دراسات الجذب مازالت حبيسة الأدراج.. صناعة السيارات فى مصر تحتاج «زقّة»


اسم الكاتب : ريم ثروت

 مرت 4 اعوام على عودة الشركة الهندسية للسيارات للعمل مرة اخرى بعد قرار تصفيتها الصادر عام 2009،وذلك وفقالقرار الجمعية العمومية غير العادية بإعادة الشركة للعمل فى 2016 لتحقق خسائر تقدر بنحو 136مليون جنيه خلال العام المالى 2019/2020.
والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا لم تحقق صناعة السيارات فى مصر نجاحا بالرغم من وجود سوق ضخم لتلك الصناعة؟، حيث أنه وفقآ لدراسة أعدتها وزارة قطاع الاعمال فانه فى عام 2018 بلغت عدد السيارات التى تسير فى طرق مصر نحو 5.44 مليون سيارة منها 4.95 مليون سيارة خاصة و380 ألف أجرة و110 آلاف سيارة حكومية، وبلغ إجمالى الطلب على سيارات الركوب الجديدة فى السوق المصرى خلال 2019 نحو 200 ألف سيارة.
ورغم وجود أقدم شركات لصناعة السيارات فى مصر وهى النصر للسيارات التي تأسست عام  1959، وكان من المتوقع لها أن تكون رائدة لصناعة السيارات فى منطقة الشرق الاوسط وافريقيا، الا أنه بعد مرور ما يقرب من خمسين عاما تراجعت تلك الصناعة حتى اختفت بل اصبحت مصر من أهم الدول المستوردة للسيارات الاوروبية والصينية والكورية بل والتركية أيضآ.
وقال حسين الزيات أحد الخبراء السابقين بالهيئة الاقتصادية لقناة السويس أن الدكتور أحمد درويش عندما تولى رئاسة الهيئة عام 2016 كان متحمسا بشدة نحو اقامة كيان ضخم فى ميناء شرق بورسعيد لجذب الشركات العالمية لتصنيع وتجميع السيارات، مشيرا الى أنه جلس مع ممثلين عن شركة تويوتا اليابانية، ووضعت الشركة حينها 15 مطلبًا لضخ الأموال في السوق المصري.
وأضاف أنه تم توقيع خطاب نوايا مع أهم تحالف يابانى فرنسى فى صناعة السيارات عام 2016 عرف باسم "تويوتا تشوتشو"، المتمثل في شركات (NYK) وبولوريه، وبموجبه بدأت المفاوضات المالية والتجارية والقانونية، لاتفاقية تشغيل وتنمية وصيانة الرصيف الخاص بتداول السيارات فى ميناء شرق بورسعيد والمسمى "RO-RO terminal "، مشيرا الى توقفه حاليآ منذ ترك الدكتور درويش منصبه فى الهيئة.
وأشار الى أن الهيئة الاقتصادية لتنمية محور قناة السويس كانت تسير فى خطة تنمية صناعة السيارات عبر 3 محاور، الأول يشمل جذب المصنعين إلى المنطقة وتذليل العقبات أمامهم، والثاني عبرتوفير ميناء مخصص للسيارات، وهو ما تم بالفعل، حيث جرى تخصيص رصيف كامل للسيارات في ميناء شرق بورسعيد و الآخير من خلال تخصيص منطقة تتراوح مساحتها بين 100 و200 ألف متر لتمكين شركات السيارات من إنشاء مصانعها، وأيضًا توفير مساحات لاستخدامها كمعرض مفتوح للسيارات للراغبين في إبرام التعاقدات من المستوردين أو المستهلكين على السواء.
وأضاف أن تفكير المستثمرين في المغرب والجزائرقلل فرص جذب استثمارات في مجال صناعة السيارات والمكونات، ولاسيما مع العقبات والتحديات التي تسببت في غياب مصر عن خريطة استثمارات مصنعي السيارات، والتي من بينها ارتفاع تكاليف التشغيل والعمال، وانخفاض المبيعات، وأزمة التسويق، مشيرا الى أن مبيعات سيارات الركوب في مصر وصلت خلال 2017 إلى 30 مليار جنيه، بينما بلغ حجم استثمارات قطاع السيارات حوالي 7% من إجمالي الاقتصاد المصري، اضافة إلى أن عائد خزينة الدولة من الضرائب وجمارك الخاصة بقطاع السيارات يتراوح بين 30 إلى 40 مليار جنيه سنويًا.
وقال حسين مصطفى، المدير السابق لرابطة مصنعي السيارات إن مصر ليست لديها أزمة في تصنيع السيارات، ولكن لدينا أزمة في التسويق والمبيعات؛ نظرًا لارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق انخفاض قوة الجنيه أمام العملات الأجنبية الأخرى. مضيفا أن سبب استثمار شركات السيارات في المغرب وتونس والجزائر بدلًا من مصر، يرجع إلى أن مناخ الاستثمار في مصر منذ سنوات لا يتناسب مع متطلبات الشركات المستثمرة وغير جاذب للاستثمار. وأضاف أنه في هذه الفترة عرضت المغرب حوافز استثمارية كبيرة جعلت بعض الشركات تتخذ المغرب مركزًا للإنتاج الكمي والتصدير، كما كانت الحوافر تتضمن إعفاء من ضرائب الأرباح التجارية والجمارك، وتقديم حوافز في أسعار الأراضي بدفع نسبة من المعدات المطلوبة للتصنيع، مشيرا الى انشاء المغرب مناطق صناعية وربطها بالموانئ، وخطوط سكك حديدية خاصة، بالإضافة إلى بناء مراكز لتدريب العاملين، ويليها تونس حيث أصدرت بعض القوانين التي أجبرت الشركات التي يتم الاستيراد منها في تصنيع أجزاء سيارات أو مكونات سيارات داخل تونس، وتبعت الجزائر تونس في الصناعات المغذية وتتقدم حاليًا في قطاع صناعة السيارات، الأمر الذي كان يميزهم عن مصر طوال العقود السابقة.
وأشار إلى أن الوضع الحالي في مصر يختلف عن السابق، حيث إن المناخ العام خلال الفترة الحالية جاذب للاستثمار من حيث تقديم حوافز فعلية للمستثمرين سواء في استعادة جزء من الأموال المستثمرة أو تقديم الأراضي بتسهيلات، وأيضًا تقديم أراض بالمجان في المناطق الأولى بالرعاية مثل الصعيد.
وأكد خبير صناعة السيارات، أنه تم عمل البنية التحتية في مصر اللازمة لجذب الاستثمارات، مثل شبكة الطرق، بالإضافة إلى تطوير الموانئ الموجودة والتوسع فيها، وربطها بالمحافظات وكذلك إنشاء موانئ جديدة علاوة على مشروعات تنمية محور قناة السويس، بما يتضمنه من أنفاق وموانئ ومناطق لوجيستية.
وأضاف أن الدول في انتظار شركات للاستثمار في قطاع السيارات، والصناعات المغذية، وبالفعل هناك شركات تتفاوض مع مصر للاستثمار في قطاع السيارات، وتدرس التصنيع في مصر، خاصة بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى لقادة شركات السيارات العالمية ودعوتهم الى الاستثمار فى مصر والتشديد على الحكومة ضرورة توطين صناعة السيارات فى مصروتوفير كافة الظروف للتسيير فى عمل المستثمرين، قائلًا: «لكن هذه الشركات تنتظر وضوح رؤية الدولة، أمام الاستثمارات الجديدة فيما يخص الضرائب والجمارك والتي ستميز التصنيع المحلي عن الاستيراد».
و قال أن توقف بعض الشركات الأوروبية عن التصنيع في مصر يرجع لأسباب خاصة بها، والتي من ضمنها توقعات التطبيق الكامل لاتفاقية الشراكة الأوربية، ولكن أعتقد أن هذه الشركات ستعود قريبًا إلى السوق المصري».
وقال الدكتور خالد عبد الفتاح، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة عين شمس، إنه يوجد 20 شركة لتصنيع السيارات في مصر، ولكن نحتاج إلى قرارات حقيقية لتغذية الصناعات المصرية، متابعًا: «الرئيس السيسي، لديه قانون بشأن السيارات تنص المادة الأولى فيه على أن قطاع السيارات يجتمع لتصنيع سيارة مصرية 100%، والمادة الثانية تنص على أن الهيئات والقطاعات الحكومة ملزمة بشراء 20 ألف سيارة من المنتج، والمادة الثالثة تنص على أنه إذا لم تقم هذه الشركات بالتصنيع تتم مضاعفة الإيرادات 300%، ولكن لم يفعل حتى الآن.
وقال أنه بالرغم من كل التسهيلات التى تقدمها الحكومة المصرية لجذب الشركات العالمية العاملة فى مجال تصنيع وتجميع السيارات الا أن النتيجة النهائية الواضحة هو هروب تلك الشركات من مصر و اتجاهها نحو المغرب و دول شمال افريقيا مثل اتجاه شركة «فولكس فاجن»، مؤخرًا للسوق المغربية والجزائرية، لبناء مصانع لتجميع السيارات؛ لتوفير علامة تجارية لها، لتنضم إلى شركات «رينو – وسيات – وسكودا»، وهى الشركات التى سبقت واختارت السوق المغربية، حتى أن الدراسات التى قامت بها شركة ماكينزى للاستشارات فى نهاية عام 2016 لوضع خطة نحو الترويج للمزايا التنافسية التى ستمنح لشركات السيارات اصبحت حبيسة الادراج .
 
 

تاريخ الخبر: 2020-12-06 13:23:04
المصدر: البورصجية نيوز - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

عودة الثلوج بأوكايمدن تدخل البهجة والسرور في النفوس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:26:40
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

سلوكيات فردية خاطئة وراء اضطراب النوم في رمضان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:26:31
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

"البريمرليغ" تقرر منع "حاملي الكرات" من إعادة الكرات للاعبين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:27:28
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

"البريمرليغ" تقرر منع "حاملي الكرات" من إعادة الكرات للاعبين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:27:29
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

سلوكيات فردية خاطئة وراء اضطراب النوم في رمضان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:26:37
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

عودة الثلوج بأوكايمدن تدخل البهجة والسرور في النفوس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:26:45
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 54%

نقابة تستنكر التضييق على أطر التخطيط التربوي  في سيدي إفني 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:26:24
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية