وانطلقوا"، أن إسرائيل لديها وجود استخباراتي على الأراضي الإيرانية.

بيد أنه وبالنظر إلى التعقيد الملحوظ الذي تنطوي عليه مراقبة قافلة، واستخدام متفجرات لإيقافها، ثم رمي العالم الإيراني بالرصاص حتى الموت، وكل ذلك بدون القبض على أي مهاجم، ذهبت الصحيفة إلى احتمالية أن تكون إسرائيل جنّدت عميلًا داخل الدائرة المُقرّبة لفخري زادة.

4- الهجوم سيؤجج جنون العظمة الإيراني وسيثير الانتقام

كما رأت "واشنطن إكزامينر" أن هذه العملية ستثير الانتقام، لا سيّماى وأن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والنخبة المتشددة في المستويات العليا من المؤسسة الأمنية، سيعتبرون هذا الهجوم بنفس خطورة العملية الأمريكية التي قتلت سليماني، إن لم تكن أكبر.

والمُثير في عملية الاغتيال هذه لا يقتصر على كونها عطّلت التطور النووي السري لإيران، بحسب الصحيفة، ولكنه يمتد إلى ضلوع إسرائيل ورائها "بطريقة علنية للغاية"، في تحدٍ لمصداقية النظام الإيراني.

سيرى خامنئي العملية باعتبارها دليلًا إيجابيًا على أن أعداء إيران لا يخشونها. وسيشارك الحرس الثوري الإيراني، الذي يمزقه الاقتتال الداخلي بين الفصائل بشكل متزايد، هذا التصور. وإثباتًا لذلك، حذر مستشار الأمن القومي لخامنئي بالفعل من أن إيران "ستهبط على قتلة هذا الشهيد البريء مثل الصاعقة وتجعلهم يندمون على ما فعلوه".

ولدواعٍ سياسية داخلية، رجّحت الصحيفة أن ترد إيران على اغتيال زادة باستهداف هدف إسرائيلي و/ أو أمريكي مهم، على أن يعُزز جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" حمايته للسفراء الإسرائيليين. وتوقّعت أن يطلب الإسرائيليون تعزيزًا أمنيًا إضافيًا لدبلوماسييها في الخارج.

5- هذا الهجوم لا ينذر بعمل عسكري أمريكي أو إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية

وضمن الخريطة المستقبلية التي رسمتها الصحيفة، لا تنذر عملية اغتيال زاده بعمل عسكري أمريكي أو إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية فقط،

وقالت "إذا تحركت طهران نحو مستويات تخصيب اليورانيوم التي تسمح لها ببناء سلاح نووي، سوف تقوم إسرائيل بعمل عسكري ضد برنامجها النووي والصواريخ الباليستية".

في تلك اللحظة، تتوقّع الصحيفة أن تتبخّر المخاوف الإسرائيلية من الانتقام والغضب العالمي، وسط مخاوف من وقوع "هولوكوست" جديد.

في المقابل، اعتبرت أنه لا ينبغي النظر إلى نشر مجموعة حاملة طائرات أمريكية هجومية هذا الأسبوع، في بحر العرب والخليج العربي على أنه استعداد لهجوم. وأضافت أن الولايات المتحدة ستنشر اثنتين على الأقل، و3 حاملات على الأرجح تحسبًا لأي ضربة إسرائيلية.

تاريخ الخبر: 2020-11-28 15:23:26
المصدر: مصراوى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية