ذكرت صحيفة «النهار» اللبنانية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن هناك مخاوف من أن تكون البلاد أمام محاولة انقلاب مقنع ومتدرج صدقية وواقعية، في ظل الوقائع المريبة التي تعاقبت في الساعات الأخيرة، سواء على صعيد القصور الرسمي والأمني والسلطوي عموما، الذي يطبع الفشل في التعامل مع تفجر الشارع في طرابلس بالدرجة الأولى، ومناطق أخرى تلتحق بعدوى التفلت، أو الاندفاعة الحادة للعهد وتياره، وبعض القضاء المحسوب عليهما في محاصرة حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة.

وأضافت الصحيفة اللبنانية: «ما كان لملف التدقيق الجنائي وإلصاقه بالمواجهة المتصاعدة بين العهد وتياره، وحاكم مصرف لبنان أن تثير هذا الكم من التساؤلات الآن، لولا التوقيت الغريب الذي جعل العهد ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يديران آخر حلقات المحاصرة السياسية والقضائية لسلامة، كأولوية تتقدم الأولويات الحارقة العاجلة التي تتزاحم في الواقع الداخلي والخارجي اللبناني حاليا، بما لا يمكن معه تجاهل الدلالات والخلفيات التي تتحكم بتوقيت هذه الاندفاعة».

وتابعت «النهار»: «حتى إن بعض المراقبين رسموا علامات استفهام حول مغزى التهويل الذي يمارس في شأن الملف الحكومي وتسريب شائعات، ومزاعم لا صحة لها عن اتجاه الرئيس المكلف سعد الحريري إلى الاعتذار، كما لو أنها تطلق الرسائل المطلوبة لإنجاح انقلاب، ربما تتخطى أهدافه الملف الحكومي إلى الأبعد».

وقالت الصحيفة: «لعل هذا ما يفسر توجس معظم القوى السياسية ونأيها بنفسها عن مجريات انفجار المواجهات في الشارع، انطلاقا من طرابلس؛ بحيث يمكن القول إن المخاوف بلغت ذروتها من حجم الاحتقان الاجتماعي والشعبي، الذي يشكل السبب الأول والأساسي لانفجار الاحتجاجات، ومن ثم الخشية من ركوب القوى الخفية موجة توظيف هذا الانفجار، علما بأن العنف المتصاعد للشغب الذي يغلب على هذا الانفجار بات يتهدد بعواقب وخيمة للغاية، سترتد على الجميع».

ورأت الصحيفة اللبنانية، أنه إذا كان لا بد من الإشارة إلى أن خطة التعبئة الصحية والإقفال الممدد في إطار خطة مواجهة كورونا قد انهارت واقعيا بشكل مخيف في طرابلس ومناطق أخرى، تشهد احتجاجات، بما سيترتب عليه حتما زيادات كبيرة في الإصابات بكورونا ستظهر تباعا، مؤكدا أن الخطر المماثل برز في تحول الانفجار الاحتجاجي الى مبارزات حادة وعنيفة بين جماعات من المحتجين وقوى الأمن الداخلي، وتحولت سرايا طرابلس ساحة مواجهات مفتوحة.

وكانت جولات العنف تفاقمت أمس أمام سرايا طرابلس؛ إذ رمى المحتجون الحجارة وقنابل المولوتوف، ثم القنابل اليدوية الحربية في اتجاهها.

وألقت القوى الأمنية قنابل مسيلة للدموع باتجاه مداخل السرايا؛ لإبعاد المتظاهرين، ودخلت قوات الجيش إلى ساحة النور.

وشهدت شوارع المدينة حالة غضب بين الشباب والمحتجين، بعد الإعلان عن وفاة الشاب عمر طيبا، البالغ 30 عاما، متأثرا باصابته خلال المواجهات العنيفة التي حصلت ليل الأربعاء، وأدت إلى عشرات الإصابات والجرحى بين المحتجين والقوى الأمنية.

وسادت المدينة أجواء شديدة التوتر ترجمت بجولة المحتجين على منازل نواب المدينة، ورفعهم الشعارات الاحتجاجية التي تطالبهم بالاستقالة، ثم اشتدت المواجهات مع رمي المحتجين مئات عبوات المولوتوف الحارقة، وكذلك بضع قنابل يدوية حربية، وردت القوى الأمنية برمي القنابل الدخانية الكثيفة.