نهاية السنة بالمخيمات ... تقارير ووقائع مفبركة


ترهات الآلة الإعلامية الجزائرية جزء من هستيريا تخديرية تقوم بها مخابرات الجار الشرقي

بقلم: الفاضل الرقيبي

بعدما أحرجت خرجات المجتمع المدني المغربي إلى المحبس والكركرات، وغيرها من المناطق الصحراوية، دعاية “بوليساريو”، التي تروج، منذ أكثر من خمسين يوما، أنها في حرب مفتوحة بالصحراء، وجدت “الماكينة” الإعلامية الجزائرية، التي سابقت نفسها، خلال الفترة ذاتها، لأجل إيهام المتتبعين أن جحافل “بوليساريو” تدك كل شبر في الصحراء، في وضعية لا تحسد عليها، بالنظر إلى إهمال الإعلام العالمي والجهوي لترهات “بوليساريو” والجزائر، معتبرا إياها لا تشكل حدثا، أمام التطورات المفصلية التي تعرفها المنطقة، وأثرها الحتمي على مآل قضية الصحراء، نظرا لوزن الفاعلين فيها، وهو ما جعل جنرالات بن عكنون يصدرون أوامرهم للقنوات الجزائرية بمواصلة إسهال الأكاذيب، الذي أصابهم، بعد العملية الأمنية المغربية منتصف نونبر بالكركرات، رغم ثبوت زيف المغالطات التي تبثها هذه القنوات، التي وظفت صور حرب الحوثي في اليمن، وبعض الأحداث في ليبيا، ومناورات باكستانية، على أنها صور “حصرية” من معارك يخوضها ثوار الجبهة، قبل أن يظهر فصل آخر من هذه المسرحية سيئة الإخراج، ألا وهو تقرير فوزي أيت علي لحساب التلفزة الوطنية الجزائرية، الذي كشف المستور بعدما فضحه صحراويو المخيمات، الذين تعرفوا بسهولة على المناطق التي صورت بها تلك المشاهد، وسخروا من بعض الرتوشات التي نسي المراسل الحربي، دون خوذة، أن يحكم إخراجها.

سكان المخيم الذين تيقنوا، من خلال برنامج الحاج فوزي، أن الحرب التي طبلت لها “بوليساريو” لا توجد إلا في مخيلة القيادة، ومن يريد تصديقها، استغربوا من قيام مراسل التلفزة الجزائرية بفبركة الصور والوقائع، بتلك الطريقة السخيفة، إذ يعلم جل الصحراويين أنه لا وجود لعائلة واحدة تسكن بتلك المنطقة الجرداء بـ “لمسامير”، في بادية المحبس، علما أن الصحراويين يسكنون أماكن بها طلح وكلأ لمواشيهم، لا مساحات شاسعة من الصخور، كما استهجنوا هراءه ومحاولته استغباءهم من خلال بث صور لبيوت إسمنتية وصهاريج دائرية الشكل، وبعض الدعامات قيل إنها لمنازل المدنيين، رغم أن عددا من الصحراويين يعلمون أن الأمر يتعلق، في الحقيقة، بمبان للمقر الجديد للناحية السادسة، التي استقرت بها بعد طردها من الرابوني، بسبب خلافات قائدها أباعلي حمودي مع وزير الدفاع السابق عبد الله لحبيب البلال.

ولعل ما أثار السخرية هو بعض قفشات ومقاطع تظهر قصفا عشوائيا باتجاه الأحزمة الدفاعية المغربية بأسلحة لا يتجاوز مداها أربعة كيلومترات، قال الحاج فوزي إنها من منطقة “لمسامير” و”الصبيطيين”، التي تم تصوير المشاهد بها، ناسيا أنها تبعد عن أقرب قاعدة مغربية بعشرين كيلومترا.
وأمام إفلاس الآلة الدعائية الجزائرية، التي كان لفبركتها الرديئة للصور والوقائع، أثر كارثي على سمعة القيادة بين الصحراويين، سارع جنرالات بن عكنون وأزلامهم بالرابوني، في إصرار على محاولة إقناع الجزائريين، قبل الصحراويين، بوجود حرب على مشارف حدودهم، إلى تنظيم ما أسموها استقبالات للعائدين من جبهات القتال من خلال حشد النساء والأطفال بالمخيمات في طوابير طويلة وأهازيج فلكلورية لعائدين من المنطقة العازلة لم يتوانوا من اللحظة الأولى عن الاعتراف لمقربيهم بعدم وجود أي حرب، وبأن إرجاعهم بتلك الطريقة للرابوني ليس سوى تغطية لسحب الأفراد الذين تم إلحاقهم بالنواحي العسكرية في خضم الحملة التعبوية، وصولات الشحن العاطفي التي تلت إعلان “بوليساريو” عن استئناف العمل المسلح بعد دخول القوات المغربية للكركرات.

ترهات الآلة الإعلامية الجزائرية حول الحرب المزعومة بالصحراء، ما هي إلا جزء من هستيريا تخديرية تقوم بها الدوائر الاستخباراتية الجزائرية التي تريد التغطية على التجاذبات الحاصلة بين ضباط الجيش الجزائري حول عدة ملفات حساسة، من خلال إطلاق حملة “بروباكندا” شعواء المقصود منها بالدرجة الأولى إلهاء الرأي العام المحلي الذي يتحين الفرصة للعودة لساحات التظاهر والاحتجاج، على استمرار عصابة الجنرالات في سرقة دولته المدنية التي التف عليها التيار العسكري عشية الإطاحة ببوتفليقة وتنصيب تبون بانتخابات أصبحت أضحوكة القرن، وكان من الأجدر للوسائط الإعلامية الجزائرية أن ترافق الإرادة الشعبية الصادقة في التخلص من نظام استبدادي طمس أصوات الأحرار، وزج بهم في السجون، ومارس عليهم أبشع أشكال التعذيب، كما جاء في مذكرة البرلمان الأوربي، عوض الانبطاح للعسكر، ومسايرتهم، منخرطة، على مر سبعة أسابيع، من أجل إثبات أن هناك حربا تتهدد الجزائر، قبل أن يتبين للعام والخاص أن ما يحدث مجرد أضغاث أحلام غفوة تمر بها “بوليساريو” وصانعوها، ولمن أراد الحقيقة ما عليه إلا الوقوف عند الطرق البيضاء الخارجة من تندوف نحو الشمال المالي والموريتاني ليرى بأم عينيه عشرات الشاحنات التي تحمل ما يفترض انه إعاشة عسكرية لجنود الجبهة وهو يتجه إلى المؤلفة قلوبهم ممن تعرف الجزائر أنهم امتداد لأذرعها الاستخباراتية، والعجيب أن كاميرا الرقيب فوزي أيت علي التقطت أقصافا خيالية ولكنها تغاضت عن القوافل المحملة بمواد اقتنيت بأموال بني جلدته و هي تهرب نحو الإرهابيين و الجهاديين، في حين يتظاهر سكان سطيف وضواحيها على شح مادة السميد، وعدم وجود قارورات الغاز، في عز موجة البرد هاته. وصدق من قال عندهم “خبز الدار ياكلو البراني”.

تاريخ الخبر: 2021-01-06 10:20:47
المصدر: جريدة الصباح - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

تقرير رسمي.. تدهور حاد لمستوى عيش الأسر المغربية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 15:26:08
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني.. "عمدة" الدراما المصرية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 15:27:01
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

الاستقلال يفتح باب الترشح لعضوية اللجنة التنفيذية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 15:26:12
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 60%

وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني.. "عمدة" الدراما المصرية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 15:26:58
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 58%

الاستقلال يفتح باب الترشح لعضوية اللجنة التنفيذية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 15:26:16
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية