ماذا يلزم لتضمن الرباط استمرارية الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ؟


تصاعدت أصوات محذرة بعد إعلان دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه وأن ما تضمنه الإعلان يمثل موقف الدولة الأمريكية، و عبرت عن شكها في إمكانية حفاظ الإدارة المقبلة بقيادة الرئيس الجديد جو بايدن على نفس الموقف.

وفي هذا الصدد يجيب أستاذ تسوية النزاعات بأمريكا محمد الشرقاوي عن سؤال “ما الذي يلزم حتى تطمئن الرباط لاستمرارية الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء التاريخي؟”، ويتحدث عن جبهة معارضة تتبلور في الولايات المتحدة.

يقول الشرقاوي في حوار مع “الأيام” إن الرئيس ترامب “برغماتي وسيّد فنّ إبرام الصفقات، وهو يفضّل التعامل مع أشخاص معينين بدلا من الدبلوماسية العادية عبر قنوات السفارات ووزارة الخارجية. ومما يزيد في أهمية هذا المنحى العملي عنصر الوقت وماذا يستطيع تحقيقه في أقل من خمسة أسابيع قبل مغادرة البيت الأبيض. وهي فترة زمنية غير نشيطة، وواشنطن السياسية والشعبية على أبواب عطلة عيد الميلاد ورأس السنة، وتستمر إجازة الكونغرس حتى منتصف الأسبوع الأول من الشهر المقبل، وهناك إجراءات بيروقراطية ينبغي اتخاذها عبر وزارات الخارجية والدفاع والمالية، وأيضا وكالة الاستخبارات لاستكمال المسح الأمني قبل فتح القنصلية الأمريكية في الداخلة”.

وينبه إلى أن السؤال مازال معلقا “أين وصل التنسيق بين البيت الأبيض والكونغرس بشأن صفقة الأسلحة التي يترقبها المغرب. ومن باب المقارنة، ماتزال صفقة طائرات F-35 للإمارات بقيمة 23 مليار دولار موضع سجالات بين الكونغرس والبيت الأبيض بعد خمسة أشهر من قبول أبو ظبي صفقة التطبيع مع إسرائيل”.

ثم تابع حديثه قائلا : “بعد تسلّم الرباط هدية «الخارطة الجديدة» من السفير الأمريكي فيشر، تتوقع الرباط أن يكون لهذا التحوّل دلالة سياسية في الأمم المتحدة. فهل يستطيع البيت الأبيض إقناع بقية أعضاء مجلس الأمن بتأييد إعلانه الرئاسي، والمنطق يقول أن اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، وهي القوة العظمى ذات النفوذ، ينبغي أن يؤدي إلى تحوّل مماثل في نيويورك، وليس واشنطن فحسب. من ناحية أخرى، مادام المغرب يرفض مطالب نتنياهو بتطبيع كامل وتبادل السفراء وزيارته المغرب والتباحث مع الملك، هل سيحترم الرئيس ترامب وفريق مستشاريه خيارات المغرب في هذه المرحلة، أم يبدؤون مقايضة أخرى: إقرار الرباط بتطبيع كامل قبل تشييد القنصلية أو استكمال صفقة الأسلحة! ”

أستاذ تسوية النزاعات أوضح في حديثه لـ”الأيام” أنه “قد تقول بعض الجهات في الرباط أنها حصلت على ضمانات من فريق ترامب بالالتزام بما تم من اتفاق، وتلوّح بأنها تواصلت مع فريق بايدن بأنه لن يغير مسار هذه العملية. أتمنى أن يكون هذا تفاؤلا واقعيا لا تضعفه المرحلة الانتقالية بين خروج ترامب ودخول بايدن إلى البيت الأبيض. لكن لا يمكن تجاهل ما يبدو أنه جبهة معارضة تتبلور هذا الأسبوع، وتضم جمهوريين وديمقراطيين يعارضون فحوى الإعلان الرئاسي لترامب. ننتظر نتائج انتخابات ولايتي جيورجيا وأريزونا وهل ستمنح الديمقراطيين الأغلبيةَ في مجلس الشيوخ فضلا عن مجلس النواب بداية الشهر المقبل.

باختصار، يقول الشرقاوي، “هي صفقة مركبة ويتوقف تطبيقها في أرض الواقع على إجراءات مركبة والإبحار فوق موج غير هادئ بالنظر إلى المرحلة الانتقالية وكيف ستكون تركيبة الكونغرس الجديدة، وبالنظر إلى أن حكومة بايدن الجديدة لا تشمل ديمقراطيين من الجناح الوسطي المعتدل فحسب، بل وأيضا ممثلين للجناح اليساري، جناح السناتور بيرني ساندرز والسناتور إليزابيث وورن. هي أيضا حكومة مركبة ستسعى إلى توافقات بين جناحي الحزب أكثر من مجاراة الاختيارات السياسية للرئيس المنصرف ترامب”.

تاريخ الخبر: 2020-12-25 13:15:06
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 68%
الأهمية: 78%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية