أسفرت شاحنات الكسارات بحفر الباطن، عن أضرار بيئية وصحية جسيمة، فضلا عن التشوه الذي تسببه لمعالم المنطقة وتلوث الهواء. وشكا أهالي «هجرة أم قليب» من استمرار عمل الكسارات المخالفة، رغم ما سببته لهم من أزمات متعددة، من بينها نفوق الماشية، والتأثير على الغطاء النباتي، فضلا عن تلوث الهواء، مناشدين الجهات الرسمية سرعة التدخل لإنهاء معاناتهم.
تعمل بدون تصاريح
قال المواطن عبدالله هندي إن سكان هجرة أم قليب، يعانون من تعدي الكسارات على الأراضي المحظورة، والتي أثرت على الغطاء النباتي ولوثت البيئة ودمرت الطرق، مشيرا إلى أن هذه الكسارات تعمل بدون تصاريح.
وأضاف إن المنطقة يوجد بها أصحاب المواشي من الإبل والغنم، من سكان الهجرة، فضلا عن منسوبي مدينة الملك خالد العسكرية وسكان من محافظة حفر الباطن، مشيرا إلى أن الكسارات تسببت في نفوق عدد كبير من الإبل والأغنام.
لجان رسمية أوصت بإيقاف عملها
أكد المواطن علي عشوان، معاناة سكان هجرة أم قليب، من وجود الكسارات نظرا لما تسببه من أضرار صحية وبيئية. وأضاف إن المتضرر الأكبر، هم أصحاب الماشية والإبل وذلك بسبب القضاء على المراعي والتأثير على الغطاء النباتي، فضلا عن التلوث البيئي مع العلم بأن هذه الكسارات موجودة في أماكن محظورة بموجب الأمر السامي الخاص بذلك.
وقال إنه جرى - في السابق - تشكيل لجان، أوصت بإيقاف العمل لما يترتب على وجودها من آثار صحية وبيئية، وتم إيقاف عملها، مع العلم أنه توجد شركات حاولت الحصول على رخصة لمزاولة العمل بالمنطقة إلا أن طلبها رفض من قبل الثروة المعدنية.
وتابع «فوجئنا بشركات تعود للعمل مرة أخرى في نفس الموقع متجاهلة صحة الأهالي والبئية والغطاء النباتي ومصلحة أصحاب الماشية»، مشيرا إلى أن الكسارات تسببت في أضرار كثيرة ويجب الوقوف بحسم ضد هذه المخالفات.
تطبيق الأنظمة ضد المخالفين
أوضح المواطن جلوي ذياب أنه في السابق جرى حظر عمل الكسارات في كل من «الصمان» و«الدبدبة»، إلا أن الأهالي فوجئوا بدخول كسارة في إجازة عيد الأضحى لعام 1440هـ، ثم توالت بعدها الكسارات المخالفة.
وأضاف إن الكسارات تتسببت في أضرار بيئية كبيرة، من بينها التأثير على الغطاء النباتي خاصة شمال الصمان، المأهولة بأصحاب المواشي، مشيرا إلى نفوق عدد من الإبل، بسبب تلك المشكلة. وناشد «ذياب»، الجهات المسؤولة ضرورة التدخل وتطبيق النظام بحق أي مخالف.
أضرار صحية نتيجة التلوث
طالب المواطن محمد بن مناحي، برفع الضرر عن سكان هجرة أم قليب، وإزالة الكسارات الموجودة قرب الهجرة من جهة الغرب، مشيرا إلى أنها تسببت في العديد من الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي، كالربو والحساسية.
وأضاف إن الأضرار شملت نفوق بعض المواشي من الإبل والأغنام، فضلا عن الأضرار المتعلقة بتفجير «الديناميت» المستمر قرب الماشية إلى جانب التأثير على الغطاء النباتي وتلويث البيئة.
وبين أن الكسارات تسببت أيضا في الإضرار بالطرق، إلى جانب عدد من الحوادث المرورية، على طريق الرياض - حفر الباطن.
أماكن مخصصة للرعي
ذكر المواطن نواف ماجد، أن الكسارات تسببت في آثار سلبية كبيرة، على الغطاء النباتي والحيواني والبيئي، مشيرا إلى أضرارها الكبيرة على الصحة العامة، خاصة ما يتعلق بالتلوث الهوائي، والغبار الكثيف المتطاير جراء عمل الكسارات التي لا تستوفي الشروط اللازمة.
وقال إنها تعمل في أماكن مخصصه للرعي والكائنات البرية، وهو ما سبب تدهورا في البيئة الطبيعية المحيطة بهذه الكسارات، مطالبا بأهمية الحسم ضد هذه المخالفات خاصة وأن المملكة تولي البيئة والصحة العامة اهتماما متزايدا.
آثار مدمرة للبيئة
بين المواطن خالد العبيوي، أنه لم يكن يتوقع تدهور أماكن الرعي التي تزدهر في موسم الأمطار، وأن تتحول بمرور السنوات إلى مواقع للكسارات المدمرة للبيئة.
وقال إن غبار الكسارات يصل إلى الأحياء السكنية، وأصبحت صداعا يوميا يقلق راحة الأهالي، فضلا عن أن الحفر الناتجة عنها تمثل خطرا، يستخدمها اللصوص في إخفاء مسروقاتهم، مشيرا إلى أن الكسارات، أصبحت سببا رئيسيا لنفوق الإبل في هجرة أم قليب.
«الأمانة» تلتزم الصمت
بدورها، تواصلت «اليوم» مع أمانة حفر الباطن ممثلة في المتحدث الرسمي علي المطيري في 24 نوفمبر الماضي، ومدير العلاقات العامة سعود الصقري الإثنين الماضي، ولم يتم الرد على الاستفسارات المتعلقة بموضوع شاحنات الكسارات المتنقلة.
