الزلازل والسيول ظواهر طبيعية لها تأثير سلبى على البشر، تدمِّر حياة الناس وسُبل عيشهم وتمثل الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن المخاطر البيئية والطبيعية عقبة رئيسية فى طريق التنمية المستدامة لأى بلد.
اقرأ أيضا| كيف تستثمر «السكة الحديد» في تدريب العنصر البشري؟| صور
وعن محاولات الدولة فى الحد من الآثار السلبية للكوارث الطبيعية يقول الدكتور عبدالرحيم قناوى أستاذ ورئيس قسم التخطيط العمرانى بكلية الهندسة جامعة الأزهر إن هناك مجهودات جبارة من الدولة للحد من الآثار التى تنجم عن الظواهر والكوارث الطبيعية مثل الزلازل والسيول المدمرة، أولها من خلال إصدار تنبؤات وإنذارات دقيقة فى شكل يسهل فهمه، وبتوعية الناس بكيفية التأهب لهذه الأخطار، قبل أن تصبح كوارث، يمكن حماية الأرواح والممتلكات.
ويضيف أنه بالتركيز على الحد من مخاطر الكوارث فمن الممكن أن يحول استثمار واحد دولار فى التأهب للكوارث دون حدوث ما قيمته سبعة دولارات من الخسائر الاقتصادية المتعلقة بالكوارث، وهو ما يمثل عائداً كبيراً للاستثمار، وتتولى بعض المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والمراكز المتخصصة المسؤولية عن بحث الأخطار الطبيعية والتنبؤ بها مثل (الزلازل والسيول).
ويتابع قناوى أنه بمراجعة الفترات الزمنية السابقة نجد أن ظاهرة التغير المناخى هى ظاهرة ملمومسة ولها آثارها المستمرة على العمران المصرى، حيث باتت الأمطار الغزيرة ليست نادرة كما سبق بل نجد إنها تتساقط باستمرار على جميع أنحاء البلاد. وحيث إن هناك الكثير من المناطق العمرانية غير مؤهلٍ لذلك من الأساس وأنه تم إنشاؤه دون البنية الأساسية اللازمة للتصدى، لذلك فإننا نجد أن الآثار متعددة النواحى والخسائرة عديدة، ومن ثم لابد من إعادة النظر للبنية الأساسية للمناطق العمرانية وبالأخص المناطق العشوائية وغير المخططة حتى نتفادى تلك الكوراث المستمرة.
وكما هو الحال فى التغير المناخى وآثارة نجد أن هناك أيضاً تغيرًا مستمرًا فى التكوينات الأرضية وجيولوجيا الأرض، حيث تواتر الهزات الأرضية والزلازل، فنجد أن مصر فى الآونة الأخير تعرضت للعديد من الزلازل متنوعة القوة والسيول التى دمرت قرى وراح ضحيتها عدد من المواطنين، ولابد أن تكون هناك دراسات استباقية للتنبؤ بموعد ومكان تلك الزلازل حتى يتسنى للجهات المعنية تفادى الأخطار الكارثية بكل أنواعها، كما يمكن حماية الأرواح والممتلكات، وبالنظر إلى الاتجاهات الحديثة فى التخطيط العمرانى نجد هناك العديد من المُخططين يقترحون فكرة «المدينة المرنة»، وهى المدينة القادرة على التصدى واستيعاب تلك المخاطر والكوارث والتكيف مع تبعياتها.
وحول الجاهزية لمواجهة السيول عقدت اللجنة الدائمة لتنظيم إيراد نهر النيل اجتماعها الدورى برئاسة الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، وبحضور القيادات التنفيذية بالوزارة والمركز القومى لبحوث المياه، لمتابعة موقف إيراد نهر النيل للعام المائى الحالى وتأثيره على إجمالى الموارد المائية فى مصر وما يتطلبه ذلك من تنفيذ آليات إدارة وتوزيع المياه بما يحافظ على المنسوب الآمن لنهر النيل وفرعيه, واستعرض الدكتور عبد العاطى الإجراءات التى تقوم بها الوزارة للاستفادة من الموارد المائية بالشكل الأمثل، وإدارة فترة أقل الاحتياجات المقبلة بأعلى درجة من الكفاءة، وسيناريوهات التعامل مع فترة أقصى الاحتياجات القادمة بالتزامن مع بداية العام المائى المقبل، مع الإعداد لتلبية الاحتياجات المائية للموسم الزراعى خلال الصيف المقبل، مشيرًا للإجراءات المتبعة لمواجهة موسم الأمطار والسيول، ومتابعة موقف تنفيذ مشروعات الحماية من أخطار السيول والجارى تنفيذها حالياً.
وشدد عبد العاطى على ضرورة المرور والمتابعة المستمرة لمنشآت الحماية من مخاطر السيول والتأكد من جاهزيتها لاستقبال الأمطار، والتأكيد على جاهزية قطاعات وجسور الترع المصارف لمجابهة أى طارئ، وجاهزية جميع المحطات وخطوط التغذية الكهربائية المغذية لها، ووحدات الطوارئ النقالى عند المواقع الساخنة، مع الحفاظ على المناسيب الآمنة بالترع والمصارف لمواجهة أية ازدحامات فى المجارى المائية.
وكانت وزارة الموارد المائية والرى قد اتخذت جميع الاستعدادات والتدابير اللازمة لمواجهة أخطار موسم الأمطار الغزيرة التى تشهدها بعض المحافظات، بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية بالدولة، ورفع حالة الاستنفار العام بكل أجهزة وقطاعات الوزارة من خلال خطة تشمل التنسيق التام بين الأجهزة المعنية لمتابعة حالة الأمطار بشكل دائم.
كما تقوم الوزارة باتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على المجارى المائية من التعديات والتلوث، وذلك للحفاظ على المجارى المائية وضمان حسن إدارة وتشغيل وصيانة المنظومة المائية وتحسين الخدمات المقدمة لجموع المنتفعين وحماية أملاك الدولة على المجارى المائية. ووجه عبد العاطى بضرورة أن تكون اللجنة فى حالة انعقاد مستمر لإتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعامل مع إيراد النهر ومتابعة الموقف المائى ومواجهة موسم الأمطار والسيول.
