أنس العمري ـ كود//
الوقت واقفة بمرة فكازا. ففي شهادات استقتها «كود» من مهنيين في قطاعات مختلفة، اشتكى غالبيتهم من البطء الشديد الذي تعيش على وقعه حركة الرواج التجاري، نتيجة تفشي وباء (كورونا)، والذي دفع الحكومة إلى سن مجموعة من التدابير الاحترازية لوقف زحفه بالمدينة.
وأكد مستثمر في المقاهي والمطاعم، ل «كود»، أن المداخيل تسجل، ومنذ اعتماد «الحجر الصحي» الجزئي، انخفاضا بأزيد من 70 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية.
وأوضح المصدر نفسه أن مجموعة من أصحاب محلات يتخبطون في مشاكل مالية معقدة، ما يدفعهم إلى التفكير في إغلاقها بشكل نهائي أو تغيير نوعية نشاطها التجاري نتيجة تراكم الديون، والتي باتوا يجدون صعوبة كبيرة في سدادها، ليجدوا أنفسهم مهددين بمواجهة شبح الإفلاس.
هذا الوضع المادي الذي تزرح تحت وطأته المقاهي والمطاعم ليس بأفضل في باقي القطاعات في العاصمة الاقتصادية. فنبرة التشاؤم ذاتها تخيم على حديث باقي المستثمرين في مجالات مختلفة، والذين أشاروا إلى أن الخسائر تسير نحو التفاقم، في ظل محدودية حركة البيع والشراء.
وفي هذا الصدد، يؤكد صاحب محل لبيع الألبسة الجاهزة في منطقة آنفا «كاين شي نهارات مكنبيعو فيهم والو. ونحاول جاهدين باش منسدوش ونقطعوا أرزاق الناس لي مخدمين».
وأضاف «الحمل بدا كيثقال بزاف. وماعارفينش واش غادي نقدرو نتمشاو أكثر مع هاد الوضع والمحافظة على استثماراتنا إلى أن أن تزاج هذه الغمة الصحية»، وزاد موضحا «المهم دابا عندما هو منسدوش.. أما الأرباح مكايناش ها العار غا نخلصو الديون والوجبات لي علينا..ونؤدي أجور الخدامة».
ويعيش القلب النابض للمملكة اقتصاديا حاليا وضعية صعبة جدا، إذ بات مقبلا على «السكتة القلبية»، بعدما تفاقمت حدة الأزمة نتيجة الشلل الذي يصيب حوكة الرواج التجاري، والذي امتد إلى مختلف القطاعات، في ظل توقف الحياة بشكل كامل بالمدينة مع الثامنة مساء.
وكانت الحكومة أعلنت، منذ أسابيع، عن اعتماد استراتيجية جديدة لوقف زحف الوباء بالمدينة تضمنت عدة إجراءات تمثلت في منع جميع أشكال التنقل الليلي ما بين الساعة 9 مساء والسادسة صباحا، باستثناء التنقلات لأسباب صحية ومهنية، وإلزامية التوفر على رخصة استثنائية للتنقل من وإلى العمالات والأقاليم المذكورة، مسلمة من طرف السلطات المحلية المختصة، وإغلاق ملاعب القرب والمنتزهات.
كما شملت هذه الإجراءات، التي طالت مدن أخرى توجد في النفوذ الترابي للجهة، إغلاق المطاعم والمقاهي على الساعة 8 مساء، وإغلاق جميع المتاجر والمحلات التجارية الكبرى على الساعة 8 مساء، وتوقيف التنقل عبر حافلات النقل العمومي والطرامواي، على الساعة التاسعة مساء، وإغلاق أسواق القرب على الساعة 3 زوالا، وتشجيع العمل عن بعد، في الحالات التي تسمح بذلك.
وأشار بلاغ صدر في هذا الشأن أنه سيجري الإبقاء على جميع التدابير الاحترازية المعمول بها سابقا، من إغلاق للحمامات وقاعات الرياضة، ومنع التجمعات التي يفوق عدد أفرادها 10 أشخاص.
