تطورت الأحداث في الولايات المتحدة بشكل سريع، وذلك بعد أسبوع من اقتحام عناصر مؤيدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، «الكونجرس» الأمريكي، تزامنا مع جلسة للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد في نوفمبر من العام الماضي، والتي أسفرت عن فوز المرشح عن الحزب الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات، وكانت الأنظار تتجه صوب مايك بنس، نائب ترامب، لتفعيل المادة 25 من الدستور الأمريكي الخاصة بعزل الرئيس.

وأعلن «بنس» نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسمياً رفضه اللجوء إلى المادة 25 من الدستور الأمريكي، لعزل الرئيس الأمريكي الحالي، وفقا لما ذكرته شبكة«سكاي نيوز» الإخبارية.

والمادة 25 من دستور الولايات المتحدة، تنص على تسليم مقاليد الحكم إلى نائب الرئيس في ظروف وفاة رئيس الدولة أو فقدانه القدرة على أداء مهام الرئاسة.

ونص المادة 25 يحتوي على 4 فقرات،عن كيفية عزل الرئيس، أو وفاته أو استقالته قبل إنهاء فترته الرئاسية.

وقرار «بنس»، سيدفع الديموقراطيين لتوجيه لائحة اتهامية للمرة الثانية ضد ترامب لمحاكمته في مجلس «الشيوخ» بهدف عزله.

وكانت رئيسة مجلس «النواب» الأمريكي، نانسي بيلوسي، قالت في وقت سابق، إن المجلس سيصوت على مشروع قرار يحث بنس على تسلم مقاليد الحكم من ترامب، موضحة أن التشريع حث بنس على عقد اجتماع لمجلس الوزراء للمضي قدما في تفعيل المادة 25 من الدستور.

وأشارت «بيلوسي»، إلى أن التشريع سيطلب من «بنس» التجاوب مع الدعوة في غضون 24 ساعة، وبعد انقضاء الفترة سيتم إطلاق إجراءات العزل بحق ترامب داخل مجلس النواب.

وقال نائب الرئيس الأمريكي، في رسالة إلى بيلوسي، إنه لا يعتقد أن مثل هذا الإجراء يصبّ في مصلحة الأمة الامريكية أو يتماشى مع الدستور.

وجاء ذلك عشية تصويت مجلس «النواب» الأمريكي على قرارين، أحدهما دعا بنس لعزل ترامب، والثاني حول عزل الرئيس الأمريكي الحالي من قبل «الكونجرس» بتهمة التحريض للعصيان. ومن المتوقع أن يجرى التصويت الثاني، اليوم.

وكان ترامب وبنس، التقيا مساء أمس الأول الاثنين في «المكتب البيضاوي»، وقال مسؤول أمريكي، لوكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، إن الرئيس ونائبه أجريا محادثة جيّدة، وجدّدا التأكيد على أن الذين انتهكوا القانون واقتحموا الكونجرس لا يمثّلون حركة «أميركا أولاً». وتعهد ترامب وبنس، مواصلة عملهما في سبيل البلاد.

نجلة «ديك تشيني»: سأصوت لإطلاق إجراءات مساءلة ترامب

وكانت ليز تشيني، السيناتورة الجمهورية، نجلة ديك تشيني النائب الجمهوري السابق للرئيس جورج دبليو بوش، قالت في وقت سابق، إنها ستصوت لمصلحة إطلاق إجراءات مساءلة ترامب.

وفي سياق متصل، اتهم أعضاء ديمقراطيون في مجلس «النواب» الأمريكي، ترامب بارتكاب جريمة خطيرة ضد البلاد تتطلب عزله من الرئاسة فورا.

وقال مساعدون لمشرعين كبار في «النواب»، إن زعماء الجمهوريين في المجلس لن يمارسوا ضغطا على أعضاء حزبهم ليصوتوا ضد عزل ترامب.

الأركان الامريكية: القيادة العامة للقوات المسلحة ستنتقل إلى بايدن في 20 يناير الجاري

بدورها، دانت هيئة «الأركان الأمريكية» المشتركة، أمس الثلاثاء، اقتحام أنصار ترامب لمبنى «الكابيتول»، وذلك بعد أسبوع من الحادثة، وفقا لما ذكرته شبكة «روسيا اليوم» الإخبارية الروسية.

وقالت هيئة الأركان في بيان، إنها تدعم وتحمي الدستور، موضحة أن أي أعمال لإفشال العملية الدستورية لا تتناقض مع التقاليد والقيم والقسم، بل ومع القانون.

وشددت الهيئة، أن القيادة العامة للقوات المسلحة الأمريكية ستنتقل إلى جو بايدن في 20 يناير الجاري.

وأعلنت وزارة العدل الأمريكية، أنها تتوقع توجيه اتهامات بالعصيان والتآمر، على خلفية اقتحام الكونجرس.

من جانبه، قال القائم بأعمال المدعي العام الأمريكي مايكل شيروين، أنه تم العثور على قنابل محلية الصنع مزودة بأجهزة توقيت، بالقرب من «الكابيتول» أثناء اقتحامه.

وأضاف «شيروين» في تصريح، أنه تم تعطيل القنبلتين من قبل «شرطة الكابيتول» بدعم من الأجهزة المختصة، موضحا أن عدد القضايا المتعلقة أحداث «الكابيتول» والتي سيتم فتحها في الوقت القريب قد يزيد بالمئات.

«إف بي آي»: تلقينا 100 ألف من المقاطع المصورة والصور كخيوط أدلة

وأوضح شيروين، أن النيابة وجهت تهما رسميا ضمن 70 قضية، فيما أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي «إف بي آي»، أمس  الثلاثاء، عن فتح أكثر من 160 قضية على خلفية أحداث اقتحام الكونجرس.

وأشار«إف بي آي»، إلى تلقيه 100 ألف من المقاطع المصورة والصور كخيوط أدلة.

وفي سياق متصل، انضمت «وولمارت»، أكبر شركة لتجارة التجزئة في العالم، إلى شركات كبرى أخرى علقت لأجل غير مسمى التبرعات للمشرعين الأمريكيين الذين صوتوا ضد التصديق على انتخاب بايدن رئيسا للبلاد.