تجتمع لجنة تسعير الوقود التلقائي مطلع يناير المقبل، لمراجعة أسعار المنتجات البترولية، وإعلان الأسعار الجديدة لمدة 3 أشهر، سواء بالتثبيت أو الزيادة أو الخفض، وسط توقعات باستبعاد السيناريو الأخير، في ظل الارتفاع الطفيف الذي طرأ على الأسعار العالمية خلال الآونة الأخيرة، بحسب خبراء لـ"الوطن".

وأعلنت لجنة التسعير التلقائي في أكتوبر الماضي، تثبيت أسعار البنزين عند سعر 6.25 جنيه للتر البنزين 80، و7.50 جنيه للتر البنزين 92، و8.50 جنيه للتر البنزين 95، فيما استقر سعر بيع السولار عند 6.75 جنيه للتر.

القليوبي: أي زيادة لن تزيد عن 4% تقريبا

وتوقع جمال القليوبي، أستاذ اقتصاد البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية، أن تتخذ اللجنة قرارا بالتثبيت أو الرفع في الاجتماع المقبل، خاصة أنّ أسعار النفط لم ترتفع بشكل كبير، مستبعدًا صدور قرار بخفض الأسعار، وأنّ الأرجح الآن هو تثبيت الأسعار أو رفعها بشكل طفيف لا يتعدى 4%، أي 25 قرشًا لبنزين 80 أوكتين.

وتعمل آلية التسعير التلقائي للوقود على تعديل أسعار بيع بعض المنتجات البترولية في السوق المحلية، بما يتناسب مع سعرها الحقيقي، كما تستهدف تغيير أسعار الوقود بشكل ربع سنوي، إذ يجري تعديل الأسعار وفقًا لمعادلة سعرية تتكون من سعر برميل النفط خام برنت العالمي وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، إلى جانب عدة تكاليف خاصة بالنقل والتصنيع والاستيراد والتسويق والجمارك وغيرها من التكاليف الأخرى الثابتة، حيث ترتفع أو تنخفض أسعار الوقود بنسبة 10% أو تثبيت السعر.

وتُعقد اللجنة كل 3 أشهر، حتى يكون هناك متوسط سعري، ولتقييم أسعار النفط الخام برنت العالمي بشكل صحيح وعادل. 

وارتفعت أسعار النفط بشكل كبير في بداية تعاملات الأسبوع الحالي في البورصات العالمية، بعد انخفاضه بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، بفعل فيروس كورونا، من خفض الطلب على النفط والوقود، نظرا لقرارات الإغلاق التي اتخذتها الدول لمواجهة انتشار فيروس كورونا في جميع الدول.

وشهدت الأسعار منذ الإثنين الماضي، ارتفاعا في الأسعار لم يشهده أسعار النفط منذ بدء جائحة كورونا، وتزامنت الارتفاعات مع حادث انفجار ناقلة النفط السعودية، والتي أعلنت السلطات السعودية ضربها بمصدر خارجي أثناء تفريغها، ما تسبب في انفجارها واحتراقها بالكامل.

ووصلت أسعار النفط خام برنت العالمي لـ50.62 دولار للبرميل، وهي المرة الأولى التي يتخطي فيها السعر حيز الـ50 دولارا منذ بدء أزمة كورونا، كما وصل سعر خام غرب تكساس الأمريكي إلى 47.52 دولار للبرميل.

ويضيف القليوبي، أنّ أسعار النفط العالمية تتأثر بالعديد من الأحداث التي تحدث في نطاق منطقة بحر العرب والدول الخليجية، بسبب الموانئ البحرية التي يتم من خلالها تداول النفط، خاصة وأنّ دول الخليج من أهم الدول المصدرة للنفط.

ولفت إلى أنّ المنطقة التي انفجرت بها الناقلة لم تكن مؤثرة بنفس الشكل، نظرا لكونها داخل الموانئ السعودية، ولن تؤثر على الحركة البحرية وحركة السفن النفطية في منطقة بحر العرب.

وأوضح القليوبي، أنّ هناك العديد من الأحداث التي تؤثر على حركة أسعار النفط، ومنها برودة الطقس بشكل كبير خلال الفترة الحالية، ووجود شتاء قارس في العديد من الدول، ما يزيد بدوره استهلاك الوقود وزيادة الطلب عليه.

وأشار إلى أنّه من أحد الأسباب لارتفاع الأسعار، أنّه لأول مره هناك التزام من الجانب الأمريكي بخفض الإنتاج، مع اتفاق أوبك بلس، الذي أوصى بخفض الإنتاج لرفع أسعار النفط لاعبي من 60 دولارا.

وقال إنّ لقاح كورونا والأعراض الجانبية له، تؤثر بشكل كبير في موقف الأسعار، خاصة وأنّها المحدد هل ستفيد اللقاحات، ما يعني السيطرة على الفيروس وعودة الحياة مرة أخرى لطبيعتها، أو إثبات عدم فاعلية اللقاح.

الغزاوي: العوامل الاقتصادية والسياسية تؤثر بقوة

وقال حسين الغزاوي، رئيس لجنة الطاقة بجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة والخبير البترولي، إنّ أسعار النفط تتأثر بجميع العوامل الاقتصادية والسياسية في العالم كله، إلى جانب الأخبار الخاصة باكتشاف لقاح فيروس كورونا، ما يؤثر على حركة السوق والأسعار.