هل يتواصل الموتى مع الأحياء؟


ورد إلى بوابة أخبار اليوم، سؤال من أحد المتابعين، نصه: «هل يشعر الميت بالأحياء ويتواصلون سويا عن طريق الأحلام أو غيرها بإيصال رسائل إلى بعضهم؟».

 

 وأجابت الإفتاء على السؤال في تصريح لـ«بوابة أخبار اليوم »، بأن الميت يشعر بأهله عندما يزورونه، فعن بريدة -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، وأسأل الله لنا ولكم العافية» أخرجه مسلم في صحيحه.

 

واستشهدت بما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا ،فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام» أخرجه تمام في فوائده، والبيهقي في شعب الإيمان، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.

 

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه أمر بقتلى بدر، فألقوا في قليب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم : «يا فلان ابن فلان، ويا فلان ابن فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًّا»، فقال له عمر : يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا، فقال صلى الله عليه وسلم: «والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون جوابًا» أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

 

وذكرت أنه يستحب للمسلم زيارة القبور والسلام على أهلها، وذلك لأن الميت يعرف المسلِّم عليه ويرد عليه السلام، قال الإمام النووي في «المجموع شرح المهذب»: [قَالَ أَصْحَابُنَا -رَحِمَهُمُ اللَّهُ-: وَيُسْتَحَبُّ لِلزَّائِرِ أَنْ يَدْنُوَ مِنْ قَبْرِ الْمَزُورِ بِقَدْرِ مَا كَانَ يدنوا مِنْ صَاحِبِهِ لَوْ كَانَ حَيًّا وَزَارَهُ].

 

وقد سئل ابن تيمية -رحمه الله-، كما في «مجموع الفتاوى» عن سماع الميت بعد موته، فقال : [الحمد لله رب العالمين. نعم يسمع الميت في الجملة]، وذكر أحاديث كثيرة، ثم قال بعد حديث السلام على أهل القبور: [فهذا خطاب لهم، وإنما يخاطب من يسمع].

 

وقال ابن القيم في «الروح»: [وقد شرع النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه، فيقول : (السلام عليكم دار قوم مؤمنين)، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد، والسلف مجمعون على هذا، وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به].

 

وقال المناوي في «فيض القدير»: [وقال الحافظ العراقي: المعرفة ورد السلام فرع الحياة ورد الروح، ولا مانع من خلق هذا الإدراك برد الروح في بعض جسده، وإن لم يكن ذلك في جميعه. وقال بعض الأعاظم: تعلق النفس بالبدن تعلق يشبه العشق الشديد، والحب اللازم، فإذا فارقت النفس البدن فذلك العشق لا يزول إلا بعد حين، فتصير تلك النفس شديدة الميل لذلك البدن؛ ولهذا ينهى عن كسر عظمه ووطء قبره].

 

وأفادت الإفتاء بأن الموت ليس معناه فناء الإنسان تمامًا، ولا هو إعدام لوجوده الذي أوجده الله له، بل إن الموت حالة من أصعب الحالات التي يمر بها الإنسان؛ حيث تخرج فيها روحه؛ لتعيش في عالم آخر، فخروجها من الجسد الذي كانت بداخله صعب، فالموت : هو مفارقة الروح للجسد حقيقة.

 

وقال الغزالي في كتاب «إحياء علوم الدين» : [ومعنى مفارقتها للجسد انقطاع تصرفها عن الجسد بخروج الجسد عن طاعتها]، وبناء على ما سبق فإن الميت يشعر ويستأنس ويفرح بمن يزوره ويرد عليه السلام.

 

اقرأ ايضا|ما حكم سكن المطلقة مع مطلقها؟.. «الإفتاء» ترد‎

تاريخ الخبر: 2021-02-03 12:15:33
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

حموشي يتباحث بالدوحة مع مدير جهاز “أمن الدولة” القطري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-23 12:25:47
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

حموشي يتباحث بالدوحة مع مدير جهاز “أمن الدولة” القطري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-23 12:25:38
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية