إن الدعم الدولي الذي حصده المغرب ولايزال يحصده بعد خطوته السيادية بتأمين معبر الكركرات بالصحراء المغربية، والذي أبان مدى قوة العلاقات التي تربط الرباط وغالبية عواصم العالم عكس ما كانت بعض الجهات المعادية تروج له سلفا، جعل الجزائر ودميتها “البوليساريو”، يتخبطان مثل الديك المذبوح، الذي يرقص بعد ذبحه من شدة النزيف والألم، بحيث يواصل نظام العسكر الشرقي التطبيل لمواقفه الفارغة، التي يحاول من خلالها التسويق للمغرب بشتى الطرق على أنه السبب في الصراع القائم على الأقاليم الجنوبية للملكة.

وتحاول الجارة الشرقية بعد أن انتابتها مشاعر الإحباط واليأس، استمالة المجتمع الدولي من أجل إدانة تدخل المغرب في الكركرات، فضلا عن تخطيطها لسحب إدارة ملف الصحراء من الأمم المتحدة لكي يتحكم في مساره الاتحاد الإفريقي، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، خلال تدخله في الدورة الاستثنائية الحادية والعشرين للمجلس التنفيذي للاتحاد.

ومما لا شك فيه أن النظام الجزائري يعيش حالة امتعاض من انسداد أفق مشروعهم السياسي العدواني تجاه المغرب، وهو ما تفسره الخرجات الإعلامية التي تحاول من خلالها الجزائر إيهام الشعب أنهم محور الكون والمؤامرات تحاك ضدهم، لعل آخرها تلك التي قال فيها  الناطق باسم الحكومة الجزائرية، وزير الاتصال عمار بلحيمر، إن “قضية الكركرات انتهاك لوقف إطلاق النار الموقع بين  (المغرب والبوليساريو)، وهو ما يخلق توترا لدى دول الجوار”، حسب زعمه، في إشارة إلى بلده.

ولا تذخر الجزائر جهدا، للتطبيل لتراهاتها وتراهات الجبهة الإنفصالية، كما لا تفوت مناسبة أو وسيلة إلا وحاولت جاهدة وضع المغرب تحت المكبس، كما يظهر جليا في عدد مجلة الجيش الجزائري الصادر في شهر نونبر، والذي اتهم فيه الجيش الجزائري الجيش المغربي بمهاجمة المدنيين الصحراويين في الكركرات، وبانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف “لقد حان الوقت لإدانة ما أسماه بـ”الأعمال الوحشية” التي استمرت لسنوات عديدة ، وقد حان الوقت للمجتمع الدولي والأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتهما لأن هذا الوضع يمكن أن يتسبب في “حالة حرب” بين الجمهورية المزعزمة والمملكة المغربية “.

الصفعات والصدمات جعلت النظام الجزائري، يدور في حلقة فارغة، ويسرد في كل مرة أسطوانة أصبحت متجاوزة، وذلك للتغطية على فشل الدبلوماسية الجزائرية وقبلها ضعف الرئاسة الجزائرية والتخبط والعشوائية التي تطبع تدبير الملفات الدولية والمحلية كذلك، وهذا ما يفسر هذه الشطحات في الخرجات الإعلامية، وما يروج له الإعلام الجزائري الرسمي وغير الرسمي، والتي تعكس عقلية العجائز الذين يبيعون الشعب الوهم.