تأمل بمناسبة عيد الحبل بلا دنس ٩ ديسمبر / كانون الأول المطران كريكور اوغسطينوس كوسا


اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

قالت مريـم :

” تُعظّم نفسي الرب ،وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي ،

لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ . فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال ،

لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم ، وٱسْمُهُ قُدُّوس ،

ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ .

صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم .

أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش ، ورَفَعَ المُتَواضِعِين .

أَشْبَعَ الجِيَاعَ من الخَيْرَاتٍ ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين .

عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ ،

لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد ، كمَا كلَّمَ آبَاءَنا “.

ومَكَثَتْ مَرْيَمُ عِندَ إِليصَابَاتَ نَحْوَ ثَلاثَةِ أَشْهُر، ثُمَّ عَادَتْ إِلى بَيتِهَا. ( لوقا ١ : ٤٦ – ٥٦ )

” سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال ”

السلام عليك يا مريم ، يا أمّ الله ، يا كنزَ العالمِ الخفيَّ ، يا نجمًا لا يغيب ، يا تاج البتوليّة ، يا صولجان الإيمان القويم ، يا هيكلاً لا يُهدَم ، يا مسكن اللامحدود ، أيّتها الأمّ والعذراء ، يا مَن بفضلكِ سُمّي المولود منكِ ” قُدُّوساً ” ( لوقا ١ : ٣٥ ) ، و” مبارك ” ، ” تبارك الآتي باسم الربّ ” ( متى ٢١ : ٩ ) و ( مزمور ١١٨ [ ١١٧ ] : ٢٦ ) .

السلام عليك ، يا مَن حملتِ في حشاك البتوليّ ذاك الّذي لا تستطيع السماء أن تحويه . فبفضلكِ يتمجّد الثالوث ويُعبد في الأرض كلّها .

بفضلكِ تبتهج السماء ، ويفرح الملائكة ورؤساء الملائكة ، وتضلّ الشياطين طريقها ، ويسقط المجرّب من السماء ، ويُرفع البشر الساقطون إلى السماء .

بفضلك ، توصّل العالم كلّه ، الّذي كان أسير عبادة الأصنام ، إلى معرفة الحقيقة ، ومُنِح العماد المقدّس للمؤمنين ، مع ” زيت الابتهاج ” ( مزمور ٤٥ [ ٤٤ ] : ٨ ) ، وشُيِّدَت الكنائس في الأرض كلّها، وحُمِل الوثنيّون على التوبة .

وما عساي أقول بعد ؟

بفضلكِ أشرق نور ابن الله الوحيد على ” المقيمين في الظلمة وظلال الموت ليُسَدّد خُطانا لسبيلِ السَّلام ” ( لوقا ١ : ٧٩ ) و ( أشعيا ٤٢ : ٧ ) .

فمَن يمكنه أن يحتفل بجدارة بأمجاد مريم ؟

هي أمّ وعذراء في آن . يا للروعة ! مَن سمع يومًا أنّ الباني قد يُمنَع من السكن في الهيكل الّذي بناه بنفسه ؟

مَن يجرؤ على انتقاد مَن يُعطي أَمَتَه ( لوقا ١ : ٤٨ ) لقب أمّ ؟

فها العالم كلّه مغمور بالفرح … عسانا نتمكّن من أن نجلّ ونكرّم الثالوث غير المنقسم ، وذلك بإنشاد أمجاد مريم الدائمة البتوليّة ، أي أمجاد الكنيسة المقدّسة ، وأمجاد الابن وعروسه النقيّة .

فإفرحي ، أيّتُها الممتلئةُ نعمةً ، الرّبُّ معكِ ” ( لوقا ١ : ٢٧ ) .

+

التعليقات

تاريخ الخبر: 2020-12-09 10:22:49
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 09:24:51
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

بطولة فرنسا: موناكو يفوز على ليل ويؤجل تتويج باريس سان جرمان

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 09:24:57
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

الولايات المتحدة.. أرباح “ميتا” تتجاوز التوقعات خلال الربع الأول

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 09:24:55
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

الصين تكشف عن مهام مهمة الفضاء المأهولة “شنتشو-18”

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 09:25:00
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية