أنس العمري ـ كود//
إلى متى سيستمر اختناق كازا اقتصاديا بسبب (كورونا)؟ سؤال قد يبدو في ظاهره غير قابل للطرح في ظل الظروف الصحية التي ما زالت تمر منها المملكة نتيجة استمرار الوباء في حصد المزيد من الإصابات والوفيات يوميا، لكنه بات مصدر إزعاج للكثيرين من سكان العاصمة الاقتصادية، نظرا للأضرار الفادحة التي أحدثها الفيروس على مستوى الرواج التجاري، وما خلفه من تغييرات جذرية على مختلف مناحي حياتهم لدرجة جعلتهم يطبعون مع الجو الكئيب الذي يخيم على مدينتهم حاليا.
ومبعث طرحهم لهذا السؤال هو ما شهدته الوضعية الوبائية في أكبر مدن المملكة من مستجدات في الأسابيع الأخيرة. ففي الوقت الذي بدأت تسير هذه الوضعية نحو التحسن بتراجع عدد الإصابات المسجلة، وكذا الحالات الحرجة التي تستقبلها أقسام الإنعاش، لم يلاحظ مواكبة ذلك بأي إجراءات، على غرار ما سجل في عدد من أقاليم المملكة، حيث تقرر تحفيف تدابير الاحترازية باعتماد سلسلة خطوات، منها تمديد مواعيد إغلاق عدد من الفضاءات، بما فيها المقاهي والمطاعم.
ودفع هذا «الجمود الرسمي» في التفاعل مع هذه التطورات الأخيرة الكازاويين إلى النظرة بعين عدم الرضا على طريقة تدبير والي جهة الدار البيضاء -سطات، سعيد حميدوش، للأزمة بالمدينة، ليخلف بذلك موعدا جديدا مع المواعيد التي أظهرت فيها المملكة مدى حنكتها العالية في التعامل مع هذا الظرف الصحي الاستثنائي، مرسخا الانطباع السائد بشأنه بأنه «مفيدوش» وغير قادر على تسيير شؤون مدينة من حجم الدار البيضاء.
ويعيش القلب النابض للمملكة اقتصاديا حاليا وضعية صعبة جدا، إذ بات مقبلا على «السكتة القلبية»، بعدما تفاقمت حدة الأزمة نتيجة البطء الشديد الذي يخيم على الرواج التجاري، والذي امتد إلى مختلف القطاعات، في ظل توقف الحياة بشكل كامل بالمدينة مع الثامنة مساء.
ويأمل الكازاويين أن يسير حميدوش على نفس النهة الذي سارت عليه جهات أخرى، حيث ساهم إقرارهم تخفيف قيود (كورونا)، على إثر ما سجلته الوضعية بها من تحسن، في التنفيس على هذه المناطق اقتصاديا، وهو ما كان له انعكاس أيضا على شكل الحياة، حيث بدأت ساكنتها في استعادة بعض مظاهرها لتنفض عنها بعضا من غبار تعب شهور من مواجهة الوباء، والتي خلفت آثارا نفسية شديدة قد يعجز البعض عن التخلص منها في الأمد القريب.