الكوبل الفيلالي.. إرهاصات بؤرة شبه عائلية


الدار/ تحليل

يترادف بالدور، وليس بالأرداف، الكوبل اليوتيوبرز الفيلالي، على اجترار تصريحات النقيب السابق محمد زيان، والإمعان في نشرها على منصتهما شبه العائلية على موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب”.

ولعلّ من الراجح، أن الكوبل اليوتيوبرز تعاقد مع النقيب السابق محمد زيان بموجب عقد احتضان موقع على بياض، ومفتوح المدة والأمد، لنشر ادعاءاته ومزاعمه التي لم تعد الصحافة المغربية تكترث لها، بل إنها تتعفف من نشرها، ليس إمعانا في التضييق على الرجل الكبير في السن، وإنما احتراما للذوق العام من جهة، وتوطيدا لأخلاقيات المهنة الصحفية من جهة ثانية.

فلا يمكن، من الناحية المبدئية، لأي صحفي أن يجالس النقيب السابق لمدة تناهز ساعتين وثلاث ساعات ونصف، كما يفعل الكوبل الفيلالي بالتناوب هذه الأيام، كما لا يستطيع أي منبر إعلامي أن ينشر مزاعم وادعاءات وأراجيف تعوزها البيّنة والدليل، وتتحكم فيها النرجسية ورهاب اسمه “المؤسسة الأمنية”، مثلما يقوم بذلك أصحاب البؤرة شبه العائلية في الوقت الراهن، كما لا يمكن أيضا لأية منصة افتراضية أو واقعية أن تتصرف في أقوال الرجل وتستولد منها استيهامات وانطباعات مضللة وتدليسية، وكأنهما يحاولان أن يستولدا الحق من أضلع المستحيل.

فالنقيب الأسبق، ربما تجاوز مرحلة التمييز والإدراك الموجبة للمسؤولية الجنائية والتأديبية، ودخل ترجيحا المرحلة العمرية التي قال عنها الشاعر الكبير محمد المهدي الجواهري “لم يبق عندي ما يبتزه الألم.. حسبي من الموحشات الهم والهرم”. فالرجل الكبير في السن ضاقت به المنصات الإخبارية الوطنية، ولفظته معظم، إن لم تكن كل الجرائد والمواقع الإخبارية المغربية، بسبب سوابقه العديدة في فحش الكلام ودعارة الفعل، فلم يجد من “ملاذ كلامي” سوى “الدرابكي” بالولايات المتحدة الأمريكية، وأصحاب البؤرة شبه العائلية التي يملكها الكوبل اليوتيوبرز من جمهورية الصين الشعبية.

ولئن كان “الصمت أفضل ما يطوى عليه الفم”، كما يقول شاعر العراق الكبير، إلا أن النقيب السابق آثر عكس ذلك، واختار إلقاء الكلام على عواهنه، وإشاعته بين رواد العالم البديل، ورجم الناس والمؤسسات بالكذب والبهتان، في قضايا زجرية صدرت فيها أحكام قضائية وأضحت عنوانا للحقيقة. ولم يجد النقيب الكبير في السن بديلا عن الكوبل الفيلالي وبؤرتهما شبه العائلية لنشر هذا الكلام المتواتر، والاتهام الممنهج ضد الأشخاص والمؤسسات، مع تذييله طبعا ببعض الخلاصات والاستنباطات الشخصية، قبل إعادة نشره وكأنه الحقيقة الرديفة للحقيقة القضائية.

لكن الذي يجهله أو يتجاهله الكوبل اليوتيوبرز، هو أن بؤرتهما شبه العائلية ليست منصة افتراضية محصنة ضد المتابعة أو الملاحقة القضائية، خصوصا عندما يتجاوزان حدود “النشر الخام” ويعمدان إلى التصرف المخدوم في الحوار مع تذييله بمواقفهما الشخصية وخلفياتهما الجاهزة. ولهم أبلغ دليل على ذلك هو تلكم الأوامر التنفيذية التي أصدرها الرئيس دونالد ترامب في حق المنصات التواصلية الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية، عندما تجاوزت سقف النشر ودخلت مرحلة التعليق وإبداء الرأي.

كما أن الذي يغيب، ترجيحا، عن ذهن الكوبل اليوتيوبرز، هو أن بؤرتهما شبه العائلية لا يمكنها أن تتحول إلى منصة لخوض الحروب بالوكالة بين محمد زيان ووهيبة خرشش وعزيز بومهدي، مع التجاسر عمدا على إقحام المؤسسة الأمنية في هذه القضية لتصريف رسائل عبثية واعتباطية. كما لا يمكنهما أيضا أن يتحولا إلى ما يشبه “المأموم” الذي يرجع الصدى في غياهب اليوتيوب نيابة عن محمد زيان ووهيبة خرشش.

لكن الغموض الذي يكتنف سر الاهتمام المفرط للكوبل اليوتيوبرز باحتضان النقيب السابق، سرعان ما ينجلي ويتلاشى بشكل كامل، عندما نعلم بأنه لا يوجد، سواء في المغرب أو خارجه، أية منصة أو منبر إخباري قادر على نشر تصريحات محمد زيان التي يتباهى فيها باستعداده لتعرية أردافه وخاصرته أمام الرأي العام المغربي في القنوات الرسمية العمومية. لكن وحده القادر على ذلك هو الكوبل الصيني وبؤرتهما شبه العائلية.

تاريخ الخبر: 2020-12-16 18:26:59
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية