لا يختلف اثنان على أن المدينة الحمراء هي تلك الوجهة السياحية المميزة التي يعشقها كل من حط رحاله فيها لمرة واحدة فقط، دون أن يتردد أو يتأخر لحظة يجد نفسه يعود إليها، فهي المدينة التي تتميز بمجموعة من الخصائص التي قد تجده بعض في عدة مدن مغربية، إلا أنك لا يمكن أن تجدها مجتمعة بشكل كلي بمدينة واحدة سوى في مراكش التي صفت في الكثير من المناسبات وعلى مدار سنوات بكونها الوجهة المفضلة لدى الزوار من كل أنحاء العالم.
اسم المدينة الحمراء ينسب إلى لون مبانيها الأحمر وجمالية أشعة شمسها الذهبية
تقدم مساحة مدينة مراكش بحوالي 230 كيلومتر مربع وقد صنفت أنها المدينة الحمراء انتسابا إلى لون مبانيها الأحمر إضافة إلى لون الشمس الذي يكون بلون الحناء المنقوشة في يد العروس لا سيما عند المغيب وهو المنظر الذي يسافر من أجل رؤيته الملايين من بلدانهم من كل أنحاء المعمور صوبها للاستمتاع به، فهو منظر مختلف وجذاب ولا يمكن أن تشعر بجماليته إلا بمراكش خاصة قرب منطقة النخيل الأخضر الذي يجعل هذه المدينة عاصمة للنخيل وعاصمة للسياحة ، فهي تمتاز بسحر جمالها الذي تجده في كل أرجائها وفي جميع حدائقها إضافة إلى صفاء ونقاوة هوائها ومعمارها القديم الذي لن تجد له مثيلا والذي يختزل تاريخ المدينة العريق.
تنوع المميزات بالمدينة الحمراء يجعلها مختلفة عن نظيراتها بالمغرب
مراكش الحمراء التي تتميز بكل لمسات رائعة تبعث الروح في النفس وتمزج بين حر وحرور وظل وظليل وثلج ونخيل ومياه عذبة وطبيعة خلابة وأماكن ساحرة تجعل الزائر لا يمل ولا يكل من تواجده بها، فالتنوع في المدينة الحمراء سيد المواقف، إذا رغبت في الطبيعة ستجدها وإذا رغبتها في اكتشاف المعالم والمآثر التاريخية سترى منها ما يكفيك ويزيد، إذا رغبت في اكتشاف جمالية السحر الخلاب والتقاليد العريقة التاريخية المتجدرة في العمق لن تمل من ذلك، فكل ما قد يخطر على بالك من متعة روحانية ومتعة صحية ونفسية فكله بمدينة مراكش متاح .
اختلاف الفضاءات وتنوعها وكثرتها تجعل المدينة الحمراء قبلة للزوار
مراكش المدينة الجذابة التي تتميز بنظافتها في كل شيء وأناقتها في كل صغيرة وكبيرة، انطلاقا من شوارعها الساحرة المميزة بلمسات خضراء ساحرة ترمز لطبيعة الماء والخضرة التي لا تختفي ولا تموت في المدينة حتى في فصل الصيف، مرورا بتلك الأسواق المتنوعة بين التقليدية والشعبية والعصرية التي يجد فيها الزائر ضالته والتي تفتح المجال أمامه للاختيار ، أنها مميزة في كل شيء وتقدم أمامه كل شيء حتى لا يتذمر من زيارته لها، فهي المدينة الوحيدة التي لن تخاف أن تصيبك لعنتها، كونها تحتضنك بذراعيها لتجعلك راض عنها في كل زيارتك لها، فهي الأم الحاضنة بحنانها ودفئها الذي لن ترى له مثيلا مهما اكتشفت من مدن حول العالم.
ساحة جامع الفنا الوجهة الأولى للزوار وقلب عاصمة النخيل النابض بالحياة
تتميز المدينة بمجموعة من الفضاءات الرائعة التي تتنوع وتختلف والتي يمكن للزائر اكتشافها والاستمتاع بها والتي تعد أولها ساحة جامع الفنا التي تقع في قلب عاصمة النخيل مدينة ،وهي عبارة عن فناء شعبي خاص بالترفيه والفرجة والتسوّق لسكان مراكش والسياح القادمين إليها، وتعتبر القلب النابض للمدينة، فهي نقطة التقاء يأتيها الزوار والسياح من أغلب مناطق العالم من أجل الاستمتاع برؤية العروض الجميلة خاصة عروض مروّضي الأفاعي، ورواة القصص والأحاجي الرائعة، وقد صنفت هذه الساحة ضمن قائمة التراث اللامادي الإنساني من قبل منظمة اليونيسكو خلال العام 2001.
أسواق مراكش جمالية خاصة وتنوع في العرض لفتح الفرص أمام الزوار
ثم يمكن للزائر أن يكتشف المحطة الثانية بالمدينة الحمراء وهي أسواق مراكش الأكبر والأشهر في المغرب، حيث اشتهرت في جميع أنحاء العالم باعتبارها واحدة من أكثر الأماكن المغربية للتسوق، فهي تمثل أقدم جزء من المدينة، توجد الأسواق التقليدية بالمدينة الحمراء شمال ساحة جامع الفنا في الأزقة والشوارع الصغيرة، وقد أنشأ مجموعة من الباعة ورش عملهم في الشوارع الخلفية من مراكش مما يجعل الأسواق واحدة من الأماكن الأكثر حيوية في المدينة.
حديقة ماجوريل لمسة طبيعية خاصة تمتاز بها مدينة مراكش عن غيرها من المدن
كما تتميز المدينة أيضا بعد حدائق رائعة وتاريخية ولها مميزات كثيرة وأولها وأكثرها شهرة في العالم حديقة ماجوريل الوجهة السياحية بامتياز، هذا المكان، المخبأ وراء الجدران العالية، يحتوي على العديد من النباتات، من جميع الأنواع ومن جميع أنحاء العالم،تعتبر حديقة ماجوريل المكان الأمثل والذي لا مفر منه تقريبا للحصول على صور تذكارية جميلة، إضافة رونقها الساحر والخيالي الذي لا يمكن أن تجده إلا بداخلها.
معلمة مسجد الكتبية خامة ثقافية تاريخية في قلب المدينة الحمراء
كما أن مراكش تتميز بجمالية مآثرها التاريخية، التي تعتبر الكتبية إحداها وهي معلمة إسلامية تم بناؤها سنة 1158م في عهد الموحدين من طرف عبد المومن الكومي أختزل اسم الكتبية من اسم الكتبيين وهو اسم سوق لبيع الكتب كان بجانب المسجد، وهو من المساجد الكبيرة بمراكش وله تاريخ عريق ولا يمكن للزائر أن يحط رحاله بالمدينة دون أن يمر لرؤية هذه المعلمة المميزة القديمة والتاريخية.
قصر الباهية طراز أندلسي وروضة خضراء من رياض الثقافة المغربية
كما يمكن للزائر أن يتجه لاكتشاف معلمة تاريخية جد رائعة وهي قصر الباهية الذي يوجد على طول الحافة الشمالية لحي الملاح، بمدينة مراكش ممتدا على مساحة ثمانية آلاف متر مربع. يحتضن القصر ذو الطراز الأندلسي المغربي، حدائق مخضرة ومسجدًا وإسطبلًا وأحواض مياه، ورياضًا تتوسطه نافورة، وأروقة كاملة من الغرف الواسعة، مزينة جدرانها بزخارف الرخام الملونة، ذات أسقف خشبية منحوتة بأياد دقيقة.
حدائق المنارة أكبر مساحة من أشجار الزيتون يزينها صهريج مائي
مراكش تتوفر أيضا على الكثير من الفضاءات المتنوعة التي يمكن للزائر اكتشافها التي تعتبر حدائق المنارة من بينها وهي عبارة عن صهريج سباحة كبير وحديقة كبيرة مزروعة بأشجار الزيتون بني في عهد الموحدين لتدريب الجنود على السباحة. دون أن ننسى الحديقة السرية التي تقع في المدينة العتيقة بمراكش، الحديقة السرية هي معلمة تاريخية يعود تاريخها إلى سلالة السعديين. تعكس روعة الفن المعماري المغربي، توفر اثنين من المساحات الخضراء . “حديقة الاستوائية” حيث النباتات الحية من جميع القارات و “حديقة إسلامية” مستوحاة وصف الجنة المذكورة في القرآن الكريم.
بفضل خصائصها المتنوعة تبقى مراكش الوجهة المفضل لدى الزوار
رغم كل ما ذكرناه لا يمكن أن نختزل مدينة مراكش فيما قيل فقط، فهذه المدينة غنية جدا بكل ما قد يخطر على بال الفرد، من خصائص طبيعية وتاريخية وثقافية وسياحية وجمالية وروحانية يمكن أن تكون ملاذا لكل زائر يرغب في عيش لحظات من المتعة والتميز، وتجربة شيء منفرد وليس له مثيل في مكان آخر، فالوجهة ستكون طبعا هي المدينة الحمراء، كما أنه قد لا يقتصر على زيارة لهذه المدينة فقط بل سيكون هناك نصيب أيضا لباقي المناطق المجاورة التي تعد من بين أروع المناطق الطبيعية في المغرب، والتي تتميز أيضا بمجموعات من الخصائص التي لا يمكن الحديث عنها، بل برؤيتها مباشرة وعيش التجربة شخصيا.
تورية عمر / الثقافة المغربية الأوروبية
